نطاق تفوقنا
يعرف المفهوم الذي يمنحنا فكرة أفضل عن ذاتنا الحقيقية بنطاق تفوقنا. يقول هذا المفهوم: إن لدى كل منا، في المتوسط العام، المواهب والقدرات نفسها التي يتحلى بها كل شخص آخر. وبتعبير آخر، فإننا أكثر مهارة بدرجة طفيفة في القيام ببعض الأمور. فعلى سبيل المثال، أكثر مهارة في قيادة السيارات، في المطبخ، أو في إلقاء النكات، كما أننا أقل مهارة بدرجة طفيفة في القيام ببعض الأمور -أقل مهارة في لعب التنس، وفي تذكر الأسماء، أو في رسم الصور، وعند حساب النسبة الكلية لبعضها البعض، فإن متوسط كل شخص يساوى متوسط كل شخص آخر.
ومع ذلك، فإن هذا المفهوم يقول كذلك إن لدينا جميعا القدرة على التفوق في ناحية واحدة على الأقل من نواحي حياتنا، وإن كل منا قد ولد في هذا العالم من أجل غرض محدد، وله المواهب والقدرات الضرورية بما يتفق وهذا الغرض المكتوب له. مما یعني أن بوسعنا جميعا التفوق في القيام بأمر ما، وأن مسئوليتنا الأولى هي اكتشاف ناحية التفوق الخاصة بنا، وأن نبرع حقا فيه، وأن نوجه جهودنا كافة في هذا الاتجاه. إن ناحية التفوق الخاصة بنا هي عادة أمر يثير اهتمامنا بشكل طبيعي؛ ذلك أننا
أنثروبوماكسيمولوجی:
علم دراسة
الحدود القصوى
للإمكانيات الإنسانية.
كاتب مجهول
ننجذب إليه بالفطرة، ونحب أن نؤديه سواء تلقينا عليه عائدا ماديا أم لا. هذا النشاط يجعلنا نشعر بأننا متفردون. وذوو قيمة، ولنا أهمية ككائنات إنسانية. إنه يبيننا على تحديد ذاتنا الحقيقية، ويسمح لنا بالتعبير عن تميزنا وتفردنا.
وإحدى الطرق لكي تعرف ما إذا كنت قد وجدت ناحية التفوق الخاصة بنا هي أن تطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل تشعر بالانتشاء حيال ما تقوم به بوتيرة منتظمة؟
- هل تجد نفسك مندهشا من مستوى أدائك بوتيرة منتظمة؟
وإذا لم تكن تندهش بمستوى أدائك بوتيرة منتظمة، فإنك لم تجد إذن نطاق تفوقك. وإن هذا البحث، وهذه المهمة، هما بلا شك الواجب الأهم الذي يواجهه كل منا في الحياة. إنه التحدي الأعظم أمامنا. نعم، يمكننا التظاهر بأنه ليس مهما القيام بهذه الهمة الآن فورا. وعلى كل حال فهناك الوقت الوفير، وسوف ننتهي إلى الالتفاف حول القيام بها، والتغاضي عنها، أو يمكننا التظاهر بأنها ليست ذات شأن مطلقا. سنبقى نتدبر أحوالنا، بطريقتنا الخاصة. لكن الوقت يكون مناط الأمر، ولب الحكاية وذا شأن وأهمية .... إذا أردنا أن نكتشف وأن نستخرج أفضل ما فينا على الإطلاق، وإذا أردنا أن نترك شيئا له مغزى وراءنا، أو أردنا أن نترك بصمة في هذه الحياة، إذا أردت ذلك .... أن تسعى لشيء له حياته وله مغزاه يدوم ويبقي ... حتى بعد أن نقضي نحبنا نحن.
إن بحث الإنسان عن المعنى هو بحثه عن الحقيقة. وعن ذاته الحقيقية.
من الطيب أن يكون الأمر سعيدا وكفى،
لكن الأفضل قليلا أن برف بأنه سعيد؛
أما أن تفهم أنه سعيد، وأن يدرك
سر ذلك، وسبيل ذلك لكي يبقى
سعيدا. أي أن يسعد بالوجود
وبالمعرفة معا. فهذه حالة تقع فيما وراء
كل سعادة، إنها النعمة المباركة
التي وهبنا الله إياها.
