نقطة بداية أي تغيير هي أن نغير معتقداتنا السائدة المسيطرة التي كانت تقيد وعينا وإدراكنا. ومن السهل القيام بهذا لأننا نصنع عالمنا الخاص بأنفسنا.
يتأثر التغيير من خلال عقلنا اللاواعي وخيالنا. وكما أوضح بروفيسور جيمس، فإنه يبدأ بتغيير الأوجه الداخلية لتفكيرنا. إننا نعلم، من خبراتنا، أن التغيير الخارجي يأتي بعد أن نتغير من الداخل.
وعن طريق تغيير أفكارنا أو معتقداتنا السائدة المسيطرة، نغير وعينا الداخلي وبالتالي ظروفنا الخارجية.
في القصة الشهيرة Alice Through The Looking Glass، كانت أليس تواجه مشكلة. فقبل أن تتمكن من فهم عالمها الجديد، كان عليها قبول حقائق جديدة عن الأشياء القديمة المألوفة. كان عليها أن تجري بعض التعديلات على عالمها الجديد. إذا كنت تذكر القصة، فإن أليس قابلت بعض أوراق اللعب. ولاحظت أن أوراق اللعب لها وجهان. وأنها إذا كانت ترغب في معرفة الشخص کاملاً بحق، فعليها أن تری کلا وجهي أوراق اللعب، وبعبارة أخرى، كان عليها أن ترى الصورة الكاملة. وهكذا يجب أن تكون الحال في حياتنا.
فقبل أن نغير حياتنا إلى تجربة أكثر إيجابية، ينبغي أن نفحص ونتحدى أي شيء لا يعمل كما ينبغي في حياتنا. يتيح لنا هذا البدء في بناء ذلك الجسر بين المكان الذي نحن فيه الآن والمكان الذي نرغب في أن نكون فيه، وبين ما نحن عليه الآن وما نرغب في أن نكون عليها.
السبب الأول وراء العبودية الداخلية للإنسان هو جهله، وخصوصاً، جهله بنفسه. فبدون معرفة ذاته، وبدون فهم عمليات ووظائف ماكينته، لا يستطيع الإنسان أن يكون حراً، ولا يستطيع أن يحكم نفسه، وسيظل دائماً عبداً، ودمية تتلاعب بها قوي تسيطر عليه وتلهو به. لهذا السبب، كان الطلب الأول في جميع التعاليم القديمة في بداية الطريق نحو الحرية هو "اعرف نفسك".
حتى الآن، كانت مشكلتك الكبرى هي الجهل بحقيقة ما أنت عليه وحقيقة ما خلقت لتكونه. لقد منعتك صورة الذات الزائفة من تحرير قدراتك غير المحدودة. إنك مثل طائر حبيس في قفص، ولا فكرة لديه عن الفضاء الفسيح الموجود خارج هذا القفص. لقد منعتك "الحقائق الخاطئة التي اعتقدتها من أن تدرك إلى أي حد أنت إنسان جدير، وقادر، ومتفرد بحق.