ليس هناك أي قدر من قوة الإرادة يكون كافياً ومفيداً ما لم نرغب بحق في التخلي عن عاداتنا القديمة. إننا نرغب معظم الوقت في التخلص من الآثار المؤلمة لتلك العادات ولكننا لا نكون مستعدين للتخلص من العادات نفسها.

   السبب في فشل معظم النظم الغذائية بعد فترة قصيرة من الوقت هو أن من يتبع النظام الغذائي يبدأ بعد فترة في الشعور بالحرمان. إن لديه الرغبة في فقد الوزن؟ وفي أن يظهر بشكل أفضل ويشعر بشعور أفضل، ولكنه لا رغبة لديه في الإقلاع عن الإفراط في تناول الطعام. والنتيجة النهائية هي أن عقله يكتظ دائماً بالأفكار الخاصة بالطعام. وكلما زاد تفكيره في الطعام، أصبح أكثر وعياً به إلى أن تسيطر الرغبة في تناول الطعام على قوة إرادته.

لا ينبغي أن نخدع أنفسنا بأننا نستطيع تغيير حياتنا عن طريق ضبط وتنظيم الذات فحسب، عن طريق أن نتمنى أن نستطيع إكراه أنفسنا علي صنع تغيير. إذا كان الشخص يرغب حقاً في فقد الوزن، يجب "إقناعه" بفكرة التخلص من عادة الإفراط في تناول الطعام التي كانت تلعب دور التعويض عن التوتر والاحتياجات التي لم يتم إشباعها. إنه نادراً ما سيتوقف ببساطة لمجرد أنه يعتقد أنه ينبغي عليه ذلك، إن حدث ذلك أصلاً. والقيام بهذا لن يولد إلا مشاعر الذنب، والإحباط، والقلق، وجميعها تولد مقاومة التغيير.

    قبل أن تتمكن من تغيير أي عادة، ينبغي عليك أن تدرك وتقبل تماماً أن لديك عادة تريد تغييرها. إن حقيقة أنك لا تستطيع تقبل أخطائك هي السبب وراء عدم قدرتك على التغلب عليها. والإدانة الشفهية فحسب لعاداتك السيئة ولنفسك بسبب وجود تلك العادات لديك لا تؤدي إلا إلى إحكام سيطرتها عليك، وبهذا تحبط جميع جهودك لوقفها. والشعور بالذنب لا يزيد تلك السيطرة إلا قوة. عبر ألفريد أدلر عن ذلك كما يلي: إما أن ترتكب الخطأ وإما       أن تشعر بالذنب، ولكن لا تفعل الأمرين معاً. فهذا أكثر مما ينبغي". تلك نصيحة رائعة!

يجب علينا أن نصنع عادات جديدة أكثر إيجابية عن طريق التخلص من العادات السلبية بالاستبدال عن طريق توفير أفكار وتصرفات وأفعال جديرة ومهمة وإيجابية لتحل محلها. عندما كان والداك يمنعانك من شيء ما عندما كنت طفلاً، كانا عادة يعطيانك شيئاً آخر بدلاً منه. وكان هذا يبعد تركيزك عما أخذاه منك.

هناك بعض الأشياء التي تكون مستعدين للتخلص منها على الفور وعن طيب نفس. يرجع هذا إلى الأهمية الكبيرة التي نعلقها على تغيير تلك الأشياء وعلى إدراكنا لآثارها المدمرة على حياتنا. فكلما علقت أهمية أكبر على شيء ما، كنت أكثر استعداداً للقيام بعمل بشأنه.