قبل أن أذكر لك تلك النصائح الثلاث عشرة التي يمكنك استخدامها للصعود على سلم النجاح في شركة كبيرة ، أريدك أن تعرف أن المدراء في أي طاقم تنفيذی غير قلقين بشكل خاص على نجاحك، وفي الواقع ، إن كان هناك حقيقة لابد أن تعرف ، فهي أنه لا أحد غيرك أنت وحدك مهتم بنجاحك.
والسبب وراء ذلك هو أنه حتى التنفيذي الذي يشغل أعلى المراكز وأكثر تأثيرا ينظر للوافد الجديد نظرة شك؛ ليعرف ما إذا كان بإمكان هذا الشخص أن يهدده أو يهدد مركزه ، وإذا كان من الضروري أن يكبح جماح هذا الوافد الجديد فإنه سيبذل أقصى جهده لحماية وظيفته وطريقته في الحياة ، فإذا شعر هذا التنفيذي بأنك تمثل خطرا عليه على أية حال، فإنه سيتخذ كل الطرق للتخلص منك، وليس مهما هنا مؤهلاتك أو إمكاناتك.
هكذا ، فإن القاعدة الأولى لبقائك في موقع تنفيذی هی بقاؤك متيقظا في جميع الأوقات ، كما قلت لك في الفصل السابق ، يجب أن تضع هذه الأفكار في ذهنك ، لتكون قادرا على البقاء باستمرار على القمة.
والآن بعد أن فهمت ما قلته وبعد استعدادك لقبول المخاطر الناتجة عن اختلاطك بمجموعة التنفيذيين ، دعني أشرح لك النصيحة الأولى :
- اجذب اهتمام رؤسائك ومدراتك ، وبالرغم من رغبتك في إبقاء مديرك راضيا عنك وعن عملك ، فإن هدفك الأول يجب أن يكون صعودك إلى القمة . على سبيل المثال ، إذا كنت سكرتيرا ، فإن أفضل وسيلة للصعود لأعلى السلم هی تعریف رؤساء مديرك بأنك الشخص الكفء والعليم ببواطن الأمور داخل المؤسسة كما أنك الشخصية التي تفهم جيدا طبيعة العمل هناك ، ودعني أبين لك ذلك الآن من خلال مثال يوضح لك بدقة كيف تقوم بذلك .
سوزان بيترز تشغل اليوم منصب المدير الإداري لمكتب ضابط أركان في شركة كبيرة ، إنها تتعامل مباشرة وترسل التقارير للرئيس وكبير الضباط التنفيذي للشركة ، وليس لأي شخص آخر ، إنها المسؤولة عن الوثائق المهمة ومكاتبات الشركة ، كما أنها هي التي تحيل التقارير وكشوف الحساب إلى حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية ، وهي المسؤولة أيضا عن تحويل أسهم الشركة ، وتری سوزان أن لقاءات حاملي الأسهم ، من الأفضل أن تسجل ، و يعمل تحت إمرة سوزان الآن عدد كبير من الإداريين يساعدونها في إنجاز هذه الواجبات المتنوعة ، لم تقف سوزان أبدا عند عملها كموظفة أرشيف تحفظ الملفات تحت إمرة مدير إدارة ، أي أنها بدأت السلم من أوله كما هو معتاد دائمة .
تقول سوزان : لم أرد أن أكون موظفة أرشيف طوال عمري ، لذلك فقد وضعت خطتي للهجوم ، كما وضعت جدولا زمنية لبلوغ هدفی بنجاح، ، وتواصل سوزان حديثها : (الأمر الأول الذي كنت أدرك تماما أنني يجب أن أبدأ به هو جذب اهتمام المدراء الذين بيدهم الأمر بالفعل ، لم أعن بالاهتمام بالملبس أو المظهر..).
الشيء الوحيد الذي كان يعنيني غير عمل المذكرات الروتينية والتقارير العادية هو أنني كنت لا أسلم العامل الذي ينقل المكاتبات بين مكاتب الشركة ، المراسلات أو التقارير المهمة، وعندما كنت أرى أن هناك خطابا أو تقريرا ذا طبيعة مهمة كنت أقترح على رئيسي أن أسلمه بنفسي للمدير الأعلى ، وبالتأكيد فقد كنت أعني من ذلك دائما أن ينظر إلى مديری نظرة تقدير.
وحالما أصل إلى مكتب المدير الأعلى ، كنت أتجاهل سكرتيرته عن طريق قولي لها : (لقد طلب مني السيد بلاك أن أسلم هذا التقرير للسيد جرين شخصيا) لم أكن ألقي بالتقرير على مكتب السيد جرين وأغادر المكان ، وبدلا من ذلك كنت أسلمه له وأقول : (هذا التقرير عن الإنتاج ، إنه ذلك التقرير الذي كنت تنتظره من السيد بلاك ، سيسعدني أن أنتظر دقيقة لأرد لك على أي سؤال يمكن أن نطرحه).
