فكرة أنه لا يمكننا بحال أن نحب شخصاً آخر حتی نتعلم أولاً أن نحب أنفسنا ربما تبدو -ظاهرياً –فلسفة أنانية للغاية ومرتكزة على الذات. ولكنها ليست كذلك إذا أدركنا أننا مرتبطون بكل شخص آخر على سطح هذا الكوكب. وبنفس الطريقة التي ترتبط بها رؤوسنا بمناكبنا، وأيدينا بأذرعنا، وأقدامنا بأعقابنا، فإن كل إنسان هو امتداد لكل إنسان آخر. إن إصابة أي جزء من الجسد البشري تعني أن الجسد بكامله مصاب، وجرح شخص آخر ذهنياً، أو جسدياً، أو عاطفياً يعني أننا نجرح أنفسنا.

لهذا السبب، لا يمكننا أن نقول: "ليذهب باقي العالم إلى الجحيم، سأعتني بنفسي فحسب". وبدلاً من ذلك، نريد أن نجعل رغبتنا هي الارتقاء بالوعي البشري لأن قوة الجنس البشري، تماماً كقوة السلسلة، تقاس بقوة أضعف حلقة من حلقاته.