جميع أنواع المنافسة عدائية. إنها قد تبدو ودية ظاهرية، ولكن الدافع الرئيسي وراء المنافسة هو أن تكون أو تفعل ما هو أفضل من الآخرين. لقد خلقت على هذه الأرض لكي تبدع، لا لكي تنافس؛ لذا إذا كنت تستخدم المنافسة كدافع رئيسي لك للقيام بأي شيء، فإنها ستعمل ضدك وتهزمك في كل مرة. وما أعنيه أن الهدف من الحياة هو أن تكون، لا أن تنافس. وعبر أحد الحكماء عن ذلك المعنى بقوله: "أنا مع نفسي، ولست ضد أي شخص! ".
وعلى الرغم من أن العالم قد يبدو مكاناً تنافسياً، فإنه تنافسي فقط بالنسبة لهؤلاء الذين يشعرون بالحاجة إلى المنافسة. معظم الناس سيرفضون هذه الفكرة بسبب التدريب الذي حصلوا عليه في الطفولة حيث كانت المنافسة تلقى الكثير من التشجيع والقبول. وإذا سألتهم عما إذا كانت المنافسة مفيدة، فسيجيبون بحماس عظیم أنها ليست مفيدة فحسب، وإنما ضرورية أيضاً! إنهم يشعرون أن المنافسة تعطي الحياة المعنى، والهدف، والاتجاه؛ وأن الإنسان يحتاج إلى مكافأة على القيام بعمل جيد. ولا يخطر ببالهم أبدأ أن المكافأة هي العمل نفسه وليست النتيجة النهائية.
إننا ننافس الآخرين فقط عندما لا نثق بأنفسنا وبقدراتنا. إن المنافسة مجرد تقليد. وهي تنشأ في الطفولة المبكرة من حاجتنا إلى محاكاة الآخرين. والشخص المنافس يشعر أن الآخرين أفضل منه ويحاول إثبات العكس. إنه يناضل من أجل التفوق على أولئك الذين يشعر أنهم أعلى منه مقاماً. وهو في الأساس يقارن نفسه دائماً بمن حوله. والشخص المنافس دائماً ما يحتاج إلى شخص يؤكد له أنه يؤدي بشكل جيد.
ومن ناحية أخرى فإن الشخص الذي يعتمد على نفسه لا يشعر بالحاجة إلى المنافسة. إنه لا يحتاج إلى النظر ورؤية ما يفعله الآخرون أو إلى أن يكون أفضل من" الآخرين. إنه يناضل من أجل التميز في حياته الشخصية مدركاً لقدراته الحقيقية كما هي. فالمنافسة الوحيدة هي منافسته مع نفسه لتحقيق تطور وتميز وتفوق شخصي أعظم فيما يرغب في إنجازه.