وتواصل سوزان قولها : كنت أظهر بوضوح تام مدى فهمي للتقرير ولمحتواه ، وقبل أن يمر وقت طويل تعود السيد جرين أن يطلب من سكرتيرته أن تدعوني وتسالني ، لأنني أعرف كل شيء ، وعندما تزوجت سكرتيرته وتركت المكتب لم يفكر السيد جرين طويلا في البديل الذي يحل محل سكرتيرته . لقد اختارنی على الفور وهكذا صعدت أول درجة في السلم الوظيفي للشركة .
ولكنني لم أبق طويلا في مكتب السيد جرين . لقد كان ذلك هدفا وسطا ، لقد استخدمت نفس الاسلوب مع قليل من التنوع للصعود إلى الموقع الذي أشغله اليوم.
- کن مصدرة للمعلومات والمعارف . وكما فعلت سوزان ، ستجذب انتباه أولى الأمر عندما تكون منتبها للمعلومات الدقيقة والمفيدة ، وكلما أظهرت معرفتك بالكثير من المعلومات ، التف الناس حولك ، ليعرفوا ما هم بحاجة لمعرفته.
وكلما حصلت الكثير من المعلومات عن كيفية عمل كل المؤسسة، ازداد اعتماد رئيسك عليك لإعطائه الإجابات الصحيحة لأسئلتك والحلول السليمة لمشاكله، وستكون قد حققت على الفور نقطة في صالحك، عندما لا يذهب رئيسك إلى اجتماعاته بدونك ، وعندما يلتفت إليك لتجيب عن سؤال سأله إياه رئيس مجلس إدارة الشركة ، خمن إذن اسم من الذي سيلتصق بذاكرة الرئيس.
دعني أذكر لك كيف استخدمت هذا الأسلوب بنجاح، عندما كنت في مؤخرة الجيش في الحرب العالمية الثانية ، كنت رقيبة أول وكان يرأسنی لواء ، وككل الضباط ، وحسب النظام هناك، كان هذا اللواء يحضر اجتماعات هيئة الأركان مرة أسبوعية في القاعدة العسكرية ، ومنذ أن ضعف سمعه ، كان تقريبا يعود دائما بملاحظات غريبة . اقترحت عليه أن أحضر معه الاجتماعات وأسجل له الملحوظات.
وقد اعتاد الضباط ذور الرتب العالية أن يروا جندية يحضر مع اللواء ليسجل الملحوظات ويجيب عن الأسئلة ، وحدث أن حضر القائد العام الاجتماع ذات مرة ، وقد لاحظت أنه كان يراقبني عن عمد وقد سال بعض الضباط عني وعن سبب حضوري هذه الاجتماعات ، وبعد انتهاء الاجتماع، أخبرني مساعد القائد العام بأن أحضر إلى مكتبه .
قال لي القائد العام : ولا ينبغي أن تكون جنديا، ينبغي أن تكون ضابطا ، إنك تقوم بالفعل بإنجاز مهام اللواء ، لكنك تحصل على مرتب الشرطی . لقد طلبت معلومات عنك، من سجلاتك من الضابط المسؤول عن التجنيد في فرقتك العسكرية ووجدت أنك شخص ذو كفاءة عالية؛ لذلك فقد أوصيت بترقيتك فورا لملازم أول.
وبعد ستين يوما ، قلدت رتبة ضابط في جيش الولايات المتحدة ، دون تحمل ضغوط بدنية وعقلية لمدة ثلاثة عشر أسبوعا بسبب التدريب الشاق في مدرسة تدريب المرشحين لرتب الضباط في كتيبة المشاة في «فورت بیننج» بولاية جورجيا.
- لا تحضر مبكرا ولكن احضر دائما متأخرا . لأنك إذا قدمت للعمل مبكرا ، فلن يراك أبدا سوى البواب وموظف البريد ، وكلاهما لا يمكنه مساعدتك في الترقی.
لا تغادر أبدا - وأكرر أبدا - المكتب قبل رئيسك، إذا فعلت ذلك وغادرت قبله ، فإنه ليس من المستحيل أن يطلبك في هذا اليوم بالذات . دائما - وأكرر ثانية دائما - غادر المكتب بعده ، سيتأثر كثيرا بمدى إخلاصك للشركة، وإخلاصك العملك .
