ما المعتقدات بالضبط؟ إنها المعلومات الواعية واللاواعية التي نقبلها كحقيقة. ومع الأسف، كثيراً ما                  تسجننا معتقداتنا وتحرمنا من الوصول إلى ما هو حقيقي وهناك مرشح من المفاهيم الخاطئة يمنع مرور الحقيقة ويجعلنا لا نرى إلا ما نريده، ونرفض كل ما عداه.

من غير الممكن أبداً أن تنكشف الحقيقة أمام ذلك الشخص الذي يسمى "المعتقد الراسخ". إنك تعرف نمط هذا الشخص: إنه دائماً ما يقتبس "الحقائق". إنه لا يرغب في إدراك أي شيء خارج معتقداته ويری كل شيء يختلف معه على أنه تهديد. إنه يعيش الحياة وهو يسمي كل ما هو جديد، ومختلف، ومستنير "شراً"، أو على الأقل "غير مقبول"، ويسمي كل ما هو قدیم، وتقليدي، وقمعي "خيراً". إنه لا يستطيع أن يفهم أن الحقيقة بغض النظر عن مدى إيلامها-” خیر" دائماً بطبيعتها، وأن الكذب والزيف بغض النظر عن مدى حبنا له "شر" دائماً بطبيعته.

 ولكي يحمي معتقداته، يقوم ببناء جدار حول عالمه. وبعض المعتقدين الراسخين" لديه جدار ضخم وبعضهم لديه جدار صغير لكنه بغض النظر عن حجمه-يحجب قدراً من الحقيقة أكبر من الذي يسمح بدخوله.

  و"المعتقد الراسخ" ليس لديه خيار تغییر رأيه. فهذا يجعله جاهلاً". إنه يستطيع فقط فهم وإدراك ما يقع داخل الجدران التي بناها حول نفسه، وهو لا يستطيع استكشاف الحقيقة غير المحدودة، التي تقع خارج الجدران. وما يعجز عن إدراكه هو أن الحقيقة دائماً ما تكون أكبر وأعظم من أي بناء يحتويها.

إن الاعتقاد واليقين ليسا شيئاً واحداً ولا ينبغي الخلط بينهما، فعلى عكس الاعتقاد، فإن اليقين ليس مقيداً بشكل تام. فصاحب اليقين يدرك أن هناك المزيد مما ينبغي استكشافه ومعرفته وأن الإنسان ينبغي دائماً أن يسعى إلى كشف المزيد والمزيد من الحقيقة. فمع اليقين، كل شيء ممكن. إن "المعتقد الراسخ" دائماً ما يظن أنه يعرف الإجابة. أما الإنسان صاحب اليقين، الذي يدرك أن هناك دائماً المزيد مما يمكن معرفته وتعلمه، فإنه يبحث باستمرار عن الاستنارة والمعرفة.