- الرغبة في أن تكون دائما على صواب، يعجز البعض عن الفصل في أي شيء ، وإن كان بسيطا كشراء بدلة، أو فستان ، أو حذاء أو اختيار وجبة الغداء ، وذلك لخوفهم من أن يخطئوا . في الواقع ، ليس هناك إنسان لا يخطىء ، إلا أن الدأب على التخطيط المسبق لكل مرحلة يضع حدا للتمادي في الخطأ . عندما تكتشف أنك قد أصدرت قرارا خاطئة توقف فورا وابدأ من جديد، فعلی سبيل المثال قال لي قائد شاب لسرية عسكرية:
ولقد واجهت صعوبة شديدة في إقناع المتدربين بالحضور إلى منطقة التدريب في الوقت المحدد في الظهيرة ، وأضاف . من أجل الإسراع بسير الأمر أشرت على الرقباء بترك مقاعدهم والاختلاط بالمتدربين، وكان هدفي من ذلك هو تحسين الوضع، .
إلا أنه كان قرارا خاطئا ، نتج عنه سوء أحوال بعض الرقباء فقد سات روحهم المعنوية وتدهور الوضع ، بدلا من أن يتحسن ، فوجدت أنه من الحكمة أن أتنازل عن كبريائي وأعترف بأنني قد أخطأت ، وألغي الأمر وأبحث عن وسيلة أخرى لحل المشكلة.
إن رفض الاعتراف بالخطأ يجعل الأمور تزداد سوءا ، إن مثل هذا الاعتراف لا يوحي بأن الفرد غبی ، إن الغباء بحق هو أن تصر على رأيك وأنت تدرك في قرارة نفسك أنه خطأ.
- الخلط بين الحقائق الحيادية والانطباعات الشخصية . يجب أن تبني قراراتك على حقائق ثابتة ، وليس على انطباعك اللحظي نحو شيء ما . إن عدم الفصل بين الحقائق الحيادية ، والانطباعات الشخصية يسبب لك أنواعا شتی من المتاعب .
تحدث إلى مارجوری سیموندز ، مدير أحد المتاجر المحلية قائلا : إن القرارات المتعجلة التي تبني على العواطف لا تكون على قدر كبير من الحيادية ،وأضاف : على قدر اختصاصی ، فليس هناك مجال للحس الفطري في عملية الإدارة ، فعلى سبيل المثال : رفض مدير شؤون العاملين لدينا طلب توظيف لشاب نابه يحمل مؤهلا في إدارة الأعمال لمجرد أنه يدخن الغليون.
لقد اعتقد أنه لابد أن يكون شخصا شاردا يفتقر إلى النضج والأداء العملي اللازم ، هذا يذكرني بالمقولة ، التي كان أبي من المؤمنين بها ، بأنه لا يمكن الوثوق في أي رجل ذي شارب .
- الفشل في الحصول على المعلومات الكافية للتوصل إلى قرار . إن القرارات التي يتم إصدارها دون الحصول على معلومات كافية تكون غالبا خاطئة، مما لا شك فيه أنه يتعذر أحيانا الحصول على جميع المعلومات المطلوبة ، وفي هذه الحالة اعتمد على خبرتك السابقة وسلامة الحكم على الأمور ، والذكاء الفطرى للتوصل إلى قرار منطقی ، ولكن لا تتكاسل عن جمع المعلومات في حالة توافرها .
فعلى سبيل المثال : هناك شخص أعرفه ، ولنشر إليه بتوم ، كانت أمامه فرصة للدخول في صفقة مربحة جدا، ولكنها تنطوي على نوع من المجازفة ، لم تكن إمكاناته تسمح بالخسارة ، ومع ذلك فقد خشي من ضياع الصفقة إن أثار العديد من التساؤلات أو تأخر في اتخاذ قرار ، فحسم أمره وقال: سأخوض التجربة، دون وجود ضمانات كافية من المعلومات ، وكانت النتيجة أنه خسر كل شيء ، لماذا ؟ لأنه اندفع إلى عمل ما، دون جمع المعلومات الكافية لإصدار قرار سليم ودقيق بشأنه.
- القلق مما قد يعتقده أو يقوله الآخرون . يخشى الكثيرين من البوح بدخائلهم خوفا من رد فعل الآخرين ، فهم يترددون في الإعلان عن قراراتهم خوفا من تعرضهم للنقد وحرصا على إثارة انطباع جيد لدى الآخرين .
إن اكتساب احترام الآخرين هو بالفطرة أحد رغبات الإنسان الأساسية ، إلا أنه ينبغي أن تكون هناك حدود تذكر دائما أنك لست مسؤولا عما قد يعتقده أو يقوله الآخرين ولكنك مسؤول عن أفعالك وأقوالك فقط.
- الخوف من المسؤولية . لا ينظر البعض إلى القرار على أنه اختيار ، بل إنهم يعتقدون أنه عقبة شديدة ، فهو يثير فيهم شعورا بالعجز وبعدم القدرة على اتخاذ أي فعل . إن هذا الشعور يرتبط بالخوف من الفشل . العقبة الكبرى في طريق النجاح بالنسبة لرجل الأعمال كما يؤكد علماء النفس .
إذا لم تقم بفعل إيجابي فلن تتمكن من إنجاز شيء . إن اكتشفت أنك تسير في الطريق الخاطی توقف على الفور وابدأ من جديد . كل شيء يمكن التراجع عنه عدا الموت والضرائب . إن القدرة على الاعتراف بالخطأ وتصحيح قرار خاطئ هي إحدى العلامات البارزة لشخصية قيادية تتميز بالحكمة والفلاح .