قال ويليام شكسبير ذات مرة: "إننا نعلم ما نحن عليه، ولكننا لا نعلم ما يمكن أن نكون عليه". هل يعبر هذا عنك؟ هل تركز على قيودك، وإخفاقاتك، وطريقتك المتعثرة المضطربة في القيام بالأشياء، ونادراً ما تتوقف لتفكر فيما يمكن أن تكون عليه؟ المشكلة أنه تم تكييفك منذ الطفولة بواسطة أفكار، وقيم، ومعتقدات، ومفاهيم خاطئة منعتك من أن تدرك كم أنت قادر ومتميز ومتفرد بحق.
وبمقتضى دورك كمشارك في صنع حياتك، فإن لديك القدرة على تغيير أي من جوانبها. ولقد توصل كل معلم عظيم إلى نفس تلك النتيجة: إنك لا تستطيع التطلع إلى شخص خارج نفسك ليحل لك مشاكلك. وكما كان المعلمون العظماء يذكروننا دائماً، فإن "نعيمك يوجد بداخلك". إنه ليس في أرض بعيدة، وليس مفتاحه لدى شخص آخر، بل لديك. وقد توصل أحد الحكماء إلى نفس الإدراك عندما قال: "كن أنت نفسك مصباحأ ولا تبحث خارج نفسك". إن قوى وطاقات علاج الذات موجودة بداخلنا، والصحة، والسعادة، والوفرة، والثروة، وراحة البال تكون بمثابة حالات وجودية طبيعية بمجرد أن تمزق قيود التفكير السلبي.
وما لم تدرك قيمتك وجدارتك الحقيقية كشخص، فإنك لا تستطيع حتى الاقتراب من تحقيق الثقة التامة بالنفس، ولن تكون قادراً على تحرير نفسك من القيود التي تفرضها عليها إلا بالقدر الذي تستطيع به الاعتراف بحق وصدق بأهميتك الشخصية الفريدة وتقدير تلك الأهمية.
نعم، لقد قلت: التي تفرضها على نفسك!". فليس آباؤنا، أو عائلاتنا، أو رؤساؤنا، أو المجتمع هم من فرضوا تلك القيود علينا. نحن فعلنا هذا بأنفسنا عن طريق السماح للآخرين بالتحكم في حياتنا.
وما لم تتخلص من مشاعر الذنب وتكف عن الاستخفاف بنفسك والحط من شأنها بسبب عيوبك وأخطائك المتصورة، فإنك ستكون أحد هؤلاء الذين يواصلون الكفاح الفاشل العقيم لتحقيق الثقة التامة بالنفس والحرية الشخصية بلا فائدة. ولكي تكون حراً، ورحيماً، ودافئاً، ومحباً بحق، ينبغي عليك أولاً أن تبدأ بفهم وحب نفسك. لقد سمعت كثيراً نصيحة: "أحبب جارك كما تحب نفسك"، ولكن إلى أن يكون لديك تقدير کامل لكيانك وحقيقة ذاتك، فإن هذه النصيحة ستكون مؤذية لك ولجارك!