إذا كنت ترغب في أن تعيش حياة أكثر إيجابية، فلابد أن تقتنع بأن أي تغيير تصنعه سوف يحقق إشباعاً لحاجة أو رغبة معينة لديك.
يبدأ تحفيز الذات الإيجابي بتغيير وعيك. ولكي تصنع تغييراً بناءً ومثمراً في حياتك، ينبغي عليك أن تقيم الفوائد المحتملة لأي فعل محدد. وبعد ذلك من المحتم أن تقنع نفسك بأن الفوائد والمزايا المحتملة تبرر أو تفوق الثمن الذي ستضطر لدفعه مقابلها.
قد يلهمك الآخرون أو حتى يهددوك من أجل صنع تغییر ما، ولكنك أنت من يجب عليك تحفيز نفسك عن طريق مقارنة الأرباح والخسائر". إلى حد ما، لقد كنت تفعل هذا طوال حياتك، إلا أنك الآن تستطيع أن تتأكد من أن العملية ستعمل لصالحك وليس ضدك.
إن المجرم، ومدمن الكحوليات، والمفرط في تناول الطعام، ومدمن المخدرات جميعهم يمرون بنفس العملية، وبناء على مستوى وعيهم، قرروا أن الإدمان يستحق أي ثمن يجب عليهم دفعه مقابله. وبمجرد أن يتغير وعيهم تحت ظروف تراجيدية في المعتاد-يدركون أن ثمن الهروب من الواقع ومن الذات التي أصبحوا يكرهونها هو ثمن فادح مقابل ما يحصلون عليه. وهكذا فإن حافزهم يضعهم على طريق أكثر إيجابية.
ستجد أنه من المفيد للغاية أن تنمي استخدام كلمتين شائعتين ولكنهما مهملتان هما: "حكيم" و"غير حكيم". إن جميع تصرفاتك وتصرفات الآخرين يجب النظر لها إما على أنها "حكيمة" وإما على أنها "غير حكيمة". لا شيء يجب الحكم عليه بأنه "جيد" أو "سيئ"، "عدل" أو "ظلم"، "صواب" أو "خطأ"، تلك مجرد أحكام أخلاقية تقوم على مستوى وعيك الحالي أو الوعي الجمعي للمجتمع.
وكلمتا "حكيم" و"غير حكيم" لا تقدمان أحكاماً على القيمة. إنهما تسمحان لك بملاحظة تصرفاتك أو تصرفات شخص آخر، وعلى أساس الوعي، تحدد ما إذا كانت "حكيمة" أو "غير حكيمة". ومن المهم أن تفهم أن تصرفاتك وأفعالك قد تكون "سيئة"، ولكنك أنت لست "سيئاً" على الإطلاق، ويجب أن توسع نفس هذا الوعي ليشمل كل شخص آخر.
أتمنى أنك، الآن، تستطيع أن ترى أنه من المستحيل أن "تحفز" الناس على التغير عن طريق إخبارهم بما "ينبغي"، أو "يجب"، أو "من المحتم" عليهم فعله. إنهم لا يستطيعون التغير إلا من خلال قراراتهم الواعية. قد تلهمهم، أو ترهبهم، أو تهددهم، ولكن التحفز الناتج عن ذلك سيكون مؤقتاً فحسب لإشباع الحاجة السائدة التي، في تلك اللحظة، هي التخلص من ضغطك عليهم. إنهم لن يغيروا عاداتهم بشكل دائم إلى أن يقتنعوا بأن التغيير سيكون مفيداً لهم مقارنة بالثمن الذي ينبغي عليهم دفعه. والأكثر أهمية أنهم لن يتغيروا إلى أن يتغير وعيهم.