أحد الدروس، وهو درس استغرق منا وقتاً طويلاً للغاية حتى تعلمناه، هو أن عكس الشجاعة ليس الجبن، وإنما الخضوع. ربما تكون قد قضيت سنوات قيمة لا سبيل إلى تعويضها في محاولة التكيف والانسجام مع المجموعة فقط التعرف في النهاية وبعد فوات الأوان أنك لن تتمكن من التكيف والانسجام أبداً.
ما الذي يجعلنا نتبع بعضنا البعض كقطيع من الخراف؟ يرجع هذا إلى أننا نحاول التكيف مع الأغلبية والإذعان لها. لقد حان الوقت للتخلص من عقلية القطيع تلك والتوقف عن عقاب أنفسنا لمجرد أننا مختلفون عن عائلاتنا، أو أصدقائنا، أو أي شخص آخر في واقع الأمر. يمكن التخلص من الكثير من معاناتنا إذا رفضنا السماح للخضوع والإذعان للآخرين بإفساد حياتنا.
إن الاعتقاد بأن حياتنا خاضعة بأي شكل لسيطرة شخص آخر، أو مجموعة، أو مجتمع يفرض حالة من العبودية الذهنية التي تجعلنا سجناء بناء على حكم أصدرناه بأنفسنا.
تصبح أفكارنا هي المخطط الذي يجتذب من عقلنا اللاواعي جميع العناصر التي تشارك في تحقيق تلك الأفكار والمفاهيم، سواء كانت إيجابية أو سلبية. إن ما نمر به في حياتنا اليوم هو المظهر الخارجي لما كان يحدث في عقولنا. لقد قمنا فعليا باجتذاب كل شيء في حياتنا، سواء كان جيداً أو سيئاً، أو سعيداً أو بائساً، أو نجاحاً أو فشلاً. يشتمل هذا على جميع أوجه حياتنا بما فيها العمل، والزواج، والصحة، والعلاقات الشخصية.
فكر في الأمر؟ إن محيطك، وبيئتك، وعالمك جميعها تصور خارجية ما تفكر فيه داخلياً. وباكتشاف سبب كونك على ما أنت عليه، تستطيع أيضاً اكتشاف الأساس الذي يتيح لك أن تكون ما ترغب في أن تكون عليه.