عندما يغضب منك شخص فغضبه يكون السبب من عدة أسباب ، فقد يكون هذا الشيء قلته أو فعلته بالفعل ، وقد يكون أيضا لشيء يعتقد الشخص الآخر أنك قلته أو فعلته ، وقد يكون سبب الغضب اعتقاد الشخص أنك لم تفعل ما كان ينبغي عليك فعله، وأحيانا ما يفرغ الشخص غضبه فيك على الرغم من أن غضبه قد يكون من شيء أخر.
وبغض النظر عن سبب غضب الشخص الآخر وماهية هذا الشخص - سواء كان موظفا أو عميلا أو زميل عمل أو صديقا - فإن دورك هو أن تعرف المشكلة بحيث يمكنك أن تعالجها وتستعيد علاقتك الودية مع هذا الشخص في الحال.
وأفضل طريقة للحصول على هذا أن تستخدم أسلوب متقصي الحقائق، وبعبارة أخرى عليك أن تلعب دور البوليس السري وتسعى لمعرفة كل الحقائق والمعلومات المتعلقة بالموضوع . اسال بعض الأسئلة مستخدمة كلمات الاستفهام: ماذا ، من ، متى ، أين ، لماذا ، كيف إلى أن تكتشف السبب الحقيقي للغضب.
حاول أن تعرف سبب الغضب ، وما الذي جعل هذا الشخص يغضب في المقام الأول ، وهل أنت المسؤول عن غضبه وإن لم تكن أنت المسؤول فمن ، ومتى حدث هذا وأين وكيف حدث؟ اسال عن ماذا يمكنك فعله لتصحيح الأوضاع بعد أن تعرف ما هو الخطأ.
وأنا شخصية دائما ما أستخدم هذا الأسلوب المعرفة السبب وراء غضب شخص ما إذا لم يكن السبب واضحا للعيان ، وحتى عندما أرى أن لدى كل الإجابات التي تجعلنی متحفظا تماما فأنا أسأل سؤالا أخر زيادة على هذه الأسئلة هذا السؤال هو : هل هناك أي سبب آخر يجعلك تنزعج من هذا ؟، والآن ، دعني أوضح لك من خلال مثال كيف يمكنك الاستفادة القصوى من هذا الأسلوب .
فهذا آرثر هاربر ، مندوب مبيعات شاب، يعمل لإحدى الشركات المنتجة للفيتامينات كان قد حضر إحدی ندواتی ، وقد أخبرني عن فقد شركته لإحدى الصفقات الضخمة مع أحد المستشفيات الكبرى وفشل الشركة في استعادة هذه الصفقة ، وما كان مني إلا أن اقترحت عليه أن يعود إلى شركته ويطلب تطبيق أسلوب . متقصي الحقائق . لمعرفة موضع الداء بالضبط ، ولم يمر إلا شهر تقريبا حتى تلقيت منه الخطاب الآتي : (لقد فعلت كما اقترحت على حيث عدت وطلبت مقابلة مدير المستشفى ودار بيننا الحوار الآتي : "دكتور براون : تود الشركة أن تعرف الأسباب التي أدت إلى فقدها للصفقة القيمة التي كانت معكم ، ونحن على قناعة بأنكم ما كنتم لتتركوا العمل معنا إلا السبب وجيه؛ لأننا نعرف أنه ليست هناك شركة أخرى تنتج أفضل منا أو تبيع بسعر أقل من سعرنا ، ولابد أننا أخطأنا في شيء ما، ولذلك فنحن نريد أن نعرف هذا الخطأ، حتى لا نكرره مع العملاء الآخرين ، فهلا تفضلت بإخباری بما وقعنا فيه من خطأ ؟ " وقد كانت إجابته كالآتي : "كل ما في الأمر أنني قررت أن أجرب شركة أخرى، وأنا سعيد تماما بخدماتهم ومنتجاتهم وليس لدي أية رغبة في التعامل مع غيرهم ."
"دکتور براون ، أليس هناك سبب معين جعلكم تتركون التعامل معنا ؟ وهل هناك أسباب أخرى غير التي ذكرتها الآن؟"
هنا نظر دکتور براون من النافذة واستغرق في صمت، دام طويلا وبعد ذلك رمقني بنظرة مباشرة ثم أردف قائلا : "حسنة ، إذا كان ولابد أن تعرف فإن مدير شركتك وعدني بالحصول على 5 % خصما إضافيا على مشترياتنا على أساس الحجم الكبير لتعاملاتنا معكم ، ولكن عندما وصلتنا الفواتير كانت على كامل المشتريات ودون خصم نسبة5 %."
"ومن ثم، طلبت من قسم الحسابات لدينا أن يتصل بقسم الحسابات في شركتكم لمعرفة السبب في هذا ، وما كان منهم إلا أن أخبرونا أن الشركة لا تقدم أي خصم لأحد بغض النظر عن، من هو المشتري وما هي حجم المشتريات ، ومن ثم شعرت أن مدير شركتكم قد خدعني ليحصل على الصفقة ولهذا تركت شركتكم لشركة أخرى ، ولا أريد أن أجرى مزيدا من النقاش في هذا الموضوع" .
"حسنا، هنا تيقنت أن هناك خطأ ما قد حدث ومن ثم طلبت من دكتور براون إذا ما كان بإمكاني أن أتصل بمكتبي في حينه لأعرف موضع الخطا ، وعندما تكلمت إلى رئيس الشركة اكتشفت الخطأ في الحال . وكل ما في الأمر أن الرئيس نسي أن يخبر قسم الحسابات بنسبة الخصم الخاصة التي وعد بها دكتور براون".
"وبعد ذلك طلبت من رئيس الشركة أن يتكلم إلى دكتور براون مباشرة حتى يمكن إزالة ما حدث من سوء فهم ، وبالفعل استجاب الرئيس لطلبي، ونتيجة لهذا استطاعت الشركة أن تعيد إلى جعبتها هذه الصفقة الكبيرة ، وكل هذا حدث لأنني استخدمت أسلوب و متقصي الحقائق ، الذي اقترحته على، ورفضت أن أستسلم حتى أحصل على إجابات لكل الأسئلة" ).