إذا كنت تبحث عن شخص يحبك، فستعيش حياتك محبطاً خائب الأمل. الحب يبدأ بأن تحب نفسك أولاً. وما لم تحب نفسك أولاً، فإنك لن تجده لدى شخص آخر. فقط عندما تولد الحب وتطلقه ليشع حتى يعانق كل شيء وكل شخص، ستتلقى الحب بالمقابل.

    ولكن تذكر أنك لا تستطيع منح حبك لشخص آخر. يمكنك فقط أن تكون محباً. وأن تكون محباً يعني أن تتعلم أن تحب عقلك، وأفكارك، وجسدك، والحياة، والقوة الروحية بداخلك. تعلم أن تحب أشياء مثل الأشجار، والأزهار، والحيوانات، وشروق الشمس، وكل شيء تراه وتلمسه وتتذوقه. هل لاحظت يوماً أن بعض الناس لديهم مشكلات دائمة مع سياراتهم؟ إن سياراتهم لا تستجيب لهم فحسب. في حين أن أشخاصاً آخرين "يتحدثون" إلى سياراتهم وهي تستجيب لهم بدون عناء، المرة بعد المرة. حتى إن الأمر ليبدو وكأن الجوامد أيضاً تشعر بالحب. هل تقول إن هذا محال منطقياً؟ لقد ثبت علمية أن الذرات المعدنية تستجيب بطرق مختلفة وفقاً لاختلاف الشخصيات.

منح الحب هو أحد أقوى احتياجاتنا. لقد اكتشف علماء السلوك أن الافتقار إلى الحب ليس هو الذي يسبب الاضطرابات السلبية في الشخصية، ولكن الافتقار إلى منح الحب هو الذي يؤدي لذلك. قام أحدهم بإثبات ذلك أثناء إدارته لأحد ملاجئ الأحداث. فعند دخول الأطفال إلى الملجأ، كان يعطيهم حيوان أليفة يطعمونه، ويعتنون به، ويتعلمون حبه. وبالنسبة للعديد منهم، كان هذا هو الشكل الأول في الحياة الذي أمكنهم حبه. كان معدل نجاح إعادة تأهيل هؤلاء الأطفال مذهلاً، المجرد أنه علمهم أن يحبوا.