في قصة "مصباح علاء الدين"، عرفنا ذلك الجني الذي ينفذ أي رغبة تراود علاء الدين. كل ما كان على علاء الدين فعله هو حك مصباحه ومن ثم يظهر الجني. إن لديك جنية أقوى وأعظم بكثير من هذا بداخلك الآن، وهو مستعد لتنفيذ كل ما تأمر به. ولكن لو أنك لم تكن تدرك هذا، فلعله كان نائمة منذ سنوات عديدة. لقد آن أوان إيقاظه!
على مر القرون، استطاع الناجحون إما بشكل حدسي بديهي وإما بالمعرفة والعلم أن يدركوا أنهم أيضا يمتلكون قوة يمكن أن تخدمهم تماماً كما كان الجني يخدم علاء الدين. كانوا يستدعون هذه القوة لمساعدتهم على إنجاز الأعمال أو الفنون العظيمة، أو التأليف، أو الاختراع، أو الكتابة، أو تشييد المشاريع... إلخ. ولقد عرف الحكماء هذه القوة عندما قالوا: "حقيقة ذاتك هي ما تعتقده في أعماق قلبك". وما كانوا يعنونه حقاً هو: "حقيقة ذاتك هي ما تعتقده في عقلك اللاواعي"، إلا أنهم استخدموا كلمة "القلب" كمرادف للعقل اللاواعي.
على الرغم من الموهبة الفائقة لعقلك اللاواعي وقدرته غير المحدودة، فإنه خادم، وكخادم، ينبغي أن تأمره. إنه لا يستطيع أن يأمر نفسه. وفي الواقع، إنه آلية موضوعية تلقائية تعمل بإخلاص على أن تحقق لك أي شيء تلح عليه به بشدة. إنه شريك قيم، ومهم، وفعال، وجدير بالثقة يزودك بجميع المعلومات الضرورية التي تحتاج إليها لصنع الحياة التي تريدها.
قلنا من قبل إن عقلك اللاواعي يستجيب وفقاً للمعتقدات والقناعات التي تحملها في جانب العقل الواعي. إن عقلك الواعي يختار ما يعتقد أنه صحيح، وعقلك اللاواعي يقبل دون مناقشة أي شيء يمليه عليه عقلك الواعي، ومن المهم أن تتذكر أن عقلك اللاواعي يتقبل الفشل بنفس البساطة التي يتقبل بها النجاح، وسيوفر لك وسيلة تحقيق أي منهما.
في هذه اللحظة تحديداً، يعمل عقلك اللاواعي لصالحك أو ضدك. فمن خلال عقلك الواعي، يشعر عقلك اللاواعي ويسجل جميع تجاربك الجسدية، والفكرية، والذهنية، والعاطفية ويخزن المعلومات لمزيد من الاستخدام لاحقاً. ومجموع هذه التجارب يحدد مستوى وعيك الحالي.