يبدأ الأمر في المدرسة عندما تعجز عن إرضاء معلمك. يتم جعلك تشعر بالذنب تجاه سلوكك عن طريق إخبارك بأنه كان من الممكن أن تؤدي بشكل أفضل أو بأنك خذلت معلمك. وبدون التعمق في جذور المشكلة الوعي الخاطئ للطالب فإن مشاعر الذنب التي يثيرها المعلم تتطلب قدراً أقل من جهد المعلم وهي وسيلة فعالة للسيطرة على الطالب.
ونظام السجون هو مثال ممتاز على كيفية عمل وتطبيق نظرية الذنب. فإذا خرقت المبادئ الأخلاقية للمجتمع، فإنك تعاقب بالحبس داخل إحدى المؤسسات. وخلال هذا الوقت، من المفترض بك أن تشعر بالذنب تجاه ما اقترفت. وكلما كانت الجريمة أبشع، كان عليك أن تشعر بالذنب لوقت أطول. وبعد ذلك يتم إطلاق سراحك دون حل المشكلة الحقيقية التي تتمثل في وعيك الخاطئ، خاصة صورة ذاتك السيئة. والنتيجة النهائية هي أن معظم السجناء ينتهي بهم الحال إلى السجن مرة أخرى بعد ارتكاب جريمة أخرى.
ومشاعر الذنب تجاه السلوك الاجتماعي تكيفك على القلق بشأن ما سيقوله أو يظنه الآخرون عن تصرفاتك وأفعالك. وهذا هو السبب وراء التقيد والالتزام الشديد بقواعد وآداب السلوك العامة. فبالنسبة لكثير من الناس، يعد وضع الشوكة على الجانب الصحيح من الطبق مسألة حياة أو موت!
لقد أصبحنا شديدي الاهتمام بآراء الآخرين أو بأن نكون على صواب لدرجة أننا أصبحنا مضطرين لمراقبة كل شيء نقوله ونفعله حتى لا نهين أو نجرح أي شخص.