مفهوم الغطاء
مما يقودنا لعملية أسميها " الغطاء ". كلنا نطل للخارج، ونرى العالم، بكل ما فيه من ارتباك، ورسائل مختلطة، وكذلك نطل للداخل، ونرى أنفسنا في جوانب الحياة العديدة -كزوج أو كزوجة، كأم أو كاب، كصاحب عمل، أو كموظف، کبطل رياضي، أو كطاه، أو كسائق سيارة، إلى آخره. لدى كل منا آلاف مؤلفة من الصور المخزنة بالذاكرة التي تصور النحو الذي نری به أنفسنا في مواقف متنوعة للحياة الحقيقية.
وعلى هذا المنوال، فإننا ندرك ما نرى من أشياء في العالم المادي المحيط، ونؤولها كذلك، في إطار النحو الذي نرى به أنفسنا. هذا هو " الغطاء "-فإننا نغطي صورنا للعالم بغطاء من الصور المتنوعة التي لدينا من قبل عن أنفسنا، فعلى سبيل المثال، تخيل أن مندوب مبيعات يحاول إقناعك بشراء أحد المنتجات من قبل أن تستقر على رأي محدد. فإن أمامك طرقا عديدة للاستجابة: بوسعك أن تطاوعه على مضض، وأن تستسلم له، كما أن بوسعك أن تثور غضبا، وتبتعد عنه؛ أو يمكنك أن تخبره ببساطة إنك بحاجة إلى المزيد من الوقت لاتخاذ قرار. إن نوع استجابتك لمندوب مبيعات ذي حماية فائقة هي بدرجة كبيرة من عمل رؤيتك لنفسك في موقف هكذا: كشخص سلبي وعدواني، أم كشخص واثق، وعاقد العزم، ولكنه مهذب مع ذلك ؟! والنتيجة يمكن توقعها: إننا نؤدي في حياتنا على الدوام طبقا لتلك الصور التي لدينا عن أنفسنا في عقلنا. بالطبع، قد يؤدي بنا هذا إلى ما نريده تماما، وقد لا يؤدي إلى ذلك!
وهكذا فإننا حين نغير الصور التي لدينا عن أنفسنا فإننا نغير الطريقة التي " ينظر " بها العالم نحونا. إنها صورتنا الذاتية -أي النحو الذي نری به أنفسنا -هي ما تحدد إذن النحو الذي ندرك به كل الأشياء التي تعترض طريقنا، وبالتالي نؤولها ونستجيب لها.
عش حياتك،
بحيث إنك مهما خسرت،
تواصل التقدم إلى الأمام.
ویل روجرز
ممثل كوميديا أمريكي
(1879-1935)
إذا كنا نريد أن نجري تغييرا له شأنه في حياتنا، فإن مهمتنا واضحة: لابد أن نغير أولا حالة عالمنا الداخلي إذا أردنا أن نغير حالة عالمنا الخارجي. هذا هو حجر الأساس السيكولوجية الصورة الذاتية. يبدأ كل شيء انطلاقا من الصور التي لدينا في رءوسنا، والتي يتكون منها إحساسنا بذاتنا، فالصور الإيجابية تتيح لنا أن نتخذ خطوات إيجابية تقود بدورها إلى نتائج إيجابية، وعلى هذا النحو، تتحول صورنا العقلية إلى نظيرها المادي والملموس. فنحصل على ما ننشد بالتمام والكمال!
في کتاب د. ستيفن آر کوفي " العادات السبع للناس الأكثر فعالية " (The seven habits of highly Effective people) والذي مازال يحقق أفضل المبيعات، يتوسع في المفاهيم التي تعرضنا لها بالنقاش في هذا الفصل، كما أنه يضعها في سياق أكثر شمولا؛ فهو يشرح بالتفصيل ما أطلقنا عليه طرق النمو الشخصي " داخليا. خارجيا ". أي إن كل تغيير ذي شأن ينطلق من إحساسنا بهويتنا وذاتنا. وعلاوة على هذا، فإنه يوضح كيف يمكن لكل منا أن يتحكم في تلك الفجوة، أو البرهة الزمنية القصيرة ما بين المثيرات المحددة من البيئة المحيطة، واستجابتنا عليها بغرض اتخاذ قرارات أفضل، وذلك بصورة واعية أو غير واعية. لقد استفدت استفادة جمة من رؤاه وأفكاره، وإنني أنصح بشدة بهذا الكتاب من بين ما يستحق انتباهك الجار.
ما نحتاج إليه أكثر من أي
شيء عداه،
هو أن ندرك قيمتنا
إدراك واعيا،
ونعيشها كخبرة يومية.
جیری روبرت"
مؤلف
CONQUERING LIFE'S CHALLENGES
أشعل حماستك!
إيدا جیلوری
ولدت " إيدا جيلوری " خلال فترة الكساد العظيم بمزرعة في لويزيانا الريفية. وكانت الطفلة الرابعة من سبعة أبناء ولدوا لأسرة من مزارعي الحبوب، ممن يتقاسمون المحصول مع مالك الأرض. ابتليت أسرتها بالفقر. وافتقرت المزرعة للتجهيزات الحديثة، بما في ذلك الصرف الصحي والكهرباء. لكن الأسرة كان ثراؤها بالعادات والتقاليد. لكم أحب أهلها موسيقى الزايديكو، تلك الموسيقى الحيوية التي تعتمد أساسا على آلة الأوكورديون، والتي لا تزال تجد رواجا في لويزيانا إلى يومنا هذا، وبطبيعة الحال كان عشق هذه الموسيقى يسرى مع دماء " إيدا ".
وفي عام 1948، أعطت أم إيدا لأبنائها الذكور الثلاثة آلة أوكورديون تعمل بالأزرار، في محاولة منها لأن تشعل عشق هذه الموسيقى في نفوس الأولاد. أما " إيدا " فقد تجاهلتها، بما أنه في تلك الأيام لم يكن مألوفا أن تعزف الفتيات على آلات موسيقية من هذا النوع. لكن أحدا من الأولاد لم يبد اهتماما. فانتهى الأمر بالأوكورديون لأن يستقر بين يد " إيدا ".
والآن وقد بلغت الخامسة والستين من العمر، فإنها الملكة إيدا، التي تحكم مملكة موسيقى الزايديكو. نالت جائزة "جرامی " الموسيقية، وأصدرت ثمانية ألبومات، وقدمت موسيقى الزايديكو للجمهور في أنحاء العالم كله. ولم تتوقف عند هذا الحد. فإن نجاحها في عزف الموسيقى الشعبية الخاصة بسكان جریول بلويزيانا دفعها لوضع کتاب طهى يقدم وصفتها المفضلة لأطباق الكوجن غنية التوابل من قبيل الجامبو، والجامبالايا، وإيتوفیه. واليوم تستمتع إيدا بحياتها إلى آخر قطرة، وتثري حياة الآخرين في نفس اللحظة.
إنك تضفي اختلافا عندما تمنح شيئا من ذاتك لمصلحة الآخرين. لقد أضفت " إيدا جیلوری " اختلافا، لقد جرؤت على أن تحلم أحلاما کبری، وهكذا اشتعلت بالحماس!
يقدم العالم الأعاجيب،
ويشق الطريق أمام هؤلاء
الذين يعرفون ماذا يريدون،
ولهم من الشجاعة ما يدفعهم
للكفاح في سبيل مقصدهم
بكل همة.
والتر ستابلس -