المحتويات

توقف عن تصنيف مشاعرك بسرعة:

إن طبيعة الإنسان تجعله يميل إلى تصنيف المشاعر الجيدة، والمشاعر السيئة، فعلى سبيل المثال، يصنف الناس الشعور بالذنب تلقائياً في خانة المشاعر السيئة. حيث لا تريد أن تشعر بهذا الشعور، وقد تلوم نفسك بشدة بسببه، وتفعل كل ما بوسعك حتى تتخلص منه. وعلى نفس النحو، نطلق العنان للمشاعر الجيدة كالإثارة. فتترك تلك المشاعر تغمرنا، ونترك الطاقة التي تتولد منها تغزو أجسامنا.

والمُشكلة في تصنيف مشاعرك على تلك الشاكلة هي أن الحكم على المشاعر بهذا الأسلوب يعوقك عن فهم واقع ما تحس به.

أما عندما تتيح لنفسك الفرصة لأن تتقبل شعوراً ما وتعيه وعياً كاملاً، يمكنك في ذلك الحين أن تتوصل إلى ما يسبب الإحساس بهذا الشعور. كما أن التوقف بشكل مؤقت عن الحكم على المشاعر يتيح لها أن تستكمل تسلسلها وتتلاشى. في حين أن إطلاق الأحكام على ما إذا كان ينبغي لك أن تحس بشعور ما أو لا تحس به، فذلك لا يؤدي إلا إلى تراكم المشاعر فوق بعضها مما يعوق الشعور الأساسي عن الاستمرار في تسلسله المستمر.

لذا، عندما تشعر في المرة المقبلة بتنامي شعور ما، فانتبه إليه على الفور، توقف عن تصنيفه في أحد خانتي المشاعر الجيدة أو السيئة، وذكر نفسك بأن هذا الشعور يهدف إلى جذب انتباهك إلى أمر مهم.

لاحظ الأثر المتزايد لمشاعرك

تدبر للحظة فيما يحدث عندما تلقي حجراً في الماء؛ حيث يخترق هذا الحجر الساقط سريعاً سطح الماء، فينشر موجات صغيرة في جميع الاتجاهات. وعلى نفس النسق، يعتبر انفعال مشاعرك بمثابة الحجر الذي ينشر موجات صغيرة فيمن حولك من أشخاص. ونظراً لأن المشاعر هي الدوافع الأساسية لسلوكك، فمن المهم أن تدرك أثرها على الآخرين.

لنضرب مثلاً بمدير يفقد أعصابه ويوبخ موظفاً أمام بقية زملائه. عندما يقف المدير مؤنباً، يبدو أن هدفه هو ذلك الشخص الوحيد الذي تتحطم مشاعره، إلا أن الأثر المتزايد عن انفعال المدير ينال كل الحضور. وبينما يرجع باقي الموظفين على مكاتبهم، يشعرون جميعاً بحنق المدير. فيعودون إلى العمل وكل منهم يشعر بغصة في حلقه، ويتساءل متى يحين دوره لينال نصيبه من التوبيخ.

يعتقد المدير أن ما قام به من التقريع أمر مفيد للإنتاجية، لأن التوبيخ "سوط يدفع الناس إلى الاستقامة"، إلا أن خوفهم سرعان ما يتحول إلى حذر. فلكي يبذل الموظفون أقصى ما بوسعهم، يحتاجون إلى المخاطرة، وتجاوز سبل الراحة، وارتكاب بعض الأخطاء. ولا يود أحدهم أن يكون الضحية التالية للمدير؛ لذلك يلزمون النطاق الآمن فيفعلون ما يؤمرون به فحسب. وعندما يتم إقالة المدير بعد مضي عام بسبب قيادته لفريق عمل يفشل في المبادرة، يتعجب متسائلاً: "ما الخلل الذي أصاب الفريق!".

احذر من قوة تأثير مشاعرك على قراراتك:

إن مشاعرك أسلحة فتاكة، كما أن استمرارك في الاعتقاد بأن أثر المشاعر عرضي وزائل أمر يلحق بك أذى كبيراً. وأفضل الطرق لملاحظة الأثر المتزايد لمشاعرك هو مراقبة الأثر الفوري لها على الآخرين، ثم استفد من تلك المعلومات في إدراك مدى الأثر الممتد المحتمل لمشاعرك على مجموعة من الناس بعد أن تكون قد أفرغت شحنة مشاعرك.

عليك أن تمضي بعض الوقت تتدبر في سلوكك حتى تستوعب الأثر المتزايد لمشاعرك. كما أنك في حاجة إلى سؤال الآخرين عن أثر مشاعرك عليهم. وكلما ازددت فهماً لأثر مشاعرك المتزايد على من حولك، زاد استعدادك لاختيار الأثر المتزايد الذي تريد أن يكون صدى لمشاعرك.