عندما كنت طفلاً، كان الكبار الناضجون من حولك، وأفراد عائلتك على وجه الخصوص يجعلونك تشعر بالذنب. فعلى أي حال، إذا كانوا هم يشعرون بالذنب، فإن هذا كان جيداً بما يكفي بالنسبة لهم، لذا فلابد أن يكون جيداً بما يكفي بالنسبة لك أيضاً! فإذا لم يعجبهم ما كنت تفعله أو تقوله، كانوا يقولون لك إنك "فتی سيئ" أو "فتاة سيئة". كانوا يصدرون حكماً على قيمة ذاتك وليس على تصرفاتك. وخلال فترات نموك، خاصة السنوات الخمس الأولى، تم تكييفك على الاستجابة لما هو "جيد" و"سيئ"، "صواب" و"خطأ". كان الشعور بالذنب يفرض عليك بالقوة من خلال أسلوب الثواب والعقاب. وفي هذا الوقت بدأت أنت توحد وتطابق بين ذاتك وتصرفاتك.
يستخدم الآباء مشاعر الذنب بغير عمد كوسيلة للسيطرة على أطفالهم. إنهم يقولون للطفل إنه إذا لم يفعل شيئاً معيناً فإنهم سيشعرون بالضيق والحزن، وأسلحتهم عبارات من مثل: "ما الذي سيقوله الجيران؟"، "لقد سببت لنا الإحراج!"، "لقد خيبت أملنا!"، "أين الأدب وحسن السلوك ". والقائمة طويلة وممتدة. ومتی أخفقت في إرضاء والديك، كان ذلك هو وقت ممارستهم لعبة الذنب. ونتيجة لذلك، نمی لديك نمط سلوکی قائم على إرضاء الآخرين أولاً من أجل تجنب الشعور بالذنب. كنت تقول ما يريدك الناس أن تقوله وتفعل ما يريدك الناس أن تفعله. كنت متكيفاً على الاعتقاد بأنك سترضي الآخرين بالإذعان لهم. وهكذا قمت بتنمية الحاجة التي لا نهاية لها إلى ترك انطباع جيد لدى الآخرين.