قوة التفكير السلبي
ومن زاوية الصحة العامة، والحالة العقلية السليمة، لابد أن نفهم أن العواطف من أي نوع ذات أثر شديد على أجسادنا، وجهازنا العصبي المركزي. فإننا نعلم أن العواطف السلبية تنجم عن الأفكار السلبية، وأن العواطف الإيجابية تنجم عن الأفكار الإيجابية من الواضح إذن أنه ينبغي علينا أن نحكم السيطرة على أفكارنا إذا أردنا أن نحكم السيطرة على مشاعرنا. ولكن لماذا؟ لأن تلك المشاعر يمكن لها في حالات عديدة أن تقضي علينا! والحق أن الناس تقضى نحبها كل يوم ضحية للملل، واليأس، والقلق، والخوف، والكراهية، والغضب، والإحساس بالذنب، والنقمة .... وإلى آخره. صدر في عام ۱۹۸۸ کتاب رائع بعنوان: You can ' t Afford The luxury of a Negative Thought أي إنك لا تستطيع تحمل الثمن الباهظ لفكرة سلبية، فالثمن ببساطة مرتفع أكثر من قدرتنا.
تحدث "شارلز دابليو مایو " مؤسس مايو كلينيك ذات مرة قائلا: " يؤثر القلق على الدورة الدموية، والقلب، والغدد، والجهاز العصبي برمته، وأثره على الصحة عميق، وذو بأس. أنا لم أسمع أبدا عن شخص قتله العمل الكثير، لكنني سمعت عمن قتلهم التشكك ".
ما الذي تحاول العواطف السلبية أن تخبرنا به؟ تخبرنا جميع العواطف السلبية باننا لا ندير جهازنا العقلي بكفاءة! إننا ندع أنفسنا تركز تركيزا مفرطا على الأفكار السلبية، وإننا بلا خلاف لن نتوصل للنتائج المنشودة حين نبقى أسرى حالة قلة الحيلة والنضوب. لتتأمل آثار العواطف السلبية التالية:
الخوف: نرغب في التحرر من خوفنا من أمر ما، لكننا لا نتمكن من ذلك حينما تشحن بالخوف حتى يملأنا رعبا.
الغضب: نرغب من الآخرين أن يغيروا من سلوكهم. لكنهم لا يستطيعون حين نستخدم غضبنا كأداة للمواجهة (فحين تكون أداتك الوحيدة هي المطرقة سيبدو كل شيء أمام عينيك مسمارا صلبا يستحق الدق!).
التوتر: نرغب في أن نتوافق بدرجة أعلى مع موقف بعينه. لكننا لا نستطيع: لأننا نصير معدومي الحيلة تحت وطأة الأفكار الضاغطة والقلق.
الإحساس بالذنب: نرغب في أن نصنع عن أنفسنا، ونمضي قدما للأمام في حياتنا. لكننا لا نستطيع لأننا مهووسون بمعاقبة أنفسنا، أو ما يبدو على أنه كذلك، المرة تلو الأخرى.
لا شيء يحمل لي الأذى،
إلا بإرادتي أنا
فما أعاني من ضرر قد جلبته
بيدي، ولن أعاني أبدا معاناة حقيقية
إلا من أخطاء نفسي.
كاتب مجهول
فلنتأمل على سبيل المثال الآثار التي يمكن للغضب أن يسارع بها على الجسد الإنساني. في أغسطس من عام ۱۹۹۲، نشرت إحدى الدراسات في عدد من مجلة The American Journal of Cardiology، والتي تعد الوثيقة الأولى التي تثبت أنه يمكن أن نعزى التغير في وظائف القلب إلى الغضب. ومحصلة ذلك أن الأشياء التي تجعل دمنا يغلي ويفور تتلف القلب أيضا! فقد توصلت هذه الدراسة فيما اكتشفته إلى أنه عندما يثور الناس غاضبين فإن فعالية القلب في ضخ الدماء تقل بنسبة تتراوح من خمسة إلى سبعة % وأكثر من ذلك ؛ مما يضاف إلى الكم المتزايد من البراهين التي تشير إلى أن الأشخاص الميالين للغضب هم غالبا أكثر عرضة لأمراض القلب ذات الحالة المتقدمة . قال د. بيتر كوفمان الذي يرأس قسم الطب السلوكي للمعهد القومي للقلب والرئة والدم : " إنه لاكتشاف مهم ذلك الذي يبرهن على الآثار المباشرة التي يتركها الغضب على وظائف القلب ؛ فهو يؤكد على دور العواطف مثل الغضب في الإصابة بأمراض القلب".