حاول عندما تتاح لك أية فرصة أن تضبط توقيت مغادرتك المكتب مع توقيت مغادرة رئيسك لمكتبه ، فكلما زاد عدد المرات التي يراك فيها ، تذكرك أكثر .
احمل بعض الصحف التجارية تحت ذراعك حتى يرى قدر اهتمامك بمهنتك ، لكن لا تحمل أي شيء يمكن أن يترك لديه أي انطباع بأنك تحمل معك بعض أوراق المكتب ، لكى تكمل عملك في المنزل ، فذلك يترك لديه انطباعا بأنك لست موظفا كفئا لدرجة أن ساعات العمل العادية غير كافية لإتمامك عملك.
- (الحقبية البنية) استخدمها بعضا من الوقت. إنك لست مضطرا لاستخدامها كل يوم ، فقط عدة مرات قليلة في الأسبوع تكفي ، إنها تعطي أيضا انطباعا بأنك مخلص لعملك ، هذه الطريقة لم تفشل أبدأ في ترك انطباع جيد لدى الآخرين ، لكن لا تقرأ جريدة أو مجلة أو تنظر لها أو تشر بأصابعك إلى بعض كلمات الجريدة أو المجلة الموجودة على مكتبك . لا تفعل ذلك أثناء ساعة الغداء ، فذلك يقضي على الانطباع الذي تريد تركه لدى الآخرين وهو أنك تحاول أن تبدع ، وبدلا من ذلك ، افتح الملف أو التقرير ، وعندما يسألك رئيسك عن سبب عدم ذهابك للغداء ، أخبره بأنك تريد استيعاب تفاصيل هذا الملف المعقد أثناء ذهاب الجميع للغداء ؛ لأن ذلك يوفر هدوءا يساعدك بالفعل على التركيز.
لا تقلق من تفكير الآخرين بأنك تزدريهم أو أنك شخص غير اجتماعی ، لانك ستفعل ذلك بعض الوقت ، وستكون في موقع جيد بالشركة عندما تفعل ذلك (لیون بيترز) رئيس مجلس إدارة شركة کاشمان آند واکفیلد ریلاتويز، ومستشار شركة RCA، هذا الرجل فعل نفس ما نصحتك به وهكذا فعل تنفيذيون آخرین وصلوا الأعلى المستويات ، لقد استطاعوا إنجاز الكثير من الأعمال المهمة عندما كان معظم طاقم المكتب بالخارج ، في حين أنها أيضا تمثل فرصة نادرة لعدم المقاطعة الهاتفية.
- لاحظ ما يرتديه المدير التنفيذي الأعلى ، إنني لن أتدخل في تفاصيل ما ينبغي لك أن ترتديه . إن ذلك سيعتمد تماما على المكان الذي تعيش به، وما يتميز به هذا المكان وأيضا على نوعية عملاء شركتك . إنني أعيش في فلوريدا وأعلم أن الزي المميز لها يتسم بأنه فضفاض الزائد أكثر من أي مكان أخر، ولكن الأمر المهم بالنسبة لك هو أن تبين لمدرائك أنه بإمكانك أن ترتدی الملابس المناسب للغاية عندما تكون جزءا من الهيئة العليا للشركة .
- إذا كانت هناك عوائق تحول دون ارتقائك رأسيا ، فتحرك على المستوى الأفقي ، فأحيانا لن بمثل ما تفعله أية أهمية بالنسبة للآخرين، ولن تتمكن من صعود سلم الترقي . في هذه الحالة حاول أن تنتقل في وقت مبكر من وظيفة لأخرى . إنك بذلك أن تتعلم فقط الكثير عن الشركة، ولكنك أيضا ستجد عاجلا أو أجلا المكان المناسب والذي سيمكنك من صعود السلم التنفيذي.
وإذا سالك بعض مدرائك عن سبب تحركاتك الأفقية ( أي تنقلك بين وظائف على نفس الدرجة الوظيفية ) بإمكانك أن تجيب دائما بأنك تريد أن تحصل على أكبر قدر من المعلومات في كل إدارات الشركة، حتى تكون أكثر كفاءة ، هذه الإجابة ستؤثر كثيرا في مرؤوسيك وسيتذكرون دائما اسمك عندما يحين الوقت المناسب .
- لا تعط أهمية للأمور الصغيرة . يجب أن تتجنب الخوض في تلك الأمور الصغيرة وغير المهمة، كلما استطعت ذلك وبدون إحداث أي ضرر لنفسك أو المركزك . عندما تخوض في شيء تأكد من أنه أمر عظيم . عندئذ ستبرز معارضتك وسيتم تذكرك والتفكير جيدا في اتجاهك المهني وسلوكك أيضا .
