إذا كنا نرغب في صنع تغيير جذري في حياتنا، فعلينا أولاً أن نفهم أساس مشكلاتنا. ودائماً ما يكمن هذا الأساس في "الحقائق الخاطئة" التي نعتقدها.

   والحقائق الخاطئة هي أشياء نثق في صحتها ولكنها، في واقع الأمر، ليست كذلك. وهي تقوم بوجه عام على                        التفكير الرغبى (اعتقاد المرء بصحة شيء ما لمجرد رغبته في أن يكون ذلك الشيء صحيحاً)، الذي يشوه الحقيقة ويؤدي إلى خداع الذات، إننا نرغب في أن تكون الأشياء كما نحب أن تكون وليس كما هي في الواقع. إننا ننظر للعالم من خلال مرشح مكون من معتقداتنا، مما يعمينا عن رؤية ما هو حقيقي وواقعي.

يمكننا تغيير العالم فقط بالقدر الذي نتمكن من تغییر أنفسنا به، ويمكننا تغيير أنفسنا فقط بالقدر الذي نصبح مدركين به للحقائق الخاطئة التي نعتقدها. إن معظم متاعبنا تنبع من التوقعات، التي لم تصبح حقائق. ومعظم إحباطاتنا تنبع من مفهومنا الخاطئ حول الطريقة التي نعتقد أن العالم ينبغي أن يكون عليها، وما نعتقد أنه "ينبغي" أو "يجب" علينا أن نفعله، أو نكونه، أو نمتلكه. ويعرف هذا باسم مقاومة الواقع.

قال إميرسون: "نحن ما نفكر فيه طوال الوقت". إن كل شيء يحدث الآن في عالمك العقلي، والجسدي، والعاطفي، والروحي هو نتيجة ما يدور في عقلك. وللتعبير عن ذلك بمزيد من الدقة: إنك تقبل، أو ترفض كل شيء في بيئتك الذهنية والجسدية بناءً على مستوى وعيك الحالي.

إن مستوى وعيك الحالي يتحدد بواسطة تعليمك، وبيئتك، وحياتك الأسرية، وخبرات طفولتك، ونجاحاتك، وإخفاقاتك، ومعتقداتك الدينية.

سوف تكتشف أن العديد من الأشياء التي كنت تعتقد أنها صحيحة هي أشياء، في واقع الأمر، غير صحيحة. تشتمل تلك الأشياء على المعتقدات التي تشكل الأساس الراسخ لا تفترض أنه الحقيقة. وبينما تتقدم في قراءة هذا الكتاب، ستكتشف أن كل شيء تتقبله، أو ترتبط به، أو ترفضه يقوم على مستوى وعيك الحالي. ومع الأسف، فإن مستوى وعيك الحالي قد يكون زائفاً أو مشوهاً.