يتعلق بهذا
العيادة الرياضية
اكتساب اللياقة العقلية
إذا كنت بطة رياضياً، أو بطلاً رياضياً واعداً، محترفاً أو هاوياً، فلتتأمل أهمية الاعتقاد -الاقتناع التام في تأثيره على أدائك.
أياً كانت الرياضة -أو السباحة، أو التنس، أو البيسبول، أو الهوكي، أو التزلج، أو كرة السلة، أو كرة القدم أو الكرة الطائرة ، فإنك تمارس عناصر من الرياضة إلى أن تتقن المبادئ الأساسية ، وتقوم بهذا بدنيا وعقليا - عن طريق لعب المباريات في مواقف الحياة الحقيقية ، وعن طريق تخيل لعب المباراة في عقلك، والغرض في کلا الحالتين هو إرخاء عقلك وجهاز العصبي ليقوم بما تريد لجسمك أن يقوم به مع ما يكفي من الممارسة والتمرين ، سوف تتقن المهارات ، والتي تصل إلى المستوى المتوافق مع قدراتك الطبيعية لكن هذا لا يعني أنك ستؤدى قمة الأداء كل مرة ، بل يعني فقط أنك قد أبديت القدرة على القيام بما أنت قادر عليه بدنيا بوتيرة منتظمة حين تكون في أفضل حالاتك شحناً بالطاقة .
يحدد الاعتقاد وبدرجة كبيرة ما إذا كنت في أفضل حالاتك شحنا بالطاقة أم لا. إنك تعرف من خلال التجربة أن أداءك يمكن أن يكون غير متوافق، لكنك لا تعلم دائما سبب هذا؛ ففي أعمق أعماق عقلك الباطن، تعلم أن الأمور يمكنها أن تمضي طبقا السيناريو اللعبة الحقيقي، وفي بعض المناسبات، تقوم بالأمور بشكلها الصحيح.
وفي مناسبات أخرى، لا تقوم بهذا، وهكذا اسأل نفسك: أين يمضي عقلك، علام يركز في المواقف المهمة إذا سمحت لعقلك أن يتسلی باحتمال الإخفاق، فعندها بالطبع تفتح الاحتمال على وقوع الإخفاق فعلا.
العيادة الرياضية
تخيل أنك لاعب مضرب في فريق بيسبول على وشك أن ترمي لعبة حاسمة، إنك تتساءل إذا كان بوسعك أن تفوز باللعبة، لكن تأمل هذا -من الشخص الذي تحتاج إلى إقناعه؟ حقا إنك ستكون موفقا. إنه أنت. نعم أنت!
هناك ضرب من " السحر" العقلي الذي يحدث عندما يقتنع العقل باحتمال واحد لنتيجة واحدة وحسب. إن إعمال فكرك، وجهاز العصبي کله يوجه كل جهوده لإنجاز هذه النتيجة الوحيدة.
هل تستطيع أن " تؤهل " نفسك للارتفاع بأدائك إلى مستوى أعلى بإرادتك؟ بالطبع تستطيع. إنك تكرر الكلمات المناسبة على مسمعك -" أستطيع ذلك! أستطيع ذلك! أستطيع ذلك! " جنبا إلى جنب عليك بتوفيق صور متخيلة حية وقوية للأداء الذي ترغب فيه، ثم تتكيف مع الحالة البدنية الملائمة. حركة العضلات، وتعبيرات الوجه؛ ووضعية الجسد ونمط التنفس -بما يتفق مع هذه الحالة التي تبلغ القمة وباختصار، لأن تشحن بالطاقة، وأن تستعد، لابد أن تقول الأمر، كما تراه، وأن تشعر به خلال كل جسمك. هذا " الأمر " هو تحقيق الأداء الدقيق الذي تنشده. ولا تسمح لعقلك بأن يستضيف أية أفكار تناقض ما تريده وأرسل بها إلى غياهب النسيان! فلا يفكر الفائزون إلا بشأن الفوز وحسب.
