في كل علاقة جوار هناك على الأقل واحد من أصحاب الألسنة اللاذعة يحاول الحط من قدر جيرانه بنشر الشائعات الكاذبة عنهم؛ مما يلطخ سمعتهم أو يسبب لهم الإخفاق في حياتهم .
أغلب الجيران يعرفون الشخص النمام ، ولكن في بعض الأحيان لا يستطيعون عمل أي شيء سوى أنهم يتعجبون لمدى صحة أو خطأ ما يثار من شائعات . إذا أخبرك أحد بنقيصة لأحد الناس من خلف ظهره فعليك أن تتحقق بنفسك وتتبين ، واعلم أن من نقل إليك فسوف ينقل عنك في ظهرك أيضا .
وأفضل ما يمكنك التعامل به مع هذا النمام هو أن تخبره بأنك في غنى عن هذه المعلومات وأن ترفض الإنصات له ، وأخبره بأن ينشر شائعاته في مكان آخر. وأن يلقي بهذه الأمور في سلة المهملات . وإذا لم تفلح هذه الطريقة فعليك باتباع الطريقة الصامتة ، فلا تتحدث مع هذا الشخص إطلاقا .
سواء التقيت بهذا الشخص في مكان عام، أو في العمل أو في السوق، أو في دار العبادة فابتعد عنه وتجنبه، ولا تلق إليه بالسلام وتجاهله تماما ، ولا يوجد شيء يضع حدا لهذا النمام إلا بأن ترفض الحديث معه أو الإنصات له ، وعندئذ ، كيف يتسنى له أن ينشر شائعاته ؟
لقد كان لنا جارة نمامة، كفت عن عادتها تماما عندما أهملناها إهمالا تاما ، وأخذ ثلاثة منا عهدا ألا يتحدثوا معها بتاتا ، وانتشر الأمر في الحال إلى سائر الجيران في المنطقة حتى صارت هذه النمامة منعزلة تماما عن الحي . إلى أي مدى تصل فعالية هذا الأسلوب ؟ إنه أفضل من الطعن في الظهر، وقد شاهدت أمس لافتة (للبيع) معلقة على باب منزلها.