العجائب الخمس الكبرى للعقل
النجاح ليس أمراً سحرياً ولا غامضاً.
ما النجاح إلا نتيجة طبيعية للتطبيق الثابت للمبادئ الأساسية
جيم رون
قصة ما ركيتا آندروز
يمكن أن توصف الأفكار التي ناقشناها حتى الآن بانها العلاقة الطبيعية بين السبب والمنتجة:
عندما نغير تفكيرنا.... ،
(بشأن من نكون، وما يمكن أن ننجزه)
فإننا نغير معتقداتنا،
وعندما نغير معتقداتنا،
فإننا نغير توقعاتنا،
وعندما نغير توقعاتنا،
فإننا نغير توجهاتنا.
وبالتالي،
عندما نغير توجهاتنا،
(أي طرقنا في السلوك، والسلوك، والشعور، والتفكير)
فإننا نغير سلوكنا،
وعندما نغير سلوكنا،
فإننا نغير أداءنا،
وعندما نغير أداءنا،
فإننا نغير .... حياتنا.
الأمر فعلا على هذا القدرة من البسطة ...عندما نغير تفكيرنا، فإننا نغير حياتنا!
إليك هذه القصة عن فتاة صغرة تمسي "ما ركينا آندروز" وهي تؤمن بكل يقين أنها برهان حي على صدق هذه العبارة ذاتها كانت "ما ركينا" تعيش في ظروف
بما أن العقل هو
كمبيوتر عضوي محدد،
فإنه بحاجة إلى تعليمات.
وتوجيهات محددة كذلك
السبب الذي يكمن وراء عدم
تحقيق أغلب الناس لأهدافهم
هو أنهم لا يحددونها،
ولا يتعلمون ما يلزم بشأنها،
أو يتدبرون فيها بجدية
كأمور يمكن تصديقهما وبلوغها.
يمكن للفائزين أن يخبروك
إلى أين يسعون،
وما خططوا للقيام به على طول
طريقهم،
ومن الذي سيقاسمهم المغامرة.
دينس واتلي
مؤلفTHE PSYCHOLOGY OF WINNING
العجائب الخمس الكبرى للعقل
صعبة في مدينة نيويورك. هجر أبوها الأسرة، واضطرت أمها للعمل كنادلة لتنفق على نفسها، وعلى "ماركتينا"
وذات يوم أسرت أمها إليها قائلة: إنها كانت تدخر من المال قدر ما تستطيع من اجل أن ترسل "ماركتينا" للجامعة. كانت "ماركيتا" تعرف أن أمها لديها حلم آخر – أن تسافر عبر العالم! لقد كانت أمها تجمع ملصقات الرحلات منذ وقت مبكرا جدا من طفولة "ماركيتا" بدا لها أن أمها تتخلي عن حلمها الخاص من أجل توفير تعليم جيد لها. وكانت تعلم أنه ليس بمقدور أمها أن تدخر من المال ما يكفي لتحقق الحلمين.
والآن، غالبا ما ستوقف تفكير معظم الأبناء عند هذا الحد، مؤمنين بأنه ليس في وسعهم شيء ليفعلوه إلا اقل القليل، ولكن ليس "ماركيتا" شرعت تفكر فيما تستطيع القيام به. لم يبدو أن أمامها الكثير من الخيارات، فهي كطالبة لابد أن تحضر دروسها المدرسية خلال النهار. وكانت من الصغر بحيث لا يمكن أن تجد لها وظيفة، لكن ماركيتا كانت من بين الفتيات المرشدات، وذات يوم أعلنت قائدة المرشدات عن مسابقة في بيع الكعك بين الفتيات المرشدات، والفتاة التي ستبيع أكثر كعك على المستوي الوطني ستفوز برحلة مجانية حول العالم لشخصين!
هل تحمست "ماركيتا" لبيع كعك الفتيات المرشدات؟ حسناَ، ليس بالضبط، هل تحمست للفوز برحلة من أجلها وأمها حول العالم. بالطبع كانت كذلك! (ليس الهدف نفسه بأهمية السبب الذي يكمن وراءه).
وهكذا كتبت "ماركيتا" أنها سوف تبيع كعك المرشدات أكثر من أي واحدة أخري، وتخيلت هدفها واضحاً في عقلها –تخلت ما ستفعله وكيف ستشعر عندما تشرع في النجاح، ثم التزمت بالنصيحة التي أعطتها لها خالتها: "اذهبي إلى حيث يوجد الأشخاص الأثرياء، واطلبي منهم أن يشتروا كعكا" (ألا تبدو لك هذه وصفة النجاح؟).
