تقدير قيمتك وأهميتك الشخصية الحقيقية هو عامل مهم آخر في بناء الثقة التامة بالنفس.

إحدى حقائق الحياة الثابتة الواضحة هي: إنك لا تستطيع أبداً أن تكون "أفضل" من القدر الذي تحمله من التقدير لذاتك؛ ويعني هذا، شعورك تجاه نفسك في ظل علاقتك بالآخرين، بناءً على إحساسك بقبول الذات. تلك المشاعر تكون غير واعية في الأساس وتمت برمجتها في اللاواعي لديك منذ مرحلة الطفولة المبكرة.

     وتقدير الذات الإيجابي ليس هو القبول العقلي لمواهب أو قدرات أو إنجازات المرء. إنه قبول شخصي للذات. وبناء تقدير إيجابي للذات ليس تضخيماً للانا، فأنت لا تحب نفسك بالمعنى الذاتي الذي ينم عن الغرور. إنك تدرك ببساطة أنك شخص متفرد ومتميز وذو قيمة بحق شخص ليس بحاجة إلى إثارة إعجاب الآخرين بإنجازاته أو ممتلكاته المادية. وفي الواقع، فإن الشخص الذي يتباهى ويتفاخر باستمرار هو شخص مصاب بأحد الأعراض الكلاسيكية لضعف تقدير الذات.

على السطح، يظهر الكثير من الناس على أنهم يمتلكون تقديراً إيجابياً أو عالياً للذات. ولكن تلك ليست هي الحال دائماً. إحدى مآسي العصر الذي نعيش فيه تخص أولئك القادة، والمعلمين، والمخترعين، والفنانين، والأشخاص الذين قدموا إسهامات رائعة للجنس البشري ومع ذلك فهم ضحايا لتقدير الذات المتدني. فبعض الأشخاص الذين يحظون بقدر هائل من الإعجاب والاحترام في التاريخ أصبحوا مدمنين للمخدرات، والكحوليات، بل حتى ارتكبوا جريمة الانتحار لمجرد الفرار من ذات لم يتمكنوا أبداً من قبولها بشكل تام وكثيراً ما تحولوا إلى بغضها وكراهيتها.

وبناء تقدير إيجابي للذات ليس مسألة جعل نفسك سعيداً فحسب، فهو الأساس الذي ينبغي أن تبني عليه حياتك بأسرها. وإذا كنت تأمل في التحرر من أجل صنع الحياة التي تريدها، فإن تلك مهمة ينبغي أن تتعامل معها بجدية. وإذا لم تفعل، فلا يمكنك أن تتوقع إلا أن تزداد حالة تدني تقدير الذات عندك سوء، بينما تتقدم في السن إلى أن ينتهي بك الحال كواحد من أولئك الأشخاص التعساء.

إحدى أفضل الطرق لبناء تقدير الذات العالي هي أن تعرف كيف ينشأ تقدير الذات المتدني، وكيف يظهر في الآخرين. ستكون حينها قادراً على أن ترى ما يمكنك القيام به لرفع مستوى تقديرك لذاتك.