حافظ على الهدوء والحب بصرف النظر عن الظروف المحيطة. الحب ليس حالة من الهدوء، ولكنه قوة جامحة. إذا تطاول عليك أحدهم بفعل قد يبدو جائراً أو ظالماً، فتعلم الصفح عن هذا الشخص، لأن الصفح جزء من الحب. اعتبر عقلياً أن الموقف اقتحم حياتك كدرس. والطريقة التي تتعامل بها مع هذه التجربة تحدد ما إذا كنت تفهم معنى الحب أم لا. إذا كنت تفهم معنی الحب، فستكون قادراً على الصفح مع علمك بأن كل شيء سيئول إلى الخير لجميع المعنيين. وتعليم "دروس الحب" يعني الوصول إلى أبعاد جديدة من النجاح، والرخاء، والسلام، والرضا.

تعلم أن تحب كل شيء يحدث لك لأن تجاربك وخبراتك تمنحك فرصة للنمو في الوعي بالحب. قل لنفسك عدة مرات يومياً: "إنني أنمو في الوعي بالحب". وعندما تفعل ذلك، فإنه سيثري حياتك بطرق مدهشة.

 يعيش العديد من الناس حياتهم وهم يكرهون، وينتقدون، ويدينون الآخرين بسبب افتقارهم هم أنفسهم إلى الحب. هؤلاء هم الأشخاص السلبيون. إن لديهم موهبة في الحط من شأن الآخرين بالمزاح الساخر وجعلهم يشعرون بعدم الأهلية وعدم القيمة بحيث يجعلونهم يتراجعون، أو ينسحبون، أو يستسلمون تماماً. الأشخاص السلبيون يكبحون الحب، والتقدير، والثناء لأنهم يشعرون أنه يجب عليهم دائماً قول ما يدور في                 عقولهم، بغض النظر عن مدى سلبيته وتدميره. وهم يبررون عدوانيتهم اللفظية بأنها "نقد بناء"، أو "علاقة صريحة"، أو حتى "تقييم "موضوعي". إن أعظم مواهبهم تكمن في قدرتهم على البحث عن والتعرف على نقاط ضعف الآخرين وليس نقاط قوتهم.

منذ عدة سنوات مضت، عقدت حلقة دراسية للأزواج. كان أحد مشاريعها أن يعدد كل شخص عشرة أشياء جيدة في شريك حياته. وعرضت جائزة لأول شخص ينتهي من ذلك. كان الأمر المثير ولكن ليس المدهش في هذه التجربة، أنه عند انتهاء أول شخص، كان بعض الحاضرين لم يدونوا حتى شيئاً واحداً. هؤلاء الأشخاص كانوا إما غير راغبين وإما غير قادرين على ذکر سمة أو ثناء إيجابي واحد على الشخص الذي يعيشون معه حياتهم.

من المعروف أنه عندما يتم الثناء على النباتات والتحدث عنها بإيجابية، فإنها تزدهر وتنمو، ولكن عندما نبغضها ونرفضها، فإنها تذبل أو حتى تموت. فإذا كان لك مثل هذا التأثير على النباتات، ففكر قليلا في تأثيرك على إنسان آخر!

إن القوة الإيجابية للحب تحدد مدى النجاح الذي ستحققه في حياتك. ولكي تكون ناجحاً، يجب أن تكون قادراً على إنجاز الأعمال. وهناك ثلاث طرق لعمل هذا: أن تقوم بالعمل بنفسك، أو أن تلتمس مساعدة شخص آخر، أو تشترك مع فريق وتقدم مساعدتك.

الطريقة الأولى هي الأكثر شيوعاً، ولكنها أيضاً الأكثر تقييد؛ لأنك تكون مقيداً بقدر الوقت والجهد الذي يمكنك أنت شخصياً بذله. إذا قرأت السير الذاتية لأصحاب أعظم الإنجازات، فستلاحظ أنهم عموماً حققوا النجاح عن طريق توسيع نموهم من خلال جهود الآخرين. وبعبارة أخرى، هم ينجزون الأعمال عن طريق تقديم وتلقي المساعدة.

   وتقديم المساعدة هو أحد الأسرار الصغيرة المعروفة للنجاح. إنك تنجز أعمالك عن طريق مساعدة الآخرين على إنجاز أعمالهم. إذا كنت مشرفاً، أو مديراً، أو رئيساً، فإنك تكون أكثر نجاحاً عن طريق مساعدة مرؤوسيك على النجاح. وإذا كنت مدرساً، فإن نجاحك يرتبط بشكل مباشر بنجاحك في مساعدة طلابك على النجاح، ويتأتى هذا من خلال تعليمك لهم كيف يمكنهم الحصول على ما يريدون هم، وليس ما تريده أنت.                          

يمكن لأي علاقة أن تنمو وتزدهر عندما نتعلم مساعدة الآخرين.

الحب هو الوسيلة التي يمكننا مساعدة الآخرين بها على النجاح. إنه يعبر عن نفسه في القدرة على جعل الآخرين يشعرون بأهميتهم، وحيويتهم، وقدرتهم على التحسن. وعن طريق منح الآخرين التقدير، والثقة، والإشارة إلى سماتهم الإيجابية، يمكننا حفزهم على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من قدراتهم وإمكانياتهم غير المحدودة. إحدى أعظم الهبات التي يمكننا تقديمها للآخرين هي أن نفتح أعينهم بحيث يرون عظمة وروعة أنفسهم، وعلى إمكانياتهم التي لم يدركوا أبداً وجودها. وهذا هو جوهر عبارة "حب الجار".

ولكن مساعدة الآخرين ليست طريقاً ذا اتجاه واحد. فعن طريق تقديم التشجيع والإشارة إلى نقاط قوة الناس، فإننا نساعد أنفسنا أيضاً. وهذا لا يشبع احتياجنا الشخصي إلى الحب فحسب، لذا فإن كل تصرف إيجابي يولد استجابة أكثر إيجابية ويزيد ثقتنا الكاملة بأنفسنا.

عبر "إمیت فوكس" عن ذلك بشكل رائع عندما قال:

الفهم الكافي للحب يتغلب على أي شيء. ليست هناك صعوبة لا يستطيع الحب قهرها، ولا مرض لا يستطيع شفاؤه، ولا باب لا يستطيع فتحه، ولا شعور بالذنب لا يستطيع عبوره، ولا جدار لا يستطيع هدمه، ولا خطيئة لا يستطيع تجاوزها. الحب يرفعك إلى أعلى الآفاق".

إنني أحب كل شيء أفعله. أحب عملي. أحب التدريس. وأحب كتابة هذا الكتاب من أجلك!