وهكذا في كل يوم بعد المدرسة، أسبوعاً بعد أسبوع، من الساعة 4,30وحتي الساعة 6,30من المساء، زادت "ماركيتا" المباني السكينة، ومراكز التسوق، وتوقفت في الزوايا المزدحمة من الشارع، مقتربة بثقة من الزبائن المحتملين. وفي أدب جم وابتسامة دافئة على وجهها، كانت تقول: "إنني أسعى لكسب رحلة لمعسكر. ألا تود أن تساهم بدستة أو اثنتين من كعك المرشدات؟ طرحت السؤال ذاته مرارا وتكرارا، دون أن تتشكك في أنها ستبلغ هدفها. وما كانت النتيجة في ظنك؟ لقد ذهبت "ماركيتا" مع أمها في رحلة حول العالم!
سر النجاح
هو ثبات العزم
والغاية
بنجامين دزرائيلى
رئيس الوزراء الأسبق لإنجلترا
(1804-1881)
بعد خمس سنوات من البيع، كانت قد باعت 39ألف من صناديق الكعك! وبهذه الطريقة، صارت كذلك شخصية شهيرة. ودعتها شركة آى بي إم لتخصب في موظفي المبيعات لديها. أنتجت شركة والت ديزني للرسوم المتحركة فيلما عنها، وأسمته "صبية الكعك"، ووضعت كتابا بعنوان كيف تبيع الكعك، أو أي شيء آخر؟ وحقق أفضل المبيعات الوطنية. أمر طيب بالنسبة لفتاة صغيرة تنطوي على الكثير من الرغبة المضاعفة بإيمان راسخ بقدرتها على بلوغ هدفها في بيع الكعك.
وقد دعيت ذات مرة لتتحدث إلى خمسة آلاف شخص من أعلى وكلاء التأمين على الحياة في مؤتمر ضخم أطلق عليه اسم المائدة المستديرة للمليون دولار Million Dollar Round Table وفي نهاية عرضها التقديمى توجهت إلى الحضور الكثير العدد بنظرتها، وابتسمت وهي تقول: "إنني أسعى لكسب رحلة أخرى لمعسكر هذا الصيف من جديد. هل تودون أن تساهموا بدستة أو اثنتين من كعك فتيات المرشدات؟ وباعت 5000 صندوقّ!
كما يبرهن هذا المثال برهانا جزلاً، عليك أن تغرس بذور الإيمان في عقلك إذا أردت لها أن تتبرعم، وتفتح، وتنمو في حياتك، وأن تؤمن يعني أن ترى، وأن ترى يعني لأن تفعل، وأن تفعل يعني أن تكون متسقا مع إيمانك الأصلي.
كنوس الحياة الخمس
تأمل الرسم التخطيطي التالي، والذي أسميته بكئوس الحياة الخمس، والذي يوضح في هذا السياق أهمية المعتقدات بالنسبة للإنجاز:
إليك هذا الاختبار لتعرف
ما إذا كانت مهمتك على الأرض
انتهت أم لا:
إذا كنت لا تزال حيا، فمهمتك
لم تنته بعد.
ريتشارد باش
مؤلف كتاب JONATHAN LIVINGSTON SEAGULL
إذا مضى المرء قدماً بخطوة واثقة
صوب أحلامه، وسعى ليعيش الحياة
التي تخيلها لنفسه، سيلقى نجاحا غير متوقع في
أوقات عادية.
هنرى ديفيد ثورود "
عالم طبيعة، وفيلسوف
وكاتب أمريكي
(1817-1862)
أولا، هناك كأس الاعتقاد التي تصب في كأس الإمكانية، والتي تصب بدورها في كاس الفعل، والتي تصب بدورها في كأس النتائج، ثم تصب كأس النتائج في كأس الحياة.
ولكن عندما تمتلئ كل كأس حتى حافتها، عندئذ فقط يصب في الكأس التالي. فإذا لم تتحرك الإمكانية، لا شيء يحدث، وإذا لم يتخذ الفعل، لا شيء يحدث؛ إذا لم تتحقق النتاج، لا شيء يحدث. فلن تكون كأس حياتك ممتلئة إلا بمقدار أن تحدث أمور محددة وبطريقة محددة.