تسهم العواطف السلبية في إضعاف الصحة بطرق شتی؛ فالناس الذين يتعرضون للضغوط، والغضب، أو البؤس هم عموما في حالة إرهاق بالغة، ولا يعتنون بأنفسهم كما يجب. لا يعتنون بأكلهم، ونومهم، أو ممارسة التمارين، كما أن تلك العواطف نفسها غالبا ما تسهم بدور في ارتفاع ضغط الدم، وتعرض أعضاء جسم الإنسان الرئيسية للخطر، وتضر بكامل نظام أوعية القلب الدموية، وكذلك تثقل العواطف السلبية على کاهل جهازنا المناعي، مما ينجم عنه من الأمراض ما هو بسيط مثل أمراض الحساسية، ونزلات البرد، وما هو أشد خطورة مما يشمل الالتهاب الرئوي والسرطان. إن الرسالة بسيطة بما يكفي: إننا بحاجة للسيطرة على عواطفنا إذا أردنا أن نكون أشخاصا سعداء ومثمرين، وكذلك إذا أردنا أن نعيش حياة أطول!
من المثير أن نتساءل لماذا وهب البشر هبة المشاعر أساسا؟ فإذا كنا أجهزة آلية بسيطة لما اختبرنا أي ألم أو متعة. من المفترض أن الله سبحانه وتعالى وهبنا المشاعر للتأكيد على أن البعد الأخلاقي للإنسان سيتطور تطورا طبيعيا، وعلى كل فكما رأينا توا فإن هؤلاء الذين يمارسون الشر في مقابل الخير، والغضب في مقابل الحب لا يعيشون طويلا نتيجة للآثار البدنية السلبية لهذا الضرب من السلوك. وهكذا فإنه على المدى البعيد، لن يتكاثر نوعهم مثلما سيتكاثر الآخرون ممن يتحلون بعقلية إيجابية. على الرغم من أن أحدا منا لن يعمر بما يكفي ليتأكد بنفسه من مدى صحة هذه النظرية، فإننا نعلم أنه حتى على المدى القريب للمشاعر الإيجابية جدارتها وقيمتها؛ وذلك ببساطة لأنها تجعل الحياة أكثر إثارة، وأعلى إنتاجية، ومفعمة بالمرح!
لا تبحث عن الداء،
بل اعثر على الدواء.
هنری فورد
رجل صناعة أمريكي
( 1863-1947)
من المعتقدات الأساسية به أن التقدير الذاتي المتدني هو عملية أصل كل بلاء إنساني، وجميع السلوكيات الهدامة. كل شيء من الغضب، والوقاحة، والتهيب، والصلف، والغرق في اللذات، والجشع، والرثاء للذات، والأنانية. والعدوانية والإحباط والانتحار هي كلها أمثلة أساسية. كتب د. " ناثانيل براندن "، وهو طبيب نفسي وضع تسعة كتب حول تقدير الذات، قائلا: " لا أستطيع التفكير في مشكلة نفسية وحيدة لا يمكن إرجاعها إلى تقدير الذات التدني. إن تقدير الذات المتسم بالإيجابية بعد مطلبا أساسيا من أجل حياة مشبعة ".
إليك بعض الأمثلة الأخرى على السلوك السلبي الناجم عن تقدير الذات المتدني:
اللوم والتشكي: إن الأشخاص الذين يلومون الآخرين، ويشتكون من ظروفهم يرفضون تقبل حقيقة أنهم مسئولون عن كل ما يقع لهم في حياتهم، فمن الأسهل دائما إلقاء اللوم على الآخرين، أو على أمور " هناك " بدلا من قول " إن المشكلة عندي أنا: وأنا من يجب عليه أن يتغير. فأنا مسئول ". يشعر الشخص المعتاد على اللوم والتشكي بانعدام الأمان، والافتقار إلى الكفاءة، ولا يحظى بتقدير الذات الذي يتيح له التعامل بفاعلية مع المشكلات الحقيقية في حياته.