إن القناعات تؤثر على كيمياء الجسد والعقل بطرق عديدة، والنتيجة هي الاطمئنان الهادئ، واليقين الداخلي من المحصلة النهائية. إن الآثار البدنية والعقلية المرغوبة الأن يكون المرء في أحسن حالاته تتضمن: شدة أعظم قدرا، وتركيزا أعلى، وتحديدا أفضل؛ والمزيد من القوة والطاقة، والمثابرة التي لا حدود لها، والتصميم على النجاح.
على الأبطال الرياضيين أن يتحلوا بأشياء عديدة تعمل لصالحهم، من أجل الحصول على نتائج أنجح، وأكثر ثباتا. إذا كان التفوق الرياضي هو ۹۰٪ عقليا و۱۰٪ بدنيا. وهو ما أعتقد أنه صحيح، فإن السيطرة على الجانب العقلي عندئذ لا غنى عنها مطلقا. الأمر يتعلق بالجلوس قبيل الحدث الرياضي، وتصنيف جميع أفكار المرء، ومن ثم التركيز على تلك الأفكار فقط، والمتفقة مع المحصلة الوحيدة التي قررنا أننا ننشدها.
إذا رغبت في جودة متميزة
تصرف كما لو أنك تحظى بها فعليا
جرب تقنية" كما لو ".
ويليام جيمس"
فيلسوف، وعالم نفس أمريكي
(۱۹۱۰ - 1842)
فكل الأمور، صالحة كانت أو طالحة، تجد بداياتها في الإيمان. إذا ما تلقى عقلنا الباطن اقتناعا بأننا سوف نجني مبلغا محددا من المال بحلول تاريخ معين عن طريق أدائنا المهمة معينة، فسوف يمضي على الفور للعمل على المساعدة لكي يتحقق هذا. إنه يرسل عددا وفيرا من المحفزات الخفية لكي يرينا السبيل، وإذا كان اقتناعنا أننا أكفاء وقادرون وجديرون. فسوف نتحرك كذلك في هذا الاتجاه.
تمرین
أن يحظى المرء ب " الإيمان " لا يعد أمرا بسيطا، فمن السهل أن تؤمن بأمر ما إذا کنت تؤمن به بالفعل، وليس من السهل أن تؤمن بأمر ما إذا كنت لا تؤمن به بالفعل. ولكن لنفترض أنك تريد حقا أن تؤمن بهذا " الأمر"، كيف فقط تستجمع " الإيمان" اللازم، وتمضي إلى الأمام قدما؟ والجواب هو: تصرف كما لو كنت تتحلى بالإيمان -أي تظاهر -وامض للأمام قدما ما لا تريد قطعا أن تقوم به هو أن تجلس، وتسهر على الأمر، وأن تدع المحفزات الخفية في عقلك تشن حربا عادة ما تكون نتائجها متعادلة في أفضل الأحوال. وكما لاحظت " سالی کمبتون ": " من الصعب محاربة عدو له قلاع وحصون في رأسك".
مما يصل بنا إلى ما أسميه بتركيبة الإخفاق المجرب من أجل النجاح لابد أن يعرف العقل، وأن يفهم أن هناك طريقة منطقية من أجل التقدم في اتجاه محدد إذا كانت هناك مجازفة معقولة في هذا الاتجاه، وهكذا إليك منطق الأمر. مثال رقم 1. لنفترض أنك تؤمن بأنك تستطيع القيام بأمر ما تريد القيام به، وهكذا تشرع في اتخاذ الخطوات اللازمة. أي إنك تبادر ببعض الأعمال في الاتجاه المطلوب، فتبدأ في الحصول على بعض النتائج، والتي تعزز بدورها إيمانك الأصلي. إنك الآن على الطريق!