والآن لتسأل نفسك: " إلى أي مقدار أحب أن أملأ كأس حیاتي؟ هل أرغب أن يمتلئ کأسي حتی تفيض بحيث أشرع في ملء أكواب الآخرين من حولي جميعا -العالم على اتساعه؟ ".
وهكذا فإن نقطة الانطلاق لكل تغيير وتحسن ذي شأن تتمثل في أن نبدأ تغيير أكثر معتقداتنا الحميمة التي لدينا بشأن أنفسنا. لا يعرف عقلنا الفارق ما بين الحقيقة والخيال، وما كنا لسنا بحاجة إلى إثبات أن ما نؤمن به هو بالضبط ما يتحول إلى الحقيقة. فلتتذكر، أننا نخلق واقعنا. لابد لنا أن نعمل بإحساس قوي من الإيمان بأننا لدينا بالفعل القدرة على القيام بما نرغب حقا في القيام به! الإيمان قوة لا غالب لها، والإيمان هو الاعتقاد الذي لا ريب فيه. إنه القدرة على رؤية ما ليس مرئيا بعد. إنه عدم الاحتياج إلى أي برهان مادی.
إنك ترى الأمور فتسأل " لماذا "
ولكنني أحلم بالأمور التي لم أرها أبداً، وأسأل " ولم لا؟" .
۔ " جورج برنارد شو"
العقل في عمله كبير الشبه بجهاز كمبيوتر. إنه يقبل المعلومات التي تعطي له أياً كانت بوصفها حقائق ثابتة، ويعمل بناء عليها. عندما يعطي هدف ننشده، ونؤمن حقا به، يشرع العقل في تخيل طرق لبلوغ هذا الهدف، وحين نعطيه " مقصدا " كبيرا بما يكفي، و " السبب " في رغبتنا لبلوغ هذ المقصد الكبير الذي حددناه فسوف يعمل عقلنا عليهما، ويبدأ في إمدادنا ب " السبل " لبلوغ ذلك المقصد بنفسه، نعلم أن عقلنا الباطن سيتناول أي فكرة مصحوبة باقتناع حقيقي بها، ويبادر ليعطيها شكلا في عالم الواقع.
الشخص الجاهل ولا يعرف
أنه كذلك، أحمق فتجنبه.
والجاهل الذي يعرف
أنه كذلك، بسيط فعلمه.
والشخص العارف ولا يدرك
أنه كذلك، نائم فأيقظه.
والشخص العارف ويدرك
أنه كذلك، حكيم فاتبعه.
قول عربي مأثور
عجائب العقل
تلخص النقاط التالية الكثير من اكتشافاتنا في هذا البرنامج، وأدعوها بالعجائب الخمس الكبرى للعقل:
- الأمر الأول العجيب للعقل. إننا نفكر بالصور، التي تعمل الكلمات على تفعيلها. هكذا تعمل عقولنا بالفعل. إننا نتخيل الأفكار في أذهاننا عن طريق الصورة كان البشر البدائيون ينقلون أفكارهم وخبراتهم إلى الآخرين برسم الصور على الرمال، أو على جدران الكهوف، وذلك على مدى آلاف الأعوام. مؤخرا نسبيا فقط ومن وجهة النظر التاريخية أبدع البشر لغات متنوعة، وأبجديات ليرمزوا بها لتلك الرسائل المتمثلة في الصور".
إن الصور هي تلك الأشياء التي نضعها في عقلنا. إننا نفكر بالصور في لحظة استيقاظنا ذاتها. بل إننا نحلم بالصور ليلا.
أمثلة
فكر في كلمة -زفاف. ماذا ترى؟ هل ترى " صورة " البهجة، والإثارة، والعروس الجميلة، والوجوه السعيدة للوالدين والوالدتين والأطفال المتضاحكين؟ بماذا تشعر؟ ولتفكر في كلمة. جنازة. ماذا ترى؟ هل ترى "صورة " الحزن، والبكاء، والشعور بالخسارة، والوجوه البائسة لأقارب المتوفى؟ بماذا تشعر؟
أو لتتأمل في الصور التي تبزغ في ذهنك عندما أطلب منك أن تتذكر -أول حفلة، أو أول موعد عاطفي، أو ليلة عرسك؟ (ولكن أرجو أن تحتفظ بتلك الأمور في نفسك!) أليس صحيحا، أن هناك صورا تبزغ على الدوام في أذهاننا عند سماعنا لكلمة محددة؟ وتأتي مشاعر وعواطف متنوعة إلى جانب ذلك لتكمل الصورة. لتلاحظ ذلك أن العواطف التي نستثيرها تكون معتمدة كلية على صور بعينها لدينا.
