قوة العقل
تامر الطاقة غير المعقولة الفطور عليها العقل الإنساني:
قوة الفكر قوة الإدراك
قوة التفاؤل قوة الخيال
قوة القرار قوة الإصرار
قوة الغرض قوة الحب
قوة الرغبة قوة الاعتقاد
قوة الاختيار قوة التركيز
قوة العطاء قوة التعلم
تلك بعض أبرز الممتلكات العقلية التي نأمل في تسخيرها، والانتفاع بها، وهي تمثل أحجار البناء الضرورية من أجل حياة مشبعة وحيوية، ويمكننا الاستفادة من كل تلك القوى. والحق أن لدينا بالفعل القوة النهائية. أي قوة أن نكون من نريد أن نكون وأن نفعل ما نريد أن نفعل. كتب " روبرت لویس ستفنسون " أن نكون ما نحن عليه، وأن نصیر ما نحن قادرون على أن نكونه هو الهدف الوحيد للحياة. " إننا نعترف بوجود مواهبنا وقدراتنا الطبيعية، دفينة أسفل السطح. لدينا جميعا المزيد من الإمكانية من أجل منجز سام أكثر مما يمكننا أن نتخيل حاليا".
لقد صمم هذا البرنامج لمعاونتك لأن تنظر نظرة أعمق بداخل ذاتك؛ لتكتشف المزيد من تلك الموارد المخبوءة. ما إن تشرع في تقدير الإمكانية الهائلة التي تمتلكها، وقدراتك غير المحدودة فعليا على الإنجاز، ستبدأ في رؤية الاحتمالات العديدة التي في حياتك، ويساعدك على معايشة ما لا يمكن تسميته إلا " تحول الإدراك " -لن تكون ولا يمكن لك تحقيقه خلال عمرك.
تذکر: لقد تم دفعك خارج نطاق الاطمئنان الخاص بالرحم دون تدخلك، لكن ينبغي عليك أن تكسر نطاق الاطمئنان الذي صنعته في حياتك. ولكن بيديك أنت!
هناك ثلاثة تحديات رئيسية تواجه أي مؤلف، أو خطيب في المجال التحفيزي. أولها إتقان الموضوع الذي يتخصص فيه، وثانيها تطبيق الأفكار والمفاهيم على حياته هو، وثالثها هو تعليمها للآخرين بطريقة تصير بها ذا صلة ببعضها البعض، ومستساغة، وذات أثر. خمسة وعشرون عاما من الدراسة والتطبيق، سأحاول بذل كل ما بوسعي لأترك أثرا عليك بهذه المادة المكتوبة، مع العلم أنه أمر غير منفصل، ذلك
ما الحياة إلا فرصة فلا تضيعها!
الرجل الذي يمضي أبعد ممن سواه هو عموما
الرجل المستعد للإقدام والمغامرة.
دیلی کارنيجي " مؤلف كتاب
HOW TO WIN FRIENDS AND INFLUENCE PEOPLE
(۱۹۵۵.۱۸۸۸)
أننا جميعا نريد أن نرتفع بأدائنا إلى مستوى أعلى، ونستطيع جميعا ذلك، إذا أتيحت لنا وحسب بعض الأفكار حول كيفية تحقيق هذا!
وأحسب أنك واجهت أيضا التحديات الثلاثة نفسها: إتقان الموضوع ذي الشأن، وتطبيق المفاهيم، وتعليمها للآخرين. والحق أننا نعلم الآخرين كل يوم من أيام حياتنا بالمثال الشخصي الذي نضربه لهم، وبالنحو الذي تقدم به أنفسنا، ونعامل به الآخرين.
تكمن قوتنا بداخلنا
تأمل هذا المشهد المرسوم. المنظر في جبال الهيمالايا. سلسلة الجبال المهيبة تهيمن على الأفق، وعند قاعدة تلك الجبال، يجلس رجلان يرتديان عباءتين بسيطتين، وقد عقد كل منهما ذراعيه وساقيه، وسجادة صلاة مفروشة تحتهما على الأرض. الحكيم من الجهة اليسرى يظهر عليه الهدوء والوداعة، في حالة سلام مع نفسه. عيناه مغلقتان، راسه منحن قليلا، وعلى وجهه ابتسامة معرفة رقيقة. والرجل في الجهة اليمني يتطلع نحو زميله، مقطب الجبين، وبعينيه أذی، يطرح سؤالا صريحا: " هل تعرف أمرا لا أعرفه؟".
