الحالة ألفا
نستطيع أن نمارس التخيل لأي شيء نريده، وفي أي وقت، وفي أي مكان. قد نكون حينها نأخذ حماما، أو نحلق بطائرة، أو فقط نتهيأ للنوم. وإحدى السبل التي تمكننا من تخيل الأمور بقدر أعظم من التأثير والفاعلية أن ندخل إلى حالة أهدأ، وأدنی من الوعي، والتي تعرف بالحالة ألفا.
يقوم العقل البشري باستمرار بتوليد سلسلة من نبضات الطاقة الإلكترونية، والتي تشير إلى مستواه الحالي من النشاط. وخلال النهار، عادة ما تكون تلك النبضات متسارعة تماما، ما بين 13 و30 حلقة كل ثانية تسمى تلك الترددات العالية بموجات بيتا، وهي مرتبطة بحالة اليقظة التامة، والانتباه العقلي؛ فعلى سبيل المثال عندما تقوم عن قصد بالتفكير، أو بالتحدث، أو بالإنصات إلى أحدهم. إنها نفسها تلك الموجات التي تقوم بتوليدها الآن بينما تقرأ هذا الكتاب (على ما أتمنى!).
هناك ترددات أخرى للعقل أكثر بطنا؛ فإن موجات ألفا على سبيل المثال تتراوح ما بین ۸ و۱۳ حلقة في الثانية، فهي تكون ظاهرة ومؤثرة حين نكون في حالة استرخاء تامة، أو حين نكون على حافة النوم، ونميل في حالة ألفا إلى أن نتحلى بدرجة أعلى كثيرا من القدرة الإبداعية، وغالبا ما تواتينا ومضات من الرؤى، أو الإلهام تجري بصورة عفوية، وعادة ما تكون مرتبطة بشيء شغل فكرنا مؤخرا، أو كنا نتساءل بشأنه، والنمط الثالث من الموجات هو موجات زينا، ونبضاتها ما بين 4 إلى 11 حلقة كل ثانية. أما أبطأ الموجات كلها على الإطلاق فهي موجات دلتا، والتي تكون لها الغلبة حينما نكون في حالة نوم عميق للغاية.
في حالة ألفا التي تتسم بالاسترخاء، نكتسب مدخلا إلى عقلنا الباطن، فالعقل الواعي لا يعيق مسلكنا، ذلك العقل الذي لا يكف عن التفكير، وإصدار الأحكام بشأن ما يصح، وما لا يصح، وتوضع جانبا جميع همومنا المعتادة، ومشاغل حياتنا اليومية، بحيث تتفرغ المزيد من الدوائر العصبية لتقوم بالمزيد من الكشوف، والمحاولات الإبداعية.
ونحن نختبر حالة ألفا بشكل طبيعي قبيل أن يغلبنا النعاس، وبعد الاستيقاظ مباشرة، وهي أوقات مثالية لتكييف، وضبط عقولنا. وهناك خيار آخر متاح أمامنا، وهو أن نستحضر حالة ألفا بالجهد الواعي في الوقت المناسب خلال اليوم عن طريق ممارسة الاسترخاء التدريجي، وهناك عدة طرق لبلوغ تلك الحالة الأدنى من الإدراك. ولها جميعا الهدف ذاته: الاسترخاء التام لكل من العقل والجسد إلى أن نستطيع تحويل حالة الوعي.
عند استخدامك لعقلك الباطن ...
لا تستدع معه غريما.
فلا تلجأ لقوة الإرادة ... وتخيل هدفك.
ستجد أن فكرك يحاول اعتراض
الطريق، ولكن عليك أن تثابر
على الاحتفاظ بالإيمان العفوي
البسيط، والذي من شأنه
تحقيق المعجزات.
جوزيف ميرفى"
مؤلف THE POWER OF YOUR
SUB CONSCIOUS MIND
تتطلب تقنية الاسترخاء التدريجي المجربة الخاصة بنا الصور الذهنية الموجهة كالتالي:
اجلس على مقعد مريح بغرفة هادئة. دع جفنيك ينغلقان بنعومة. تخيل أنك في أحد المصاعد وهو يهبط بك ببطء سلسلة من المستويات (الطوابق) إلى أحد الأماكن التي تتسم بالهدوء التام، والسكينة الكاملة، فلتبدأ بالعد من واحد إلى عشرة، وبينما تقوم بهذا، وجه انتباهك للشعور المتنامي في جسدك بالاسترخاء الكامل.