- العجيبة الكبرى الثانية للعقل. إننا دائما نتصرف بناء على الصور التي في أذهاننا.
ولتلاحظ أنني لم أقل إن هذا يحدث أحيانا، أو نصف الوقت، أو متى ما كان مناسبا، بل قلت دائما! والحقيقة إننا لا نستطيع " إلا أن نتصرف بناء على الصور التي في أذهاننا. إن العقل له آلية مصممة لتسعى خلف هدفها، وهو ما يسمى بالمذهب الغائي أي الغائية (teleological). إنه يتناول إحدى الصور، ويحولها إلى نظيرها المادي، بالضبط مثل الكاميرا سريعة النتائج.
لقد خلقنا كبشر عن عمد
لكي نتعلم بالتجربة والخطأ،
ولكننا بكل أسف ننشأ، ونتربى
على أنه لا يجب أن يقع
أحد في أي أخطاء؛ فإن أغلب
الأطفال تسلب عبقرتيهم من خلال الحب،
والخوف من آبائهم. من أنهم قد
يرتكبون خطأ ما. نحن لا ندرك
الوجه الحقيقي للأمر إلا حين نتخلص
من الوجه الزائف له.
بكمينيستر فوللر
عالم مستقبليات أمريكي
(1895-1983)
انقر! أنجز الصورة. انقر! أنجز الصورة.
دعني أسال: كيف ترى نفسك إزاء أمر تعتقد أنك غير بارع فيه؟ هل الصور وأداؤك مما الشيء نفسه تماما؟ والآن فلتقارن هذا برؤيتك لنفك إزاء شيء تعرف أنك بارع فيه. مرة أخرى. هل الصور وأداؤك هما الشيء نفسه تماما؟ أيدهشك هذا؟
التفسير: إذا رأيت نفسك تقدم أداء هزيلاً، ستميل لأن تقدم أداء هزيلاً، وإذا رأيت نفسك تقدم أداء جيداً، ستميل لأن تقدم أداء جيداً. إننا دائما ما نبدى في سلوكناً، ونجسد الصور التي احتفظنا بها من قبل في أذهاننا. والمحصلة؟ بكل بساطة، إننا نصير في حياتنا الشخص الذي تخيلناه في أذهاننا.
تكمن بداخلنا قوة التحرر التام، نبعت من الطاقة الخلاقة الكامنة وراء أي عقل، أو أي ذكاء، ومن خلالها يكون بمقدورنا القيام بأي شيء نستطيع تخيل صورته. إن الجبلة الذهنية التي جبلنا عليها هي من حيث النمط والنوعية تستجيب لمعلومات الصور التي بداخلها عن طريق إيجاد نظير لها يمكن للحواس أن تدركه. وعلى هذا فإن أي صورة نتشبث بها في ذهننا تنحو إلى التحقيق في العالم المادي. لا نستطيع أن نتمنع عن هذا! فطالما نعيش ونفكر، سنظل نحتفظ بصور في عقولنا، وسوف تتطور تلك الصور إلى أشياء في حياتنا، وما دمنا نفكر بطريقة محددة فينبغي أن نعيش بطريقة محددة، وما من إرادة أو تمن يمكنهما تبديل هذا مهما بلغ مقدارهما، وحدها الرؤية التي بداخلنا هي التي تستطيع ذلك.
."يو إس آندرسون " The Magic in Your Mind
3.العجيبة الثالثة الكبرى للعقل. إليك هذه الأنباء السارة! نستطيع أن نغير الصور التي في أذهاننا إلى أي شيء نرغب فيها!
ما أكثر أدواتنا فعالية؟ هناك أداة واحدة فقط في ترسانة أسلحتنا تمنحنا تفرداً بین جميع المخلوقات الحية على هذا الكوكب، وهي تستعين بمخزون إمكاناتنا، وتحدد المسار الذي تتخذه حياتنا. هل أدركتها؟ بالضبط؟
نميل لتكوين رابطة وجدانية
بأي شيء تعرضنا له في البداية
سواء كان معلومات صائبة أم خاطئة.
ينطبق هذا بنفس الدرجة على
المعتقدات؛ مما يفسر لنا سر
الصعوبة الشديدة في تغييرها.
" والتر ستابلس