قد وجدت القوة في غوامض الفكر.
يوريبيدس
أحد كتاب التراجيديا الإغريقيين
(القرن الخامس ق.م)
العقل هو الوسيلة العظمى
لكل الأشياء!
والفكر الإنساني هو عملية
تحقق الأهداف الإنسانية.
دانيال ويستر
رجل سياسة، وخطيب أمريكي
(۱۸۵۲.۱۷۸۲)
يمكنني أن أفكر في ثلاثة أشياء، وهي ثلاث حقائق لا تصدق، يعرفها الرجل الحكيم نحو الابتسامة المعرفية، بينما يجهلها زميله كما يجهلها في الواقع أغلب الناس في الدنيا:
- الحياة سلسلة من الأفكار.
- إننا نصير إلى ما نفكر به.
- نستطيع أن نختار ما نفكر به.
سوف أتحدث بتوسع أكبر حول كل نقطة من تلك النقاط فيما بعد خلال البرنامج؛ لأنها جزء لا يتجزأ من الاستيعاب الواضح للطرق التي تتخذها للتوصل إلى طاقة عقولنا التي تفوق الوصف.
من المدهش تأمل أن هذين الرجلين قد ولدا غالبا في البلدة نفسها، يتحدثان اللغة نفسها، نالا التعليم الأساسي ذاته، والتربية الدينية ذاتها، ونشأ كلاهما في نفس البينة ... إلا أن واحدا منهما قادر على العثور على سلامة الداخلي، والشعور بالرضا من خلال التركيز على أفكاره الخاصة. إنه يجد القوة والمعنى بداخل ذاته. في الحين نفسه يمضي الشخص الآخر في حياته في بحث يائس عن تلك الأمور ذاتها.
نحن نعلم أن الثقافات الشرقية على الصعيد التاريخي كانت أكثر ميلا لمراقبة النفس وتأملها، وأقل اعتناء بالشئون الدنيوية والمادية في مقاربتها للحياة من الثقافات الغربية.
عمليات الإنجاز الكونية
في هذا البرنامج، سنناقش ما أسميه بعملية الإنجاز الكونية، وهو موضوع مهم بما أن إحساسنا بذاتنا ينبع مباشرة من اعتقادنا عن أنفسنا، ومن نحن وما يمكننا تحقيقه في عذا العالم. إن عملية الإنجاز هي في الحقيقة الأمر كونية، وهي تنطبق على كل من حياتنا الشخصية، وحياتنا المهنية، وعلى كل شيء نحاول القيام به. إنها إطار عمل نستعين به للعيش، وللعمل، وللحلم... ولإدراك أقصى إمكاناتنا.
وإليك العناصر السبعة الرئيسية لعملية الإنجاز الكونية التي لابد من تدبرها عند ملاحقة هدف ما مهما كان:
- الرغبة.
أسئلة: من أين تنبع؟ كيف نحصل عليها؟ كيف نزيد منها زيادة هائلة؟
السقوط
سبع مرات،
يعني أن ننهض
في المرة
الثامنة
قول ياباني
٢. الأهداف الواضحة المركزة.
أسئلة: ما الذي نريده حقا في الجوانب الستة الرئيسية لحياتنا، وهي: بدنية، وعقليا، وروحيا، وعائلية، ومهنيا، وماليا؟
٣. الإيمان اليقيني بكل من أنفسنا وأهدافنا.
سؤال: كيف يمكننا اكتساب إيمان یقیني بأنفسنا وبأهدافنا، وأن نحتفظ به؟
4. خطة لتحقيق أهدافنا.
سؤال: ما العناصر الرئيسية لأي خطة ناجحة؟
5.اتخاذ تحرکات ثابتة باتجاه أهدافنا.