عند العدد واحد. استشعر حالة الاسترخاء، وقد بدأت تنتشر في وجهك كله: فكك، وجبهتك، وفروة رأسك جميعها في حالة استرخاء تام.
عند العدد اثنين. إنك تصير أهدأ حالا، وتصير أكثر استرخاء.
عند العدد ثلاثة. عنقك وكتفاك ومؤخرة عنقك تستشعر النعومة والليونة.
عند العدد أربعة. ستكون ذراعاك ويداك ومرفقاك أكثر استرخاء، وتنفسك عميقا، بطيئا ويسيرا.
عند العدد خمسة. المصعد مازال يهبط... يغامرك إحساس باسترخاء أعمق. تشعر بالهدوء، وبالراحة، وبالسلام في العالم.
عند العدد ستة. ستكون معدتك، وأردافك وفخذاك كلها مسترخية يتبخر التوتر بعيدا عن كامل جسدك وأطرافك.
عند العدد سبعة. ستكون ساقاك حتى أطراف أصابع قدميك، في حالة استرخاء تامة.
عند العدد ثمانية. إنك تهبط منزلقاً، أعمق فأعمق، تصير قريبا من مكانك الخاص. تشعر بالطمأنينة تغمرك كلك.
عند العدد تسعة. تكاد تصل إلى مكانك الخاص. تستشعر الإحساس بالحرية.
عند العدد عشرة. لقد وصلت! إنك موجود في مكانك الخاص. استمتع بالشعور بالسكينة، والوداعة الكاملتين.
أنت الآن في حالة تتسم بالاسترخاء والراحة لأبعد الحدود. لنقم بتمرين يفترض أنك لا تنشد أكثر من السعادة القديمة!
وعيناك مازالتا مغمضتين، تخيل نفسك بعيدا وجالسا على مقعد عالي الظهر ارتفاعه حوالي خمس وعشرين قدما. ترى نفسك تطل منه على الكون. إنك ترى هذا الشخص الذي هو أنت في الحقيقة، في حالة استرخاء تامة، وفي سلام مع العالم، كما أنه سعيد سعادة مطلقة. لدقيقة تخيل بعض الأفكار التي تمر بعقل هذا الشخص. ثمة
يا إلهي، اجعلني أداة
الإشاعة السلام في الأرض حيث
أجد البغضاء. اجعلني أزرع الحب،
وحيث أجد الأذى اجعلني أزرع العفو؛
وحيث أجد الارتياب اجعلني
ازرع الإيمان؛ وحيث أجد اليأس
اجعلني أزرع الأمل، وحيث أجد
الظلمات؛ اجعلني أزرع النور،
وحيث أجد الحزن اجعلني أزرع
البهجة.
كاتب مجهول
أفكار سارة من الماضي تخص مناسبات سعيدة، وتخص علاقات ودودة، ونجاحات شخصية، كمان أن هناك أفكاراً سارة تخص المستقبل مما يشيع في نفس هذا الشخص دفئاً وأمناً وأمنيات. السعادة تسود كل ركن في حياة هذا الشخص، بل وهي تتضاعف وتتزايد.
والآن امض إلى هذا الشخص، واقترب، وادخل إلى جسده وعقله-إنك تندمج، وتنصهر بالفعل في هذا بحيث تصير أنت وهو-أوهي-شخصاً واحداً. والآن إنك تطل الآن على الكون بعيني هذا الشخص فترى الأشياء نفسها، وتستشعر الأحاسيس ذاتها مما رآه، واستشعر هذا الشخص. والآن فأنت أيضا في حالة استرخاء وسعادة والآن أنت أيضا تستشعر الدفء والأمان والأمل. تحيط بك السكينة والسلام والانسجام والسعادة جميعا، فأنت حرفيا تشع بالأفكار السارة، وتختبر مشاعر سارة. أنت سعيد! افتح عينيك.