لم أقابل أحدا من المدراء طوال حياتي إلا و أخبرني بأنه يعرف أن من الأفضل استخدام أسلوب الإقناع كطريقة لأداء مهمة معينة ورغم أنه قال لي إنه يدرك أن أسلوب الإقناع أفضل من القوة أو التهديد أو التخويف أو الإكراه ، لكن مع مرور الوقت وجد نفسه يهدد الآخرين بتخفيض مرتبهم أو الفصل من العمل، أو النقل أو منع المكافآت أو الحرمان المؤقت منها أو فقد الامتيازات ، وهذا كله لا لشيء إلا لأن بيده مقاليد أمور العمل .
كما أخبرني أحد مدراء المؤسسات الصناعية في فنزويلا قائلا : إنني أعرف أنه ليس من الأفضل استخدام التهديد أو محاولة بث الخوف في قلب الشخص ، لكن ما أفعله يحميني أحيانا من الجنون أو الإحباط . إنني أصل إلى أقصى قدرة لي على الاحتمال ؛ حيث أجد نفسي أصرخ في الناس مع أنني أدرك أنه لا جدوى من ذلك لأنني أكون واقعة تحت ضغط شديد ونفاد صبر ، وهنا لا أجل أمامي سوى أن أفعل هذا .
لماذا يلجأ المدير أو الوكيل ذو الخبرة إلى استخدام التهديد أو محاولة بث الرعب في قلوب الآخرين حتى يؤدوا مهامهم بشكل أفضل ؟ إن هذا قد يرجع إلى الإحباط أو الغضب أو القلق أو نفاد الصبر أو نقص الوقت أو المضايقات أو الضغط بالإضافة إلى ذلك يجب ألا ننسى أن المسؤولين والمدراء بشر مثلنا يخافون مما نخاف منه.
عند استخدامك الإجبار أو التهديد أو التخويف من أجل تحقيق مهمة معينة، فمن الأفضل أن تبدأ الآن في استخدام الوسائل التي ستقدمها في إقناع الناس بطريقتك في التفكير.