سؤال: كيف يمكننا تجاوز أكبر ثلاث عقبات أمام النجاح الدائم: التشكك، والخوف، والمماطلة؟
6.تقييم نتائجنا، وتغيير طرقنا.
أسئلة: ما الذي نقوم به على النحو الصحيح؟ ما الذي نقوم به على النحو الخطأ؟ ما الذي نحتاج لتغييره؛ لكي نعود إلى المسار الصحيح؟
۷. مواصلة التحرك ، مع التركيز على النتيجة المرغوبة .
سؤال: كيف يمكننا مواصلة التقدم في وجه العقبات والمحبطات، وعندما يكون الهدف لايزال بعيد المنال؟
تلك الخطوات جميعها حاسمة لأي شخص يريد إنجاز أي شيء للناجحين جميعا فالأشخاص الذين تعوزهم الأهداف، ولا يتخذون خطوات، لا يتوصلون إلى أي نتائج بها، فالتحرك المتسم بالتركيز والثبات، هو البشير الممهد لكل إنجاز عظيم، والحق أننا نتعلم بالممارسة، وننجز بالممارسة، ونشبع ذواتنا بالممارسة!
أمام العقول البليدة
فإن كل الطبيعة تكون كئيبة.
وأمام العقول المضيئة
فالعالم بكامله بشرق
ويتألق بالنور.
" رالف والدوايمرسون"
كاتب مقال، وفيلسوف،
وشاعر أمريكي
(۱۸۸۲.۱۸۰۲)
تنطبق الخطوات نفسها كذلك على القادة، على هؤلاء المسئولين عن إحراز نتائج بالعمل مع أشخاص آخرين، ومن خلال آخرين. فعلى سبيل المثال، المدير، والعلم، والمدرب، ورجل الدين، ورجل السياسة، والوالد والوالدة. إن مهمة القادة هي شحن الآخرين بالطاقة، وهم بحاجة إلى اكتساب مهارات التواصل الأساسية التي تتعلق بالتحفيز، ووضع الأهداف، والتوجيه، وبناء الفريق، والتخطيط، والتكليف، أو التفويض، والرصد، والتدريب، والتقدير والثناء، وتقديم المشورة والمكافأة.
سيكون تركيزنا في هذا الكتاب على ما يمكننا القيام به كأفراد لشحذ طاقة أنفسنا، أي القيام بأمر ما لأنفسنا، وأن نتحرر من أهواء الآخرين، أو مفاجآت أحداث حياتنا. إذا تقبلنا حقيقة إننا في موضع المسئولية، لابد أن نجد سبيلا للإمساك بزمام الأمور. ومن الواضح للغاية، أننا إذا كنا لا نعرف كيف نشحذ طاقتنا، فليس من المحتمل أن نكون قادرين على شحذ طاقة الآخرين. من المستحيل أن يكون المرء قائدا فعالا إذا لم نكن نعرف من نحن، وإلى أين نمضي، وكيف سنصل إلى مقصدنا.
وبينما نتقدم، ستبدأ في العثور على إجابات للعديد من الأسئلة المصاحبة للعناصر السبعة الأساسية لعملية الإنجاز الكوني، وما إن تتضح لك تلك الأجوبة جربها واختبرها، وابدأ في تطبيقها بشكل مقصود وهادف في حياتك اليومية.
من يحفز من؟
تمرين بسيط. أفترض أنني اليوم أوجه حديثي لجمهور حي عريض بدلا من التحدث إليك عبر صفحات هذا الكتاب، وأنني طلبت من جميع الأشخاص الموجودين في القاعة أن ينهضوا، ويقدموا أنفسهم للآخرين حولهم، ويتعرفوا بأسماء بعضهم البعض وبمهنهم. وبالقيام بهذا، أواصل مناقشة ما حدث على ضوء ما أدعوه بمبدأ " اللذة -الألم "، ويقول هذا المبدأ بأن الناس في حياتهم ينجذبون بشكل طبيعي نحو الأمور المانحة للذة واضحة، وينفرون عن الأمور الجالبة لألم واضح، وبطلبي من جميع من بالقاعة أداء هذه المهمة، لاحظت أن الجميع اضطلع بها. سيتضح أن كل شخص كان مطمئنا بما يكفي مع التمرين، دون أن يجد فيه ربما قدرا عظيما من اللذة؛ ولكنه كذلك دون أن يكون به قدر عظيم من الألم.
