يمكنك بناء ثقتك التامة بنفسك عن طريق إطلاق إمكانياتك غير المحدودة عبر قوة عقلك. وتماماً كما يرسم الفنان الصورة في عقله أولاً، فإن قانون الجاذبية المغناطيسية يمكن أن يجلب لك ما تتخيله بالتفصيل.
استخدمت كلارا بارتون هذه القوة. لقد تخيلت مساعدة الأشخاص الذين يمرون بالمحن والشدائد، ومن هنا، نشأت هيئة الصليب الأحمر. وسمعت جان دارك أصواتاً ترشدها بينما كان العقل الإبداعي يقودها نحو النصر.
تتحدث الكتب السماوية عن هذه القوة الداخلية التي تعرف كل شيء. وقد أشار السيد المسيح إليها ببساطة عندما قال: "لست أنا، وإنما روح الله هي ما تفعل كل شيء".
يؤمن معظم الناس بأن هناك قوة أعلى تتحكم في الكون وتنظمه. ومفهوم هذه القوة الأعلى يختلف من فرد إلى آخر ومن مجموعة إلى أخرى، ولكن معظم الناس يتفقون على وجود هذه القوة. إذا كنت قد وصلت إلى هذه النقطة، فلابد أن تصل في النهاية إلى النتيجة التي تفيد بأن هناك طريقة ما تتواصل بها هذه القوة معنا ونتواصل معها، تماماً كما فعل جميع المعلمين والمفكرين العظماء. إننا نتواصل معها من خلال جانب الوعي الفائق للعقل.
يمكننا تحقيق هذا عندما نهدئ عقلنا الواعي. فمن الأهمية بمكان أن نستقطع بانتظام بعض الوقت من جداول أعمالنا المكتظة لنستشعر السكينة ونهدئ عقلنا الواعي ونسمح للوعي الفائق بالتحدث إلينا وإرشادنا. إنه لا يتحدث إلينا بالإنجليزية، أو الفرنسية، أو الإيطالية، أو أي لغة أخرى. إنه يتحدث إلينا من خلال الحدس، الذي يظهر في شكل شعور أو رغبة. عندما نتلقی مشاعر حدسية من الوعي الفائق، يتم بذلك توجيهنا إلى الأشخاص، أو الأماكن، أو الظروف التي نحن في حاجة إليها لتحقيق هدفنا الإبداعي.
يمكننا بسهولة أن نرى هذه القوة الحدسية تعبر عن نفسها في عالم الحيوان. تأمل طائرة يبني عشه. لم يعلمه أحد كيف يبني واحداً. إنه يعتمد كلياً على التوجيه الحدسي الذي يبين له كيف يبني العش بإتقان. في عالم الحيوان، نسمي هذا بالغريزة؛ وفي عالم البشر، يسمى الحدس. نفس هذا الحدس الموجه من خلال عقولنا يبين لنا كيف نبني حياتنا بإحكام بمجرد أن نصبح منفتحين ومتقبلين له.
تذكر أن جانب الوعي الفائق للعقل هو عالم الأفكار الحقيقية الجوهرية. إنه يعلم أفضل طريق، لذا فلا يمكن أبداً أن يكون مخطئاً. وعندما نتعلم الثقة به، ستقل أخطاؤنا لأننا سنكون موجهين من قبل حكمة مطلقة لا محدودة، وهذا هو مصدر الحكمة الذي أرشد جميع العقول العظيمة.