هناك عدد هائل من الناس غير القادرين على تعديل أخطاء الشخص دون أن يفقدوا أعصابهم ، هؤلاء ينتهي بهم الأمر بالإصابة باضطراب في المعدة ، وقرحات، وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في ضربات القلب دعني أعطك مثالا عن كيفية إمكانية حدوث ذلك لك :
(لقد اعتدت أن أدير القسم الخاص بي مثل الشرطي الذي يقوم بالكشف عن تذاكر المرور، وذلك ما أخبرني به توم سنو ، وقد أخذت هذه الفكرة عن مشرف عجوز ، والصعب في ذلك أن أداوم على تعقب العامل مثل ذيله كل دقيقة حتى أجعله يداوم على العمل دون تكاسل ، وقد كان في اعتقادي أني لن أؤدی وظيفتي بشكل مناسب ما لم أتبع هذه الطريقة.
وهكذا انتهى بي الأمر إلى المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع أتناول فقط نظامة غذائية ضعيفة كل ساعة ، ولم يستغرق الطبيب وقتا طويلا سواء في التشخيص أو في معرفة سبب المشكلة، وكنت أحاول في أقل من أسبوع أن أدير عنبر المستشفى كما كنت أدير قسمی . قمت بتوبيخ كل واحد يقع عليه بصری ، وعندما لا يستمعون إلى فإنني أصب جم غضبي عليهم ، فكلما أصبحت أكثر غضبة ، عانيت من قرقرة واضطراب في المعدة .
وقد قال لي الطبيب ، عند الاستشارة الأخيرة لي قبل خروجی من المستشفى - ياتوم أنت تسبب لنفسك القرحات؛ حيث لم يكن المستخدمون هم مصدرها ولا مديرك ولا عملك ، فدعني أقدم لك نصيحة صغيرة . إن مبلغ كراهيتك للزميل لا يهمه في شيء ولا يسبب له أي نوع من الأذى ولو قليلا ، ولكن يؤذيك أنت فقط ، فتحرر من الانفعال ياصدیقی ، (عش ودعه يعش).
(وقد حاولت ذلك ، فلا بد منه ، وكان ذلك منذ أكثر من أربع سنوات ، ومنذ تلك الفترة لم أعان من أزمة قرحة ، وعلى فكرة). وابتسم ابتسامة عريضة. (إنني لم أعد كبير عمال القسم ولكني قد ترقيت).