الاحتياج الدائم لجذب الاهتمام، واستحسان الآخرين: بعد الأشخاص الذين يحتاجون لجذب اهتمام، واستحسان الآخرين دائما وأبدا غير قادرين على التعرف على أنفسهم، وتقديرها حق قدرها؛ فهم مدفوعون بحاجة لا تقهر للحصول على توكيد متواصل، وتعزيز ممن حولهم ليطمئنهم بأنهم على ما يرام، وبأنهم مقبولون في أعين الآخرين.
الاحتياج الدائم لأن نكون على صواب: يحاول الأشخاص الذين يعانون تقدير الذات المتدني على الدوام التعويض عن مشاعر الدونية لديهم عن طريق إثبات أنهم على صواب، وغيرهم على خطأ. إنها حالة تقليدية يرغب فيها المرء بعدم إظهار أي ضعف، أو افتقاد للمقدرة.
الخوف من الفشل، والخوف من رفض الآخرين: يحول هذان الخوفان بين الأشخاص واستغلالهم لكامل إمكانياتهم بدرجة تفوق أي جانب آخر للشخصية الإنسانية، تمنع تلك المخاوف الناس من اتخاذ خطوات في نواح جديدة تتسم بالمجازفة، وبالتالي يصيرون بلا أهداف، وغير متحفزين كي يتصرفوا بطريقة هادفة، يفتقر مثل هؤلاء ببساطة إلى الصورة الذاتية. وإلى تقدير الذات التي تمكنهم من التغلب على الشاعر السلبية، التي يستدعيها كل من الفشل، والخوف من الآخرين.
يمكن للندم على ما فعلنا أن
يهون بمرور الوقت؛
أما الندم على ما لم نفعل
فلا عزاء له مطلقا.
سیدنی جی. هاريس
صحفي، ومؤلف أمريكي
(1917-1986)
درس ليتعلمه "تشارلی براون"
غالبا ما أتحدث إلى أشخاص مجروحين داخليا: طلاب وآباء وأمهات، عاطلين عن العمل، وخائبي المساعي -لنشرح كيف يمكنهم البدء في تحسين شعورهم حيال أنفسهم، وإليك موجزا لما أخبرهم به. يكون عنوان كلامي هو -بحثا عن السعادة.
ما الشيء الذي يريده كل شخص في هذا العالم؟ والإجابة هي: كل شخص ينشد السعادة، وأن يحظى بشعور طیب حيال نفسه، وأن يحس بأنه مهم ومرغوب فيه، وله دور.
إذن كيف نحقق هذا؟ ينبع الشعور بالأهمية، وبان لنا دورنا من القيام بشيء ما، شيء نؤمن بتميزه. قد يكون هذا الشيء هو الموسيقى، أو الكتابة، أو الرقص، أو الرياضة، أو السجلات الأكاديمية، قد يكون تدبير أمور المنزل، أو تربية الصغار، أو أن يكون المرء سباكا، أو مدرسا، أو طالبا، أو مزارعا، أو مدير أعمال تجارية -أي أن تحقق منجزا يتعلق بشيء نراه مهما.
في كل مجموعة أشخاص، أو في كل مؤسسة هناك الأعلى إنجاز، والأدنى إنجازا. وهي حقيقة مهمة؛ ذلك أننا جميعا ننطوي على سمة لا تنفصل عنا ألا وهي الرغبة في الإنجاز. والحق أن العالم " إبراهام ماسلو " اشتهر بوصفة لتلك الاحتياجات في نظام ترتيبي للاحتياجات، والرغبات الإنسانية، وبتعبير آخر لقد وهب الله كلامنا هذه السمات المتميزة على نحو فطري، وأراد لنا أن نسمو بأهدافنا، وأن نتوسع في أفقنا، وأن نحظى بالمزيد وأن نحقق المزيد. أراد كلا منا أن يرغب في الإسهام في المجتمع بشيء ما ذی مغزى، ومتوافق مع ذاته الحقيقة.
