الاعتماد على الذات ليس هو فقط الاعتقاد بأنك تستطيع معالجة الأمور وتحقيق النجاح، إنه أكثر من هذا. إنه امتلاك شجاعة الإنصات إلى دوافعك الداخلية لكي تحصل على تلميح بشأن نوع النجاح الذي ترغب فيه بحق. إنه يعني الحصول على التلقين من نفسك؟ وليس الإنصات لشيء أو شخص خارج نفسك لكي تحصل على فكرة حول ما ينبغي أن تكونه، أو تفعله، أو تمتلكه. وعندما نبدأ في تعلم قراءة وفهم تلك الإشارات" الداخلية بشكل صحيح واتباع حدسنا، يمكننا البدء في الثقة بأنفسنا وعدم اتباع دقات طبول شخص آخر.
فهم وإدراك وتحطيم عادة الاتكال
الاتكال هو عبودية باتفاق مشترك. إنه حط من شأن الشخص المتكل وذلك الذي يتم الاتكال عليه، فكلا الطرفين يفتقران بشكل متساوٍ للاعتماد على الذات، وتزدهر مثل تلك العلاقة على الاستغلال المتبادل.
وأكثر جوانب الاتكال سوءاً وشؤماً هو أنك عندما تعتقد أنك متكل على شخص آخر، فإنك تكون كذلك بالفعل! إنك تهمل تطوير الاعتماد اللازم على الذات من أجل مواجهة وحل مشكلاتك.
وإحدى العلامات الأكيدة على الاتكال هي أن تتعود على التطلع للآخرين على أنهم أكثر أهمية وأعلى قيمة ومنزلة. وفي اللحظة التي تبدأ عندها مقارنة نفسك مع أي شخص، تعرض نفسك للعبودية النفسية.
إن عادة الاتكال والاعتماد على الآخرين مغروسة بعمق لدى بعض الأفراد لدرجة أنهم يتنازلون عن كل حق شخصي لهم من أجل شخص آخر، أو فلسفة أخرى. إنهم يشعرون أنهم سيكونون في أمان إذا استطاعوا العثور على شخص، أو مؤسسة، أو فلسفة تكون مسئولة عن سعادتهم. وبالطبع، يشتمل هذا على رفاهية وجود شخص أو شيء ما يتم إلقاء اللوم عليه متى حدث أي فشل.
والشخص المتكل المعتمد على غيره يضع نفسه تحت رحمة من حوله. ولأنه يعتقد أن الآخرين أكثر براعة
وذكاء منه، فإنه دائماً ما يبحث عن شخص يستند عليه عندما تواجهه مشكلة جديدة. ولأنه خاضع لأولئك الذين يتكل عليهم، فإن نصائحهم تصبح أوامر يشعر أنه مكره على تنفيذها. وكثيراً ما يكون هناك أكثر من "ناصح" واحد، لذا فإنه يكون دائماً في حالة من التمزق والإنهاك بينما يحاول تحديد نصيحة من يتبع.
إن النصائح في كل مكان. ومعظمها مجاني ولا يستحق أي ثمن يدفع فيه، وعادة ما يكون لديك دستة أو أكثر من "الناصحين المتطوعين الذين لا يتقاضون أجرة والذين يسعدهم كثيرة أن يعرضوا عليك آراءهم. ولكن حيث إنهم عادة ما يكونون مستغرقين في مشكلاتهم الخاصة، ولا يعلمون ما "ينبغي" أو "يجب" أو "من المحتم عليك عمله، فإنك دائماً تقريباً ما تحصل على النصيحة الخاطئة.
وحقيقة، إن قبول النصيحة من شخص غير مؤهل لتقديمها يشبه الذهاب إلى السباك لعلاج أسنانك. معظم الناس لا يستطيعون حل مشكلاتهم الخاصة، فكيف يجوز لهم إذن أن ينصحوك بعمل ما لم يتمكنوا هم أنفسهم من إنجازه؟
والتغلب على التبعية والاتكال ليس سهلاً. لقد تكيفنا منذ الطفولة على التطلع إلى الآخرين ليوفروا لنا السعادة، والتوجيه، والحكمة. ولكن، على الرغم من أن الاتكال يلعب دوراً في تنشئتنا وتعليمنا، فلم يكن الغرض منه أبداً أن يطمس الهوية الفردية. إن كل واحد منا مولود وهو يمتلك القدرة الفطرية على حل ومواجهة أي صعوبات يواجهها.
اقرأ ما يلي وانتبه له جيداً. لا أحد يستطيع أبدأ أن يخذلك ما لم تكن متكلاً عليه بطريقة ما. لا أحد يستطيع أن يجرح مشاعرك، أو يجعلك تعيساً، أو وحيداً، أو غاضباً، أو محبطاً ما لم تكن معتمداً عليه في تزويدك بالرفاهية، أو الإلهام، أو الحب، أو التحفيز. إن الشخص الذي يعتمد على ذاته ليس بحاجة للعثور على أستاذ يعتمد عليه. إنه قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة وقوة عن طريق النظر لكل موقف في ضوء الواقع، إنه يرى الأشياء كما هي، وليس كما يحب أن تكون، ويرفض السماح بأن تسيطر مقاومة الواقع على حياته.
وبمجرد أن تمتلك وتنمي القدرة على الاعتماد على الذات، لا تكون مضطراً للتسويف، أو الفرار، أو تجنب ما يواجهك لأن لديك الثقة بقدرتك على مواجهة كل موقف من مواقف الحياة بثقة ويقين وهدوء ورباطة جأش. إنك لا تشعر بالقلق لأنك تعرف أنك تمتلك السيطرة التامة.
إنك لست بمعزل عن مصدر قوتك. ولست بحاجة إلى جرعات متكررة من التحفيز والإلهام من الآخرين لكي تفعل ما ينبغي عليك فعله. وبدلاً من ذلك، تعيش الحياة وأنت تدرك أن القوة الداخلية الموجودة في أعماقك أكبر وأعظم من أي مشكلة تواجهك