هناك مفتاح أساسى للسيطرة على كل السلوك البشري ، إنه المبدأ الأكثر أهمية في إطار السلوك المتعلق بالعلاقات الإنسانية، هذا المفتاح الأساسي أكثر أهمية حتى من المبدأ ، إنه القانون الذي يحكم كل سلوك إنساني ، إنه القاعدة رقم واحد التي يمكنك الاعتماد عليها في التعامل مع الناس ، فإذا أردت أن تكون ناجحة في الإدارة أو في فن البيع أو في أي وظيفة أو في أي مسعى إنساني في هذا الشأن ، إذا أردت كل ذلك ، فعليك أن تكتشف ما يريده الشخص ثم عليك أن تساعده في الحصول عليه .
ألا تبدو هذه القاعدة بسيطة للغاية لدرجة أنها تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لكل العلاقات الإنسانية ، فكر في ذلك ، إذا اتبعت هذه القاعدة فإنك ستحل حتى مشاكلك مع الأسرة ، أيضا . ويمكن استخدام هذه القاعدة في أي مجال أو نشاط يمكن أن تشترك فيه مجموعة من الناس . هناك طريقة وحيدة ومؤكدة لكي تكتسب سلطة غير محدودة في التعامل مع الشخص ، حتى يمكنه القيام بما تريد أن يقوم به في كل وقت ، وهذه الطريقة مفادها أن تكتشف ماذا يريد ، وأن تتأكد من حصوله عليه ، بعدها سيقوم بما تطلب منه أن يفعله .
على سبيل المثال : هل يريد تقديرا واعترافا بمستوى أدائه الجيد في العمل؟ إذن تأكد من تحقيق رغبته تلك ، وأثن على عمله . هل يريد أن يشعر بالأهمية ؟ إذن، اهتم به ، وأشعره بأهميته عن طريق إخبارك له بمدى احتياجك له ومدی اعتمادك عليه . هل يريد فرصة للقيام بشيء جدير بالاهتمام ؟ إنن قدم له الفرصة وكلفه بالقيام بعمل صعب يبرز قدراته وإمكاناته . هل يريد أن يشعر بالأمن والاطمئنان في عمله ؟ إذن وفر له الأمان، لا تستخدم معه القوة أو تخوفه وتهدده بالفصل مع كل خطأ صغير يرتكبه ، فعندما يخاف منك الشخص ، فإنه سيكرهك في أخر الأمر ، وإنني أضمن لك ذلك .
عندما ستكتشف ما يريده الشخص وتبين له كيف يمكن أن يحصل عليه عن طريق القيام بما سألته بالضبط ، يمكنك أن تبقى متأكدا من شيء واحد وهو أن هذا الشخص سيقوم بالضبط بما تريده، عندما يعلم يقينا بأنه سيحصل على ما پریده ، حتى لو اضطره الأمر لأن يحرك السماء والأرض لينفذ لك ما طلبت .
وهذا يؤدي لما يلي : ستعلم بالضبط توجهات أفعاله وردود أفعاله تجاه أوامرك واتجاهاتك . وطالما تأكدت من أنه سيحصل على ما يريده ، عند اتباعه أوامرك ، يمكنك التنبؤ بدقة بما يمكن أن يفعله في كل وقت ، يمكنك التنبؤ حتی بإجاباته إلى أبعد مدى ، وإنني أعتبر ذلك يا صدیقی سلطة غير محدودة في التعامل مع الآخرين.