حتى يومنا هذا، مازلنا لا نعرف إلا القليل نسبياً عن العقل البشري وأداته الرئيسية: المخ. إننا نكتشف أنه كلما زاد اعتقادنا بأننا نعرف، كان هناك المزيد مما يجب معرفتها.

العقل، مثل الكهرباء، قوة مفيدة قابلة للاستغلال كانت موجودة وستظل موجودة للأبد. إن قواه وقدراته تفوق الخيال. وعلى الرغم من أن العلم يكشف المزيد والمزيد عن قدراته الهائلة كل يوم، فإننا لسنا بحاجة إلى مخطط أو برنامج عمل لتحقيق أقصى استفادة من تلك الأداة التي وهبنا الله إياها.

    كلما طال انتظارك، وزادت دراستك وبحثك في مكان آخر، ابتعدت أكثر عن الأمر الذي تبحث فيه أو عنه. إنك لست بحاجة للبحث فيما هو أبعد من داخلك لكي    تجد الثقة بالذات والقوة اللازمة لحل جميع مشكلاتك وجعل الحياة كما تتمناها أن تكون.

إن الله الذي خلقك وأمدك بأسباب الحياة لم يخلقك بحيث تكون مضطراً إلى قراءة كتاب، أو الحصول على مقرر تعليمي، أو انتظار اكتشاف علمي لتعيش الحياة بكامل إمكانياتها. لقد كانت الإجابات والحلول بداخلك منذ البداية. لقد كنت دائماً تمتلك الحكمة، والحدس، والموارد العقلية لتعيش الحياة بشكل مثالي وكامل.

إن الناس في كل مكان يبحثون، ويتضرعون، وينظرون، ويناضلون من أجل العثور على الثقة، والنمو الروحي، والأشياء المادية التي يريدونها بشدة، غير مدركين أنه لا أحد أو شيء خارج أنفسهم يستطيع مساعدتهم. عائلاتهم لا تستطيع، ولا أصدقاءهم، ولا رؤساءهم، ولا حكوماتهم ولا أي شيء. والسبب وراء هذا بسيط، بسيط لدرجة أنه يفوت على معظم أفراد الجنس البشري. قال أحد الحكماء لتابعيه: "لا تبحث هنا، ولا تبحث هناك، فإن الجنة بداخلك". ورغم هذا، فمازال معظم الناس لم يدركوا الرسالة التي تفيد بأنهم هم أنفسهم وهبوا القدرة على الاختيار والقدرة على تحقيق أي شيء يرغبون فيه.

   لقد اتحدت المؤسسات التعليمية، والحكومية، والدينية في بلادنا لخلق مناخ خبيث من التبعية يضع ويبقي الفرد في حالة من العبودية العقلية. ونتيجة لذلك، يبحث معظم الناس عن المساعدة خارج أنفسهم. إنهم يريدون من كل شخص، ومن الله بوجه خاص، أن يفعل لهم ما يجب عليهم أن يفعلوه بأنفسهم. إنهم لا يدركون أن كل الحكمة، والبديهة، والكمال، والحب، والقدرة التي هم في حاجة إليها تكمن بداخل أنفسهم وأن تلك القدرات الهائلة تنتظر من يطلقها من عقالها.