والآن لنتأمل المثال رقم ۲. في هذه الحالة، لنفترض أنك غير مقتنع بأنك تستطيع القيام بأمر ما تريد القيام به، وهكذا تقرر أن تفترض وحسب أنك تستطيع. أي إنك تتظاهر -وهكذا تشرع في اتخاذ الخطوات اللازمة في الاتجاه المطلوب. كما لو أنك تؤمن فعليا أنك تستطيع ذلك. نفس الخطوات السابقة. خمن ماذا سيحدث؟ ستبدأ في الحصول على النتائج نفسها كما في المثال رقم 1، والتي ستبدأ بدورها في بناء إيمان حقيقي بقدرتك، ومرة أخرى أنت على الطريق!
إن الشيء الذي يحدث دائما
هو ما تؤمن به حقا؛
والإيمان بشيء هو ما يجعله يتحقق.
فرانك لوجد رايت
مهندس معماري أمريكي
(۱۹۵۹ -1869)
وإذن فكل من الطريقتين تصل بك إلى الموضع الذي تريد الذهاب إليه. ولكن من الحاسم أن نفهم أن كلا المثالين، سواء كنت تؤمن أنك تستطيع القيام بأمر ما، أو أنك تؤمن بأنك لا تستطيع؛ ولكنك تختار أن تمضي قدما كما لو أنك تؤمن بعكس ذلك، في كلتا الحالتين لا تستطيع أن تبنى إيمانك، أو أن تغير معتقداتك بشأن أي شيء ما لم تتبنها من خلال اتخاذ تحرك وعمل!
هذا المفهوم البسيط -أي تركيبة الإخفاق المجرب من أجل النجاح -هو نظام للنجاح لا يمكن أن يخفق أبدا، وهو كمفهوم في حد ذاته، له القدرة على تغيير حياتك تماما. ولكن لم؟ لأن كل نجاح ينبغي أن يشتمل على تلك العناصر الأساسية الثلاثة: ينبغي عليك أن:
- تعرف ماذا تريد.
- أن تؤمن بأنك تستطيع الحصول عليه -أي التحلي بالإيمان.
- أن تتخذ التحركات في الاتجاه الذي تريد المضي فيه.
يعرف العديد من الناس ما الذي يريدون، ولكن بما أنهم لا يؤمنون أنهم يستطيعون الحصول عليه فإنهم لا يتخذون أي تحرك نحو هذا الهدف، وبالتالي يصل كل شيء تدريجيا إلى جمود تام ونهائي. إن هذا المفهوم -أي التصرف كما لو أنك تؤمن -يجعلك تتجاوز حدود الشك إلى حالة الفعل والحركة، فلأنك الآن تؤمن بأنك إذا ما تظاهرت بالإيمان، واتخذت التحرك الضروري، سوف تصل إلى النتائج نفسها كما لو كنت تؤمن فإنك تحظى الأن بالإيمان المطلوب بأنك ستنجز المحصلة المرغوبة.
لنفترض أنني أقترح عليك أن تردد العبارة البسيطة التالية على نفسك كطريقة التأثير الإيجابي على عقلك الباطن: " إنني أتمتع بالصحة، ورخاء الحال والحكمة ". أنا ما كررت هذه العبارة، أو التأكيد مرارا وتكرارا على نفسك عدة مرات في اليوم؛ وذلك لمدة ثلاثين يوما على الأقل، فلا شك أنك سوف تصير تتمتع بصحة أفضل، وحالا أيسر وأرخى، وعقلا أكثر حكمة.
ماذا، ألا تصدقني؟ معظم الأشخاص لا يصدقونني، ولهذا قلة قليلة فقط هم من يقبلون فعلا هذه النصيحة، ويعملون بها. أما من لا يصدقونها، فلن يعملوا بها، وهكذا بطبيعة الحال فلن يجدي الأمر معهم نفعا. وكما أشار "بيندكت سبينوزا ": " مادام المرء يتخيل أنه لا يستطيع القيام بهذا أو بذاك، ومادام يختار عدم القيام بالأمر، فبالتالي سيكون من المستحيل عليه الاقتناع بقدرته على القيام بذلك ".
إن شكوكنا لهي مجموعة من
الخونة؛ حيث تجعلنا نخسر فرصة تحقيق
الفوز من خلال الخوف من المحاولة.
