في حياة الأشخاص المشغولين، ما من سؤال يتم طرحه بشكل أكثر تكراراً من السؤال: "أين ذهب الوقت؟". والوقت، بالطبع، لم يذهب إلى أي مكان كما يوحي السؤال، وإنما هو يتحرك بسرعته الطبيعية بينما ندرك نحن بألم أننا ننجز أقل كثيراً مما نحب إنجازه.
وعلى عكس مراقب الوقت في الألعاب الرياضية، فإننا لا نستطيع، في لعبة الحياة، أن "نوقف الساعة" من أجل مشاهدة إعادة فورية. وعندما نعترض قائلين: "ليس لدي الوقت"، كثيراً جداً ما يكون الشيء الذي نفعله ليس مهما بما يكفي لأن نخصص له الوقت الكافي.
دعونا نعترف بالأمر. لا أحد لديه وقت أكثر مما لدى الآخرين. إن لدينا نفس القدر من الوقت الذي لدي أي شخص آخر في أي يوم من الأيام. لدينا نفس عدد الدقائق في الساعة، ونفس عدد الساعات في اليوم. ومع ذلك فإننا نكرر نفس العبارات القديمة البالية.
أثناء نضالنا من أجل حياة أكثر اكتمالاً، وإشباعاً، وسعادة، نسمع الكثير عن امتلاك الثروة والمال والممتلكات. وما يقال عن ملكية المهارة والموهبة والكفاءة أقل من ذلك كثيراً، وما يقال عن ملكية الوقت أقل وأقل من ذلك.
الوقت يمر بسرعة دون شك. فكل لحظة تمر علينا هي وقت من حياتنا. وحيث إن وجودنا بأكمله يعتمد على الوقت، فمن الأهمية بمكان أن نفكر بإمعان في الأهمية العاطفية لاستغلالنا له. إن عبارات "إنني مشغول بشكل بشع"، و"إنني في عجلة من أمري"، و"ليس لدي الوقت فحسب " بمثابة ثلاثة مسامير كبيرة في نعش السعادة. إن الاندفاع المتعجل المستمر في الحياة يعوق تطور الشخصية القوية الجميلة ويسلب الحياة مذاقها ولذتها.
في كل صباح، يوجد خارج نوافذ غرف نومنا هواء نقي، وأشجار، وجبال، وحقول، ومتنزهات. ولكننا نادراً ما نري تلك الأشياء. إننا نتقلب في فراشنا ونواصل النوم، أو ببساطة نقفز منها ونهرول إلى العمل. وعندما يسألنا أحدهم عن سبب هذا الإيقاع المندفع المهرول، نصر على أننا ليس لدينا الوقت الكافي لإنجاز الأشياء التي نرغب في إنجازها.
إن الوقت يتحول إلى سيد مالك مسيطر. إلا أنه ينبغي علينا أن نتعلم السيطرة على الوقت بدلاً من الخضوع له.
ينبغي أن نكف عن أن نكون مهرج الوقت. يجب ألا نضيعه وألا نقع في متلازمة "ليس لدي وقت". وبدلاً من ذلك، يجب أن نتعلم التحكم فيه والسيطرة عليه وتخصيص قدراً كافياً منه للأشياء المهمة في الحياة. وعندما ننتزع سوط التعجل من قبضة الوقت، نستعيد سيطرتنا الذاتية على أنفسنا.