ومن الواضح أن الرغبة في الإنجاز أو عدمه ليست موضع تساؤل. فما الذي يتيح للبعض أن ينجزوا بمستوى أعلى من الآخرين؟ والإجابة السلوكية ( العملية ) هي : أصحاب المنجزات الأعلى هم هؤلاء ممن لديهم القدرة على اتخاذ تحرك هادف صوب الهدف الذي يسعون إليه أيا كان ، بينما أصحاب المنجزات الأدنى هم هؤلاء من غير القادرين على اتخاذ ذلك التحرك ، وليس المقصود بالإنجاز هاهنا أمورا غرائبية من قبيل رحلة استكشافية كالسير اليومي لبعض الوقت ، أو إعداد وجبة ضخمة شهية ، أو الالتقاء ببعض الأشخاص الجدد أو الالتحاق بأحد نوادي اللياقة البدنية ، أو الانضمام الجمعية خيرية ، أو المساعدة في تمويل أحد الأحداث ، أو تلقي دروس مسائية ، أو التقدم لوظيفة جديدة . ليس الهدف بحد ذاته هو المهم، لكن المهم أن النشاط الذي تمارسه يمنحك شعورا أفضل؟ هذا كل ما هنالك!
لا تمض قائلا إن العالم
يدين لك بحياة كريمة، وكل شيء؛
|فالعالم لا يدين لأحد بأي شيء.
لقد وجد بدونك.
وسيظل من بعدك.
مارك توين
روائي فكاهي أمريكي
(۱۹۱۰.۱۸۳۵)
وهكذا ما الذي يتيح للبعض أن يتخذوا تحرکاً بينما آخرون يعجزون عن ذلك؟ والإجابة بالطبع هي تقدير الذات؛ إذ يحظى به البعض، فيعمل بالتالي كعنصر دفع؛ بينما لا يحظى به أشخاص عديدون، فيعمل كعنصر معوق.
والسؤال الواضح الآن هو " لماذا يتحلى بعض الناس بتقدير عال للذات، بينما آخرون لا يحظون بذلك؟ "والواقع أن أغلب الناس ينظرون إلى العالم من حولهم من أجل تأسيس مستواهم من تقدير الذات؛ فهم يتوقعون من أصدقائهم، وجيرانهم، وأصحاب العمل، وشركائهم في الحياة الزوجية، وأطفالهم -من أي شخص وكل شخص -أن يمنعهم ذلك التقدير، وحين لا يحدث هذا، يزعمون أن الأشخاص الآخرين قد جعلوهم يعانون تقديرا ذاتيا متدنيا.
يا للهول يا " تشارلي براون "! مثل هؤلاء الناس يبحثون في الموضع الخطأ. إنهم بحاجة لأن يدركوا أن العالم على وجه العموم ليس منشغلا بمحاولة إدخال السعادة في نفوسهم، فالعالم أكثر انشغالا بإنجاز أمور أخرى! وليس بمقدوره أن يأخذ " وقتا مقتطعا " من أجل أن يتعامل تعاملا خاصا مع كل شخص منا على حدة، وبالنحو الدقيق الذي نرغب فيه، فكيف يستطيع أي شخص أن يقتنع منطقيا أن العالم تقع عليه مسئولية جلب السعادة لكل من فيه؟
ففي أفضل الأحوال، يرسل العالم لنا رسائل مختلطة. الأنباء التي تبثها الإذاعة، والتلفاز، والأفلام والصحف غالبا ما تركز كلها على المجاعات والكوارث الطبيعية، والحروب، والمرض، والفقر والموت. السلبيات كافة، وبالمصادفة قد يلقون الضوء على ميلاد طفل، أو حفل غرس، أو بناء منزل جديد، أو علاقة حب، أو الأصدقاء الحميمين، أو الشمس والعشب الأخضر والماء الصافي -الإيجابيات كافة. في هذا العالم الذي تسوده الفوضى، وانعدام اليقين لا يوجد منطق أو إيقاع ثابت أو توافقي وإننا نتمنى ألا تقابلنا إلا الأمور الإيجابية وحسب في بيئتنا المحيطة، معناه ببساطة أن نقرر أن نسلم أمر سلامتنا لأيدي المصادفة، أي لقوى ليس لنا عليها من سلطان. وأحسب أن الاعتماد على المصادفة لكي تذهب إلى مقصدك المنشود ليس محسوبا من الحكمة.