أغلب الأشخاص لا يمنحون أنفسهم
نصف ساعة بلا مقاطعة أو إزعاج
لكي يقرروا، أو حتى يفكروا
بشأن ماذا سيكونون، أو ماذا سيفعلون،
على الرغم من أن هذين الخيارين أكثر
خيارات الإنسان مغزى وشأنا.
جيمس آر. بال من كتابه
SOAR . . . IF YOU DARE
والآن اسأل نفسك هذا السؤال. في هذا التمرين، هل قمت أنا " بتحفيز " أي شخص في القاعة للقيام بأي شيء؟ بفهم حقيقي جدا، فإنني لم أقم بهذا ولأنني لا أستطيع تحفيز أي شخص للقيام بأي شيء -دون قبوله، أو قبولها. يمكنني بالطبع أن أغرس بذرة، أو فكرة في عقول الأشخاص للقيام بشيء ما. لكنني لا أستطيع أن أتسبب في قيامهم به، فالناس يتخذون هكذا قرارات بأنفسهم اعتمادا على تقييمهم لها، على ضوء إدراكهم للذة أو الألم الناجمين عن ذلك.
الأمر مماثل بالنسبة لنصائح هذا الكتاب؛ فإن بوسعي تقديم كل أنواع المنافع التي سوف تتلقاها إذا كنت مستعدا للعمل على تنمية ذاتك، وعلى مفاهيم محددة، لكني لا أستطيع أن " أجعلك " تقوم بأي شيء. يمكنني أن أوصى، أو اقترح، بل حتى أن أقنع بالملاطفة، ولكن في النهاية، فإن أي قرار يتخذ بالتحرك ... يعتمد عليك كلية.
وعلى هذا فلا يكون لديك شك في موضع المسئولية النهائية إذا أملت أن تنتفع انتفاعا له مغزى من هذه المادة. إنها تكمن بين يديك أنت، وأنت وحدك؛ فإن أي رغبة في التغيير، وفي النمو، وفي إنجاز أي شيء له أي شأن لابد أن تنبع من داخلك، وما إن تفهم هذه الحقيقة وتتقبلها، سوف تدرك أنك لا تريد الأمر إلا بهذه الطريقة!
وكما سنرى فإن تحمل المسئولية ليس عملا سلبيا؛ فهو يترجم إلى اتخاذ البادرة، " التعلم والكسب ". ومواصلة التركيز والمتابعة بصرف النظر عن كل ضعف احتمالات النجاح أمامك، وبتعبير آخر، ينبغي عليك دائما أن تدفع الثمن لكي تحصل على المقابل، وتتوصل للنتائج التي تريدها بصورة جادة. وعندئذ-وعندئذ فقط -ستكون حقا على مسارك، وكما أشار " جيمس آلن " بصورة صائبة، في كتابه الصغير الرائع As a) (Man Thinketh: " من المستحيل أن تتحرك قدم في داخلك، وتظل ثابتا في محلك بالعالم الخارجي".
السبيل الذي تنشط به بذور طموحك
أن تتخذ قرارات بشأن الثمار التي تتمنى جنيها.
فحين تتخذ قرارا
فإنك تشحذ الموارد، والطاقات الإنسانية
الهائلة، والتي ستظل معطلة. بدون قرارك هذا
يخفق الغالبية العظمى من الناس
في تركيز خياراتهم على النتائج، أو الثمار التي
يریدون جنيها؛ ولذا تكون خياراتهم غير فعالة.
وإذا ضيقت نطاق خياراتك
لتكون قاصرة على ما يبدو أنه ممكن أو معقول،
فإنك ستعزل نفسك
عما تريده حقا، ولن يبقى أمامك
سوى حلول وسط.
روبرت فریتز
متحدث تحفيزي