ويليام شكسبير"
شاعر ومسرحي إنجليزي
(1564-1616)
ولكن حتى لو أن بعض الأشخاص أبدوا استعدادهم للقيام بذلك، أي أن يجربوه كاختبار، إلا أنهم يبقون متشككين، ومحاولتهم تبقى بغير إخلاص من صميم الفؤاد. يفتقر الأمر إلى الاقتناع. ويكون القدر الأكبر من إيمانهم موجها لإثبات أن شكوكهم لها ما يبررها، وهكذا فإذا کنت -مبدئيا. لديك شكوك لكنك ما زلت تريد أن تؤمن بنصيحتي، فإذن " تحل بالإيمان " وقم بالأمر!
أما الأشخاص المقتنعون اقتناعا تاما بالمحصلة السلبية، ولديهم إيمان كامل أن هذا سيحدث، فإن نقص الإيمان ليس هو سر سقوطهم؛ فهناك إيمان كامل بالشيء نفسه الذي لا يرغبون فيه! وعلى نحو مشابه، فإن أولئك الذين يكتفون بالتمني، أو الأمل للحصول على نتيجة إيجابية فمكتوب عليهم الإخفاق لا محالة. ومرة أخرى يرجع ذلك إلى أن إيمانهم حقا في الاتجاه المعاكس، لكنهم غالبا لا يكونون واعين لهذا، أو لا يريدون الاعتراف به. إنها فقط فكرة أن الاندفاع قدما إلى الأمام عن قناعة تامة ستظهر في نهاية الأمر على منصة الواقع؛ وذلك لأن العقل الباطن لا يوجد لنا تجربتنا إلا بناء على ما نؤمن به. إننا بحاجة وحسب إلى النظر إلى الظروف التي نجد أنفسنا بها صحتنا، وأسرتنا، ومسيرتنا المهنية، وأنشطتنا، وممتلكاتنا، وأصدقائنا لكي نرى أي نوع من المعتقدات الراسخة نؤمن بها حاليا.
وهكذا فإن معتقداتنا لهي أمور في غاية الأهمية؛ فهي تمثل القرارات الواعية التي اتخذناها فيما مضى بشأن أنفسنا، وبشأن عالمنا، وما الذي نتوقع أو لا نتوقع إنجازه، وما دمنا لا نواجه تلك المعتقدات ستبقى تأثيراتها متجسدة في حياتنا، وسوف تظل باستمرار تسيطر على تفكيرنا، وتوجه سلوكنا، وتحدد مستوى أدائنا النسبي؛ فإن مستوى الأداء الخاص بنا في أي ناحية من نواحي الحياة هي جزئيا تجسيد لإمكانياتنا في هذه الناحية، وفي الحقيقة، فإنه بدرجة كبيرة بعد تجسيدا لمعتقداتنا عميقة الرسوخ.
وبدورها تصنع المعتقدات ما نطلق عليه التوجه العقلي الخاص بنا. غالبا ما نستخدم تعبيرات الإيجابي أو السلبي وأحيانا المزعج! لكي نصف سلوك الأشخاص الآخرين أو مسعاهم أي توجههم، وهكذا فما التوجه بالتحديد؟ حسنا، يمكن تعريف توجهنا العقلي باعتباره الطريقة الاعتيادية لدينا في السلوك، وفي الشعور، وفي التفكير، تلك الطريقة التي تبدي موقفنا، وآراءنا، ومعتقداتنا بشأن الحياة، إن الكلمات الأساسية الثلاث في تعريف التوجه هي " اعتيادية "، و" التفكير "، و " معتقداتنا ". ولنعلم الآن أن توجهنا ما هو إلا نتيجة مباشرة لا نحفظه من معتقدات، فدعونا إذن نواصل الاستقصاء حول المعتقدات بمزيد من التوسع.
لقد تبينت أنني إذا ما تحليت
بالإيمان وبنفسي، وبالفكرة التي أدعو إليها،
فغالبا ما يحالفني الفوز.
تشارلز إف. كنیرنج
مبتكر أمريكي
(1876-1958)