الخيال أكثر أهمية من المعرفة". قال هذه العبارة أحد أعظم علماء العالم وعباقرة الرياضيات، ألبرت آينشتاين.

قوة الخيال هي إحدى أعظم القوى في الكون، لقد تطور التقدم الإنساني بشكل متناسب مع الخيال الجمعي. في أثناء أسفاري ورحلاتي، لا أكف أبدأ عن الشعور بالدهشة تجاه شبكة الخطوط الجوية الهائلة. هذه الشبكة نتيجة الخيال مدهش. إن كل مرحلة، بداية من أول رحلة طيران للإنسان إلى مفهوم الأبعاد المتعددة للسفر الجوي المكثف، كانت مجرد فكرة في خيال شخص ما قبل أن تصبح حقيقة واقعة. وكما هي الحال مع جميع الرؤى والأحلام، كان على هؤلاء الذين جرءوا على تصور فكرة السفر متعدد الأبعاد أن يتجاوزوا التفكير المحدود لهؤلاء الذين أكدوا أن أفكارهم هي درب من المستحيل.

کتب ليوناردو دافينشي هذه الكلمات التنبؤية على الرسم التخطيطي الذي وضعه لأول مركبة طائرة: "سوف تنمو للبشر أجنحة". ولقد طارت مركبته بالفعل لعدة أقدام، ولكن قادة الكنيسة في ذلك الزمن أجبروه على تدميرها، بعد وصفها بأنها آلة شيطانية. وأثبت الزمن صحة ما قال دافينشي، والآن أصبح للبشر أجنحة حقاً!

والجانب الأكثر فعالية وديناميكية للخيال هو صنع وتشكيل صور ذهنية لما لا وجود له بعد في العالم المادي. وهناك قوة أخرى هي خلق أفكار ومجموعات جديدة من الأفكار بناءً على التجارب والخبرات السابقة. الخيال المبدع يأخذنا خطوة إضافية لما هو أبعد من مجرد صنع الصور الذهنية. فعندما نتخيل شيئاً ما بإيداع، فإننا في الواقع تتسبب في وجوده في عالم الواقع، لأنه تشكل بالفعل في عقولنا أولاً. إن صورنا تشتمل على قوة إبداعية. إنها تتغير من خلال قوة العقل الإبداعي.

    إن الوسيلة الفعلية التي تخرج بها الأشياء إلى عالم الوجود الخارجي هي لغز معجز. إلا أننا نعرف أننا إذا غرسنا حبة ذرة في الأرض، فإنها سوف تنبت ساقاً عليها العديد من أعواد الذرة. إننا لا نعرف سر سحب المواد المغذية من التربة من أجل هذا الخلق الجديد. إن صورة ساق الذرة قابعة داخل النواة.

الفكرة هي البذرة التي تزرعها عندما ترغب في الحصول على محصول معين. سوف تنبت البذرة ما تزرعه أيا كان: ذرة، قمح، طماطم، أعشاب ضارة، نباتات شائكة، حشائش سامة. كل شيء يعتمد على طبيعة البذرة. الفكرة التي تشغل خيالك، سواء كانت سلبية أو إيجابية، بناءة أو هدامة، ستجلب ما هو من نوعها. فالأشياء المتشابهة تتجاذب، أو كما قال الفلاسفة: "كما تزرع تحصد".

الخيال الإبداعي قوة جبارة. لقد تغير اقتصاد جنوب الولايات المتحدة بأكمله بواسطة الخيال الإبداعي لرجل واحد. فبينما كان يجلس في منزله ذات مساء، شاهد قطته تحاول جذب عصفور الكناري عبر قضبان قفصه. ولأن القضبان كانت تحمي العصفور، لم تظفر القطة إلا بقبضة من الريش. هذا جعل الرجل يتخيل مخليه حديدية ينتزع القطن من أشجاره. وهكذا         اخترع "إيلي ويتني " آلة مدهشة: محلج القطن.

   يمكن استخدام الخيال الإبداعي للتغلب على مشكلات العالم وقهرها. لا ينبغي أبدأ أن نعتبر أي موقف ميؤوساً منه أو غير قابل للحل. إن الاعتقاد بأننا على طريق تدمير الذات هو ببساطة غير صحيح. لقد كان هناك دائماً أولئك الذين يتنبؤون بالموت والهلاك والظلام منذ بداية التاريخ المسجل، ولكنهم كانوا مخطئين في كل مرة. فعندما كانت الأمور تبدو حالكة الكآبة، كان يظهر أناس أصحاب خيالات إبداعية يقودوننا نحو تحقيق إنجازات أكثر عظمة.

جميع المشكلات هي في الواقع فرص متخفية. أدرك الصينيون هذا. إن كلمة أزمة لديهم تتكون من مقطعين: أحدهما يعني مشكلة، والآخر يعني فرصة. ومع وضع هذا في اعتبارنا، ينبغي أن نفحص بدقة كل ما نطلق عليه اسم الأزمة في حياتنا بحثاً عن الفرصة المختفية بداخلها.