السبب الرئيسي وراء معظم العلاقات الإنسانية المتنافرة غير المتألفة هو ميلناً إلى فرض قيمنا على الآخرين. إننا نريدهم أن يعيشوا وفقاً لما حددنا نحن أنه "صواب"، أو "عدل"، أو "حق"، أو "طيب"... إلخ. وإذا لم يذعنوا لنا، نشعر بالاستياء والغضب، دون أن ندرك أن مستوى وعيهم يجعلهم غير قادرين على الإذعان.
الآن، لابد وأنك أدركت أنه ليس هناك ما نستطيع فعله لتغيير قيم، أو أفكار، أو معتقدات الناس إذا لم يكن وعيهم مستعداً لقبول التغيير، لا أحد مضطر للتغيير المجرد أن يجعل العالم مكانة أفضل بالنسبة لك أنت. قد يزعجك الناس أو يغضبونك، ولكن حقيقة أنه ليس كل الناس يعترضون على سلوكياتهم تدل على أن المشكلة ليست مشكلتهم، وإنما مشكلتك أنت. إنك ترفض واقعهم وترغب في رؤية الأمور، ليس كما هي عليه، وإنما كما تود أنت أن تكون عليه. وتلك هي النقطة التي تبدأ عندها في الحكم على القيمة.
إن دافعك، للتوقف عن الحكم على القيمة ينبغي أن يشمل معرفتك بأن جميع أحكام القيمة من قبيل "جيد" و"سيئ"، "صواب" و"خطأ"، "عدل" و"ظلم" لا أساس لها من الصحة على الإطلاق لأن كل إنسان من المحتم عليه أن يتصرف وفقاً لما يمليه عليه ويسمح له به مستوى وعيه الحالي، لا أكثر، ولا أقل.
اقرأ هذا مرة أخرى! اجعله يصبح جزءاً من وعيك. إذا فهمت ما يقال بشكل كامل، فلن تشعر بعد ذلك بالحاجة لإصدار أحكام القيمة على نفسك والآخرين.
إن تجنب الحكم على قيمة الآخرين لمجرد أنني أقول لك إن هذا غير صحيح وغير مناسب ليس كافياً.
فيجب أن تتوقف عن الحكم على قيمة نفسك أولاً، ومن ثم ستتوقف عن الحكم على قيمة الآخرين. سيتيح لك هذا أن تبدأ في حب نفسك والآخرين. وعندما تتعلم أن تحب نفسك وتقدرها، فإنك ستتوقف عن مطالبة الذات ونقد الذات.
وبمجرد أن تبدأ في حب الآخرين كما هم، سيبدأ الآخرون في حبك كما أنت. لن يكون لديهم أي خيار آخر. فكر في الأمر؟ من هم الأشخاص الذين تشعر بأكبر قدر من الانجذاب نحوهم؟ إنهم أولئك الأشخاص الذين تعتبرهم أصدقاء المقربين، الأشخاص الذين لا يصدرون أحكام على قيمتك أبدأ، بغض النظر عما يعرفونه عنك.
سر منح وتلقي الحب هو أن تتوقف عن الحكم على القيمة، إلى الأبد!