(عندما ذهبت للعمل في هذه الشركة منذ سنوات مضت ، كنت مشرفا لأحد نوبات العمل ، ولم يكن قد مر الكثير من الوقت على تخرجي في الكلية) . هكذا يقول سام (كان مديري يشغل منصب كبير العمال وكان رجلا عجوزة سريع الغضب ، يؤمن بأسلوب استخدام التهديدات والضغط بشدة على العمال لإنجاز العمل ، ثم خرج هذا المدير على المعاش کاي ضابط جيش عجوز ، لقد فزع الناس من رحيله، لكنهم في نفس الوقت كانوا يكرهونه ، عندئذ كشف العسال عن أخطائهم وساءت أخلاقهم وانخفض الإنتاج، كما انخفض مستوى الجودة بشكل مفزع ، وعندئذ صرخت فيهم بأنني إذا خلفت کبیر العمال السابق (بيل) في منصبه ، فإنني سأتصرف بالضبط بعكس ما كان يفعله).
(وأخيرا ترك هذا الرجل الشركة وأصبحت أنا كبيرا للعمال ، وعلى الفور غيرت الإجراءات التي كانت متبعة ، فبدلا من الصراخ في وجوه العمال عند ارتكابهم الأخطاء ، كنت أبين لهم كيف يمكنهم القيام بنفس المهام، ولكن بشكل صحيح ، وبدلا من استخدام النقد الجارح ، فضلت أن أثنى على الشخص لبذله هذه المجهودات ، وأيضا بدلا من تهديد العامل بفقده وظيفته ، كنت أساعده في تحسين وتطوير طرق أدائه في العمل حتى يمكنه إنجاز كم أكبر والحصول على المزيد من المال ، واتبع مشرفى نفس خطای ، وقد تغيرت هذه الإدارة فجأة وأصبحت في المرتبة الأولى في الشركة ، وبدلا من سعي العمال في الماضي ومحاربتهم لترك هذه الإدارة ، أصبحوا الآن يقدمون فروض الطاعة والولاء للاستمرار فيها أو الالتحاق بها).
(كان ذلك منذ وقت طويل مضى ، وقد تم تكريمي ومكافأتي على عملي طوال السنوات الماضية ، وقد علمت أنني ما كان لي أن أتبوأ موقعی كرئيس لهذه الشركة، ما لم أبذل جهدا لفهم مرؤوسي ومساعدتهم في حل مشكلاتهم ، وفي الحقيقة ينبغي أن أقول : إن مرؤوسی ساعدوني في الوصول لما أنا عليه الآن ، لانني ساعدتهم في الحصول على ما كانوا يريدونه . إنني لم أنس مطلقا هذا الدرس كما أنني لا أزال أتبع حالية نفس القواعد الأساسية في التعامل مع الناس).
إذا كنت مديرا أو تنفيذيا ، فإنه ينبغي عليك أن تحلل العمليات الخاصة بك التحدد بالضبط كيف يمكنك أيضا إشباع الاحتياجات والرغبات الأساسية لمرؤوسيك ، بشكل أفضل . عندما تفعل ذلك ، اعلم أنك ستجد، وكما وجدت أنا ، أنه مهما يكن الشخص شاعرا بالنقص أو الاحتياج في هذه اللحظة ، فإنه أو إنها لديهما احتياجات ورغبات أعظم ، وستكون مسؤوليتك اكتشاف وتحديد الاحتياج أو الرغبة الأكثر أهمية للشخص في هذه اللحظة بالذات .
لابد أن تضع في اعتبارك أن احتياجات ورغبات كل شخص تتغير باستمرار، إنها ليست ثابتة أبدأ ، فالذي كان بحاجة له معظم الوقت بالأمس ربما لا يكون في حاجة إلى إشباعه اليوم ، وهذا هو السبب الذي يدعوك لأن تظل علی علم دائم وحالی باحتياجات ورغبات الأشخاص طوال الوقت .
وربما تسال نفسك بخصوص هذه النقطة قائلا : (ما هي الأهمية الكبرى التي تتعلق بتأكدي من أن هؤلاء الأشخاص حصلوا على ما يريدونه ؟ وماذا عنى أنا ؟ وماذا عما أريده أنا ؟ ألن أهتم باحتياجاتي أنا أيضا ؟)
يمكنك ذلك بالطبع ، لكن دعني أقل لك شيئا ، لقد تعلمت منذ فترة طويلة مضت أنه عندما يحصل الشخص الذي يعمل لدى على مايريده ، فسأحصل أنا أيضا ودائما على ما أريده . عندما أشبع لديه احتياجاته الأساسية بالتقدير وإحساسه بالأهمية ، فإنه سيعطيني إنتاجا ذا جودة أفضل ويفاقد أقل ، كما أنه سيتعاون معي تماما للقيام بالمهام المطلوبة ، وستجد أن نفس الشيء ونفس الاحتياج سيتم إشباعه في الواقع، بالنسبة لك أيضا .
هل ترى ، أنك عندما تعطى الشخص الذي يعمل عندك ما يريده، فإنه بالتالي سيعطيك ما تريده أنت أيضا ، والعكس صحيح تماما ، فإنك لن تحصل أبدا على ما تريده إذا لم يحصل مرؤوسك أولا على ما يريده، وهذا التفكير يصل بنا على نحو منطقي للموضوع التالي :