هنري ميللر
كاتب أمريكي
(1891-1980)
أشعل حماستك!
إيه إل ویلیامز
إن " آرت لينش ویلیامز " هو رئيس إحدى أسرع الشركات نموا في تاريخ عالم الأعمال ولكنه لا يبدو ملائما لهذا الدور؛ فلقد ولد ونشأ في مدينة صغيرة بجنوب جورجيا، لم يلتحق بأي جامعة أو مدرسة، ولم يحصل على درجة في إدارة الأعمال. يقول إنه سيئ جدا في الرياضيات والهجاء. وباعترافه الخاص، فهو قصير يميل إلى البدانة، ويكره الملابس الرسمية، ويفضل عليها الثياب العملية (الكاجوال) التي كان يرتديها أثناء مهنته السابقة كمدرب كرة قدم في مدرسة ثانوية مكلل بالجوائز.
في عام ۱۹۷۷، أسس " إيه إل " شركة قوامها خمسة وثمانون موظفا تبيع وثائق التأمين على الحياة. وبحلول عام ۱۹۸۷، أي بعد عشر سنوات فقط، كانت شرته قد باعت ما قيمته ۸۱٫4 مليار دولار (لاحظ مليارا) في بوليصيات التأمين الشخصية على الحياة. كيف حدث هذا كله؟ هذه هي القصة التي يروق له أن يرويها؛ فهو يؤمن أن قصته تلك تبعث بالأمل والتشجيع لكل هؤلاء الذين يسمون أنفسهم أشخاصا " عاديين " في حياتهم؛ ممن يعتقدون -خطأ -أنهم لا يمتلكون ما يلزمهم حتى ينجحوا. إنه يؤمن أن تلك الأمور على شاكلة مستوى ذكاء الفرد، ومستوى تعليمه، ووضعه الاجتماعي ليست هي مفاتيح النجاح ... لكن مفتاح النجاح هو العثور على حلم يتفق مع معتقدات المرء وقيمه، وكما يقول: " إن الأحلام هي الوقود الذي يشعل الرغبات ".
وكما يقول بتأكيد قاطع إنه خلال العامين الأولين في عمله ، الأمر الذي جعله يواصل التقدم ، كان حلمه الكبير بأن يحقق الاستقلال المالي ، فما من فرصة في الفوز إذا لم يكن لديك حلم كبير ، كما كانت قيمه جانبا رئيسيا من نجاحه العلمي : فهو يؤمن أنه على المنظمات أن تساعد الأشخاص العاملين في مجال التجارة والأعمال لينجحوا حيثما كان هذا لازما - وفي حياتهم العائلية . يقول إيه إل : " إنني على قناعة مطلقة بانه لا يمكن للمرء أنه يفصل حياته الشخصية ، والأسرية والروحية عن حياته الهنية ، فإذا كنت متدهور الحال في إحدى تلك النواحي الأولى ، سيتدهور الحال في عملك كذلك . وهكذا (ففي عملنا) نحاول التحدث مع الناس بشأن تحديد الأولويات، وعيش حياة متوازنة ". "ساعدت تلك الأفكار " إيه إل " والعديدين من رجال المبيعات معه على تحقيق ثروة بالملايين.
إنك تضفي اختلافا عبر العطاء من ذاتك لمصلحة الآخرين. لقد أضفي "إل إيه ویلیامز " اختلافا، وجرؤ على أن يحلم أحلاما کبری، وبهذا النحو، اشتعل بالحماس ا
ليس هناك شيء لا أستطيع فعله الآن،
ولم أكن أستطيع فعله في سن ۱۸ ...
لكني لم أفعل أي شيء في سن ۱۸ ...
بل كنت أسوأ حينها من سن ۱۷ ...،
ولم أكن بهذا الحماس في سن ۲۵ كذلك ....
لقد ادخرت كل شيء لهذه اللحظة
. كما أكره أن أتباهى، لكنني
بارع جدا في هذه اللحظة.
جورج بيرتز
ممثل أمريكي
(1896-1996)