- اعرض رأيك المعارض بلطف وهدوء ، وإذا كنت تعارض مسالة مهمة، دعم هذا الاعتراض بالمنطق والأسباب والحقائق ؛ لأن المعارضات المؤسسة على الانفعال أو الأحاسيس التي تشعر بها، لأن الآخرين لا يقيمون لهذه المعارضات وزنة . وإذا لم يؤخذ برأيك عند اتخاذ القرار الأخير لا تبتئس ولا تحمل هما . افعل كل ما في وسعك لدعم الاتجاه الذي اختاره رؤساؤك ؛ لأنهم سيحترمونك عندما تفعل ذلك.
- نم (اللمسة الذهبية) في العلاقات الإنسانية ، فالقدرة على التكيف مع الآخرين ضرورة مطلقة من أجل تقدمك في شركة كبيرة ، لا يمكنك صعود سلم الترقي والجميع أعداؤك . وفي الحقيقة إن معرفة كيفية التعامل مع الناس واحدة من أهم السمات المميزة للقيادة التنفيذية . فإذا لم تستطع التعامل بشكل جيد مع زملائك، وإذا اشتركت دائما في حروب شفهية مع الآخرين ، فإنك ستطرد من العمل بغض النظر عن قدراتك وكفاءاتك.
- كن متحمسا لعملك . لا تتوقع أن تصعد السلم التنفيذي إذا لم تكن مخلصا بالفعل لعملك . سيعرف رئيسك إن كنت مخلصا أم لا، لأن اهتمامك بالعمل سينعكس على وجهك وفي تصرفاتك .
فإذا لم تذهب لعملك مبتسما لانك تحبه ، فإني أشعر بالأسف تجاهك . إنني أوصيك بأن تتحمس لعملك أو أن تغير عملك قبل أن يصبح الوقت متأخرة لأن تقوم بذلك.
- لا تخف من الدخول في مخاطرة معقولة . إن هيئة التنفيذ العليا تتوقع من الموظفين الموجودين في إداراتهم أن تكون لديهم الشجاعة للدخول في مخاطرات معقولة . إذا لعبت دائما في المناطق الآمنة فإنك لن تنتقل أبدا من مكانك . إن المخططين السابقين الجيدين سيجنبونك أغلب المشاكل الكبرى وسيتولون بشكل عظيم المخاطرات التي يمكن أن تقابلك .
- ابحث عن مسؤولية أكبر وأعظم . إن الشخص الذي يتملص من المسؤولية لن يصل أبدأ للقمة . إن المدراء التنفيذيين يترقبون دائمة هؤلاء الذين يقبلون المزيد والمزيد من المسؤولية ، والشخص الذي يفعل ذلك يصنف دائمأ بأنه الشخص الكفء الذي ينتظره مستقبل باهر.
تذكر أنه في كل وقت تفوض فيه شخصا آخر للقيام بعمل، فإنك لا تحول مسؤولية هذا العمل لشخص أخر، ولكنك تحرر نفسك من قبول أي مسؤوليات إضافية . يسعد المدراء الكبار للغاية عندما يجدون شخصا كفئا يمكنه دائما العناية بالمشروعات الجديدة . لكن هذا الشخص إذا أردت صعود السلم التنفيذي وتحقيق النجاح .
- استخدم أسلوب الحلم بوظيفة أعلى من أجل الحصول على الأفضلية . لقد استخدم (هيوارد. إل) واحدا من أمهر الأساليب التي لم أسمع عنها أبدا لصعود السلم التنفيذي والنجاح في ذلك . لقد أدرك (هیوارد) بعد وقت قصير من عمله في شركة كبيرة ، أن عملية الترقي في هذه الشركة عملية مملة وبطيئة . عندئذ لمعت في ذهنه فكرة .
كان هناك في ذلك الوقت واحد من زملاء الدراسة لهيوارد يعمل مديرا لهيوارد في شركة التوظيف هذه ، وكان هذا الشخص قلقا أيضا بشأن نجاحه وترقية في الشركة . أعطی هیوارد اسم رئيسه لصديق له استطاع أن يغريه بترك هذه الشركة والعمل عنده، وهذا صعد هيوارد إلى مكان رئيسه . لقد استخدم نفس الوسيلة عدة مرات طوال السنوات القليلة التالية للوصول إلى الموقع القيادي الحالي له، وهو أعلى موقع إداري في الشركة متخطيا بذلك الكثير من زملائه الأعلى منه خبرة والأقدم منه .
ربما لا تستطيع استخدام أسلوب هیوارد ، ولكن بإمكانك أن تحلم بوظيفة أعلى حتى يمكنك الانطلاق بشكل أسرع.