إن الإقدام على فعل الشيء الذي تخشى فعله ليس من شأن البشر فقط ، إنه قانون الطبيعة . عندما كنت أنظر إلى الطيور المحلقة في السماء ، على سبيل المثال : كنت أظن أن الطيران هو عملية تلقائية بالنسبة لها، ولكن هذا ليس صحيحا ، ففي العام السابق كان «أبو الحناء» يبني عشة في شجرة تقع قرب حجرة مكتبي ، مما أتاح لي فرصة مشاهدة تلك الأسرة الصغيرة عن قرب وهي تنشأ، منذ ظهور البيض في العش واختراق تلك الرؤوس الصغيرة قشرته طلبا للطعام ، ثم دفع الأم لأطفالها إلى الهواء الطلق في الوقت المناسب .
كان هناك طائر صغیر مذعور من المحاولة ، فلم يحلق في السماء إلا بعد أقرانه بنحو أسبوع . كان يحملق خارج العش ثم ينكمش داخله في خوف ، وأخيرا لم تجد الأم بدا من أن تدفعه خارج العش بقوة ، وعندها ، أطلق الطائر جناحيه وانطلق إلى السماء في خوف .
لم يتعلم هذا الطائر كيفية الطيران من أحد ، فهي فطرة غرسها الخالق داخله ، إلا أنه ينبغي أن يحاول الطيران قبل أن يستكمل القدرة على ذلك ، فهذا هو قانون الطبيعة في القيام بالأشياء . ينبغي له أن يقدم على فعل ما يخشاه لکی يكتسب القوة على أدائه .
ينطبق قانون الطبيعة على البشر بالمثل ، أقدم على فعل ما تخشاه ، وستكتسب القوة على أدائه ، مبدأ بسيط ولكنه سيفيدك في مختلف مجالات حياتك وليس فقط في اكتساب سلطة مطلقة في التعامل مع الآخرين .
فلنفترض أن لديك كل المؤهلات اللازمة لاتخاذ القرارات الصعبة ، وأنك قد نسيت من قدراتك على اتخاذها، بالاعتماد على الذكاء الفطري ، والمنطق ، والعقلانية ، والحكم السليم ، وأنك قد تعلمت أن تركز على الأمور الأساسية وتحدد درجات الأولويات . افترض أنك قد طورت من قدرتك على التخطيط والنظرة المستقبلية ، وأنك تعرف كيف تعلن عن رأيك دون أن تترك الفرصة لتدخل الظروف، كما أن لديك الشجاعة على التصرف على أساس القرارات التي اتخذتها ، دون أن تشك في صحتها ، فهل هذا يكفي ؟ ربما ، ولكن من واقع خبرتي يواجه الإنسان في مجالات معينة صعوبة في اتخاذ القرار ، لذا ، أود أن أحدد لك قليلا من الخطوط العريضة التي يمكن لك أن تتبعها لتجنب تلك الصعوبات .