بغض النظر عما يقوم به الإنسان لكسب قوت عيشه، فإنه يمكنك أن تدفعه لأن يؤدي وظيفة أفضل وأن يؤسس بعض الأهداف القيمة، إذا رفع عينيه عن الأرض التي تحت قدميه ، ودعني أخبرك بأحد أفضل الأمثلة التي رأيتها على الإطلاق لتحقيق أفضل ما يمكن، فيما يسمى وظيفة متدنية.

فتوم جانون كان حارسا ليليا في مصنع طعام كبير في الغرب الأوسط، حيث عملت أنا أيضا كمشرف ليلى منذ عدة سنوات مضت ، فكل ما كان يراه أمامه هو سلسلة طويلة من ليالي السهر، سنة تلو الأخرى ، وفي ذات مرة قال لي : (كل ما أعرف عمله هو كنس وتنظيف الأرض، فأنا لم أحصل على أي تعليم جامعی مثلك ، فأنت يمكنك التقدم إلى الأمام، ولكن أنا لا يمكنني ذلك، فأنا في مهنة نهايتها مسدودة لا تحمل أي ثمار للمستقبل).

فقلت له : (فلماذا لا تبدأ في الاستفادة بما تعرفه والعمل لحسابك الخاص في مجال الرعاية والتنظيف هذا، فهناك الكثير من المحلات الكبيرة والأعمال الأخرى في المدينة التي سترغب في أن تدفع من أجل خدمة تنظيف منتظمة، يمكن الاعتماد عليها).

والآن حصل توم على عقود للتنظيف والرعاية للعديد من المحلات الكبرى والمصانع في نفس المدينة في ميدويست ، كذلك فإنه يوجد قسم للمساكن في شركته يوفر خدمة رعاية منتظمة وشهرية للمنازل و مبانی الشقق ، فلقد استطاع توم تحويل مهنة، لا يشكر عليها إلى عمل مربح بأن نظر إلى النجوم عالية في السماء بدلا من القذارة التي تحت قدميه.