صدر مؤخرا كتاب شيق له عنوان رائع، ما تظنه عني ليس من شأني What do you think of me is none of my Business. وهكذا هو الأمر حقا. فيم يهم ما يظنه الآخرون عنك؟ لا يمكن لك أن تطمع أبدا في أن يبين لك جميع من في العالم المودة ب فهذا مستحيل وکفی، وآراؤهم ببساطة مجرد " آراء "، وينبغي عليك ألا تسمح لها بأن تكون حجر الزاوية لقرارك فيما نظنه أنت عن نفسك.
ما ينطق به الصوت الداخلي
الحميم لن يخيب رجاء روح طموحة.
" جوهان فون شيللر
شاعر، وكاتب مسرحي ألماني
(1759-1805)
ثمة مشكلة أخرى لابد لنا أن ننتبه لها ألا وهي أننا غالبا ما تسيء تفسير الرسائل التي تتلقاها من العالم المحيط بنا؛ وذلك بناء على آرائنا المتدنية مسبقة عن أنفسنا. إننا نصدر أحكاما متكونة سلفا على ما يجري يوميا من أحداث، وهكذا نصبغ هذه الأحداث بما يتفق مع قناعاتنا الراسخة الحالية، فقد يقول أحدهم لنا شيئا بريئا كلية، بل ولعله شيء إيجابي عنا. لكننا نحف هذا التعليق في عقولنا، بقراءته على أنه شيء متهكم أو سلبي، وهو ما لم يكن مقصودا في حقيقة الأمر.
فإذن إلى أين يتجه المرء حين يقرر الجواب عن سؤال من أنا؟ الجواب واضح: أن يتجه بالسؤال إلى نفسه، فالقرار قراره. أي أن تلتمس الجواب عميقا في مركز روحك ذاته، وحين تقوم بهذا ستجد أنك تؤمن بالفعل بقيمتك واستحقاقك، وبانك ذو مقدرة، ومنتج، ومحبوب. أي إنك فاعل! وأنت تعلم في قرارة قلبك! تعلم ذلك وحسب؛ أعلم هذا عن نفسي. كما أنك تعلمه عن نفسك. ولكن لم؟ لا علم لدي. ولكن أيا كان السبب ... فإننا نعمل على هذا النحو!
لا تنكر قيمتك، ولا تبخس نفسك قدرها. لا تجادل الصوت الداخلي الذي مازال خفيضا هامسا، بأن تكون لنفسك الحقيقية، بغض النظر عما يقوله لك العالم فالحقيقة هي أن العالم في انتظار سماع كلمتك. في انتظارك لتقول من أنت. في انتظارك لتقرر -من أنت، وتحدد مكانتك. لقد حملنا الأمانة، أي مسئولية أن نختار.
فكر فقط في مدى فتنة وروعة هذه الحقيقة. إن لك الكلمة الأخيرة، لك القدرة على تتويج حياتك بالكرامة، واحترام الذات ... أن تتوجها بإكليل المجد، وتدين بهذا لنفسك، وتدين بهذا لي، وللعالم عموما، وأن تتقاسم مع الآخرين ثمار عظمتك الإنسانية، إذا استطعت أن ترى أي تحب هائل هو هذا، وأي فرصة عظمی -ستكون متحمسا ومستشارا إزاء الحياة طوال عمرك! فهذا هو الوضع الذي قصد أن يكون أصلا
بقراءتك لما سبق، تخيل أنك تسمع الحوار التالي ما بین " لوسی " و " تشارلي براون ".
لوسی: " تشارلی براون، إنك دائما تحط من قدر نفسك، وتظن أنك لا تستطيع القيام بأي شيء بكفاءة. ما مشكلتك؟ .
تشارل براون: " لا أعلم أي شخص قد يصدقني إذا ما قلت خلاف هذا. على من سينطلي زعمي؟ ".
كلما شعر المرء بالسيطرة
على مستقبله،
ارتفعت درجة تحمله
المسئولية أعماله.
والتر ستابلس"
لوسی: " تشارلي براون، أنت الشخص الذي يجب أن يصدق نفسه، لم لا تسأل نفسك؟" .
تشارلي براون: " هل أصابك الخبل؟ كيف يفترض بي أن أعلم؟ ".
من الواضح أن " تشارلي براون " لم يتسن له قراءة مقالي!