عندما تدرس الفيزياء أو الكيمياء ستجد أن الموجب يجنب السالب وأن الشيء يتفق مع عكسه وأن الأحماض تعادل القلويات، ولكن هذه القواعد ليست قابلة للتطبيق عندما تتعلم كيف تتحكم في الآخرين من خلال سلطتك المطلقة، وعندما تتعامل مع البشر يكون العكس هو الصحيح ، ودعني أوضح لك ما أعنيه من خلال الأتي :
- کن لطيفا مع الآخرين يبادلوك نفس الشعور .
- إذا عاملت الناس بأنانية فسيعاملونك نفس المعاملة.
- التزم الكياسة مع الأخرين وستجدهم يلتزمون الكياسة في تعاملاتهم معك.
- إذا عاملت الآخرين بوقاحة سيعاملوتك بوقاحة.
- إذا عاملت الآخرين بود سيعاملونك بود .
- إذا عاملت الآخرين بعدوانية سيعاملونك بعدوانية.
- ابتسم للآخرين ، فسوف يردون عليك بابتسامة.
- قطب حاجبيك للآخرين، و سوف يردون عليك بنفس فعلك .
وكما أخبرتك في الأسلوب السابق فإن أي لقاء بين شخصين لابد أن يأخذ فيه أحدهما دور القائد والآخر دور التابع ، فإذا اضطلعت أنت بدور القائد - وهذا هو ما ينبغي عليك - فإن مواقف الآخرين وعواطفهم ستعتمد كلية على مواقفك أنت وعواطفك ، وهكذا فإن سلطتك على الآخرين وقدرتك على السيطرة على عواطفهم وتصرفاتهم سيكون لها تأثير هائل .
وبهذا فإنك حينما تتعامل مع الآخرين فإنك دائما ما سترى موقفك بنعکس عليك مرة أخرى من خلال سلوك الآخرين ، وغالبا ما سيبدو لك الأمر وكأنك تنظر لنفسك في المرأة ، فعندما تبتسم ستجد أن الشخص الذي تنظر إليه في المرأة يبتسم لك، وعندما تقطب حاجبيك فسوف يقطب لك هذا الشخص حاجبيه ، ودعني أعطك مثالا بسيطة يوضح لك ما أعنيه بهذا .
دعنا نأخذ حفيدتي ليث كمثال ، فعندما أبتسم لها تسعد بهذا وترد على بابتسامة ، أما عندما أقطب حاجبي بعض الشيء أو أبدو قلقا أو متعجلا بشأن شيء ما تبدو على وجهها نظرة قلق وتقول : (هل أغضبتك في شيء باجدی؟) وما يكون مني بعد ذلك إلا أن أبتسم لها قائلا : (لا بالطبع فأنا لست غاضبا منك في شيء فهل أنت غاضبة منى في شيء ؟).
وعندئذ تبدو نظرة ارتياح على وجهها وتقول : (وأنا لست غاضبة أيضا ، بل إنني سعيدة).
وكما ترى ، فليس من الضروري أن تقول ولو كلمة لتؤثر على مواقف الآخرين وتصرفاتهم، والابتسامة تبعث على الابتسامة وكذلك العبوس ، فهما كالمرض المعدي الذي ينتقل من شخص لآخر ، ومرجع الأمر إليك فيما يتعلق بالعدوى التي تريد نقلها للآخرين ، ولهذا فإن مواقف الآخرين وتصرفاتهم ما هي إلا انعکاس لمواقفك وتصرفاتك .