دعنا نتسلل إلى ما وراء الكواليس لبرهة ونختلس نظرة خاطفة على أحد أساليب التعلم البسيطة ولكن شديدة الفعالية في الوقت نفسه. هذا الأسلوب يسعی "عادة أل ۲۱ يوماً".
لقد تقرر واصطلح على أن التخلص من عادة قديمة مدمرة أو تشکیل عادة جديدة إيجابية هو أمر يستغرق حوالي ۲۱ يوماً. وسيستغرق منك استيعاب مادة هذا الكتاب والتشبع بها بشكل كامل نفس هذه الفترة على الأقل. هذا مؤكد ولا جدال فيه. إنك ستفهم مادة الكتاب على الفور، ولكن الفهم العقلي وحده ليس كافياً لصنع التغييرات اللازمة. فالإثارة الحقيقية تأتي عندما تعرفها وتستوعبها، في نهاية الأمر.
ينبغي أن تنتقل من الفهم المبدئي إلى المعرفة. ولكي تعرف شيئاً ما، لابد وأن يصبح جزءاً من تفكيرك، وشعورك، وأفعالك، وردود أفعالك. وهذا يستغرق بعض الوقت. لذا لا ترتكب خطأ قراءة الكتاب مرة واحدة فحسب ومن ثم تقول: "لقد عرفت مادته!". إنك لن "تعرف مادته" إلى أن يستوعبها ويتشبع بها وعيك وتصبح نموذج عادة جديدة.
نح جانباً كل شيء لبعض الوقت وامنح تركيزك کاملاً لما تقرؤه. إن الساعات التي تقضيها في تغيير نماذج عاداتك السلبية المدمرة للذات إلى نماذج عادات إيجابية مثمرة ومفيدة ستكون بمثابة استثمار ضئيل عند مقارنتها بالفوائد والمكافآت التي ستحصدها من خلال حياة مليئة بالحرية والإنجازات.
وإذا وجدت بين الحين والآخر أنني أتكلم بقوة وعنف، فاعلم أنني أفعل هذا من أجل تمزيق واختراق طبقات المقاومة الذهنية الكثيفة والوصول إلى مكان ما بداخلك "تعرف" فيه بالفعل. مكان يمكن إدراك وسماع الحقيقة فيه. وعندما يحدث هذا، سيراودك شعور بالحيوية الشديدة الآخذة في القوة والوضوح بينما سيكون هناك شيء بداخلك يقول: "نعم، إنني أعلم بالفعل أن هذا صحيح".
ولكي تحقق أفضل النتائج، اقرأ هذا الكتاب حتى النهاية مرة واحدة وتعرف بشكل جيد على مجال وغرض مادته. وبعد ذلك، ارجع إلى الفصول المحددة التي كانت تحمل أكبر مغزى وأهمية بالنسبة لك. دع مبادئ الكتاب تغص بعمق في وعيك، والأكثر من ذلك أهمية، أن تطبقها وتتصرف بناءً عليها بدون إبطاء.