إن حركة عقارب الساعة التي لا تهدأ تحمل الانطباع بأنه ليس هناك وقت كافٍ لإنجاز ما نرغب في إنجازه. على سبيل المثال، هناك أشياء ربما كنت ترغب في صنعها لسنوات: تعلم لغة، أو زيارة مكان ما، أو كتابة خطاب ما، أو حضور مقرر دراسي، أو قراءة كتاب، أو... فقط لو أنه كان لديك مزيد من الوقت! إنك غاية في الانشغال. ولكن هل أنت كذلك... حقاً؟
يحصل الناس على مقررات دراسية في إدارة الوقت، ومع ذلك ينتهي بهم الحال وهم لا وقت لديهم للقيام بالأشياء الضرورية للنجاح. الحقيقة هي أننا إذا كنا نرغب حقاً في إنجاز شيء ما، فإننا سنجد الوقت الكافي للقيام به. إننا لسنا بحاجة إلى خبير في إدارة الوقت ليخبرنا كيف نفعل. دعني أعطك بعض الأمثلة.
افترض أنني على وشك استئجارك لبيع نسخ من هذا الكتاب بسعر التجزئة المكتوب على الغلاف. إلا أنني سأعطيك مائة دولار عن كل نسخة تبيعها خلال الثماني والأربعين ساعة التالية. ما مقدار الوقت الذي ستقضيه في تناول الطعام، أو التحدث في الهاتف، أو مشاهدة التليفزيون، أو الانخراط في حوار تافه عديم الجدوى، أو مجرد الجلوس في كسل؟ هل كنت ستتحدث مع أي شخص لا يمثل عميلاً محتملاً جيداً لإتمام صفقة بيع؟ حسناً، أنت في المدرسة. ومقابل كل درجة "ممتاز" تحصل عليها، سأعطيك شيكاً بمبلغ خمسة آلاف دولار. وإذا حافظت على متوسط ممتاز في جميع المواد، فسأعطيك مائة ألف دولار. هل تظن أنك ستستطيع العثور على الوقت الكافي للمذاكرة؟
لو أنه عرضت عليك مثل هذه العروض، لما كان عليك أن تقرأ كتاباً أو تحضر مقرراً دراسياً حول إدارة الوقت لكي تجد الوقت اللازم للقيام بعمل جيد في المبيعات أو تحصل على درجات عالية، أليس كذلك؟ والسبب بسيط. ستكون قد حددت هدفاً مرغوب فيه بشدة ولديك استحواذ لتحقيق هذا الهدف.
هنا ستجد الوقت! إن سر إيجاد الوقت للقيام بالأشياء التي ترغب فيها هو أن ترغب حقاً في القيام بها، لا أن تتمنى فحسب القيام بها. يجب أن نتمنى أن نتمكن من إنجاز المزيد، ولكننا في الواقع لا نرغب في هذا، لذا فإننا نستمر في إضاعة الوقت وتمني أن يكون لدينا المزيد منه.
عندما نتخذ قراراً بالسيطرة على الوقت، فإن الخطوة الأولى ليست هي القبض على أول تقويم تقابله ووضع ميزان لوقتنا. فتلك هي الخطوة الأخيرة. والخطوة الأولى هي استيضاح سبب رغبتنا في القيام بشيء ما وليس سبب اضطرارنا إلى القيام به. يحدث هذا عن طريق تطوير فهم فلسفي حقيقي لأهمية وكذلك عدم أهمية الوقت في حياتنا. وبمجرد أن يكون لدينا الحافز اللازم للسيطرة، ستتبع ذلك آليات الإنجاز.
وامتلاك اليد العليا على الوقت والتقويم لا يعني بأي حال تجاهل وإهمال الوقت. فقط عندما نعرف كيف نتعامل معه، نكون في وضع يتيح لنا السيطرة عليه. وعن طريق التعاون مع الوقت، يمكننا تحقيق نتائج مدهشة. ولكن برفق! لا ينبغي أن تشتمل المحاولة الأولى تحقيق هدف رئيسي كبير. سر الفوز هو البدء. بمجرد أن يكون الوقت في جانبنا، سوف تصنع أبسط جهودنا قوة متراكمة كبيرة والثقة اللازمة من أجل بذل أي جهد أعظم.