المحتويات

أهمية الذكاء العاطفي:

تنتقل المعلومات ما بين مركزي المشاعر والمنطق في الدماغ كما تتحرك السيارات في أحد شوارع المدينة. وعندما تمارس مهارات الذكاء العاطفي، يتدفق المرور بانسيابية في كلا الاتجاهين. وزيادة المرور تعمل على تقوية التواصل بين مركزي المشاعر والمنطق في دماغك. 

ويتأثر ذكاؤك العاطفي بقدرتك على الاحتفاظ بانسيابية المرور في هذا الطريق. فكلما ازداد تفكيرك فيما تشعر به، واستفدت من ذلك الشعور في القيام بأمر مثمر، صار ذلك الممر أكثر سلاسة. وحينما يعاني بعضنا في طريق ريفي مزدوج، يقوم البعض الآخر بإنشاء طريق سريع من خمس حارات، وسواء كان الطريق الأول أو الثاني ينطبق عليك، فهناك متسع لإضافة المزيد من الحارات.

هل يمكن تنمية الذكاء العاطفي؟

يستخدم أطباء الأعصاب مصطلح "الليونة" لوصف قدرة الدماغ على التغير. فكما تتضخم عضلات ذراعك إذا رحت تحمل أوزاناً ثقيلة عدة مرات في الأسبوع، فإن دماغك يتبني نفس الأسلوب في النمو، حيث يقع التغير تدريجياً، وكلما التزمت بالتدريب، صار حمل الوزن شيئاً فشيئاً أمراً سهلاً. وبما أن دماغك مقيد بحجم الجمجمة ولا يمكنه أن يتضخم كما يحدث في العضلات، تقوم الخلايا الدماغية عوضاً من ذلك بتطوير سبل تواصل جديدة تعمل على تسريع كفاءة التفكير من دون زيادة حجم الدماغ.

وبينما تقوم بتطبيق الاستراتيجيات المتضمنة في الفصول المتبقية لزيادة مهارات الذكاء العاطفي لديك، تسعى مليارات من الخلايا العصبية في الطريق ما بين مركزَي المشاعر والمنطق في دماغك، وتمتد من تلك الخلايا تفرعات على هيئة "أذرع" (تشبه أفرع الشجرة) تربط بينها؛ حيث يمكن لإحدى الخلايا أن تكون مع جيرانها قرابة 15000 ارتباطاً. ويعمل ذلك التفاعل المتسلسل في النمو على تقوية ممر التفكير المسئول عن السلوك، مما يسهل تفعيل ذلك المورد الجديد في المستقبل.

مارس استراتيجيات تنمية الذكاء العاطفي:

 سوف يكون لزاماً عليك أن تمارس الاستراتيجيات مراراً وتكراراً قبل أن تصير جزءاً منك. وقد يتطلب الأمر مجهوداً خارقاً حتى تتمكن من الوصول إلى سلوك جديد قائم، لكن ما إن تدرب عقلك عليه حتى يغدو ذلك عادة.

فعلى سبيل المثال، إذا اعتدت الصراخ أثناء شعورك بالغضب، فعليك اختيار رد فعل بديل، وعليك أن تمارس رد الفعل الجديد عدة مرات قبل أن تستخدمه بدلاً من الصراخ. في بداية الأمر، سوف يكون استبدال الصراخ بأي أمر آخر حينما تشعر بالغضب أمراً بالغ الصعوبة.

لكن في كل مرة توُفَق فيها للقيام بالأمر، يصير الممر الجديد أكثر قوة. حتى تصير النزعة إلى الصراخ في نهاية الأمر أمراً متناهياً في الصغر يسهل تجاهله، لقد أوضحت الدراسات استمرار أثر التغيير في الذكاء العاطفي لفترة تتجاوز الست سنوات بعد أول مرة تم تطبيق المهارات الجديدة فيها.

وسوف تساعدك خطة عمل الذكاء العاطفي التالية على تركيز جهودك بشكل أكثر فعالية بينما تقوم باستكشاف استراتيجيات الذكاء العاطفي في الفصول المتبقية، وتطبيقها، عليك اتباع ما يلي من خطوات حتى تستوفي خطة عمل الذكاء العاطفي الخاصة بك:

خطة تنمية ذكاءك العاطفي:

  1. انقل نتيجتك في اختبار تقييم الذكاء العاطفي.
  2. اختر إحدى مهارات الذكاء العاطفي، وابذل فيها قصارى جهدك.
    حيثُ يمكن للعقل  البشري أن يركز بشكل فعال على مهارة واحدة في نفس الوقت. حتى أكثر الناس طموحاً ينبغي لهم أن يتيقنوا من أن تركيز أقصى مجهود على مهارة واحدة سوف يجعلها تنمو بقدر مذهل، أما ما تبذله من مجهود في مهارات الذكاء العاطفي الأخرى في نفس الوقت فإنه يثقل كاهلك ليس إلا. إن تقرير التقييم الخاص بك، والذي تتلقاه عقب أداء اختبار تقييم الذكاء العاطفي يبين لك المهارة التي عليك أن تبدأ بها. قد تختار مهارة أخرى بدلاً من ذلك، لكننا ننصحك بألا تبدأ بإدارة العلاقات إذا كانت نتيجتك أقل من 75 بالمائة في جميع مهارات الذكاء العاطفي الأربع.
  3. اختر ثلاث استراتيجيات لتبدأ استخدام المهارة التي وقع اختيارك عليها.  يوصي تقرير التقييم الخاص بك في اختبار تقييم الذكاء العاطفي باستراتيجيات محددة في هذا الكتاب على أساس تحليل ملف النتائج الخاص بك. يمكنك اختيار ما يوافق أهواءك مما يوصي به التقرير، أو اختيار استراتيجيات مختلفة من فصل الاستراتيجيات الخاص بالمهارة التي اخترتها.
  4. اختر مرشداً في الذكاء العاطفي. ابحث عن شخص ما لديه الموهبة في مهارة الذكاء العاطفي التي وقع عليها اختيارك، واسأله إذا ما كان يرغب في أن يقدم لك الإرشاد والتقييم في فترات منتظمة خلال رحلتك. تأكد من تحديد مواعيد لقاء ثابتة، ودوَن اسم هذا الشخص في خطة العمل الخاصة بك.
  5. أثناء قيامك بتطبيق ما اخترت من استراتيجيات، ضع ما يلي في الحسبان:
    أ.
    اجعل غايتك النجاح لا الكمال.
    عندما يتعلق الأمر بتطوير مهارات جديدة من الذكاء العاطفي، فإن السعي إلى الكمال سيعطيك الإحساس بأنك لا تبذل ما يكفي من الجهد. إذا أردت أن تتحسن، فستحتاج إلى ضبط النفس قبل أن تستنزف مشاعرك كل ما لديك من مجهود.
  6. ب. تدرَب، تدرَب، تدرَب. يُعد التمرين – بقدر غير محدود- بمثابة كلمة السر لزيادة مهارات الذكاء العاطفي لديك. قم بممارسة استراتيجيات الذكاء العاطفي الخاصة بك كلما أمكن، في العديد من المواقف، مع كل أنماط الأشخاص.
    ج. تحلَ بالصبر. عندما يكون غاية ما تبذله من مجهود تطوير ذكائك العاطفي، فقد يستغرق الأمر بضعة أشهر حتى تلاحظ تغيراً مستمراً. يتفق غالبية الأشخاص على أن إدراك التغيرات المستمرة التي يمكن قياسها يقع في الفترة من ثلاثة إلى ستة أشهر بعد بداية العمل على تطوير إحدى المهارات.
  7. قم بقياس مدى تقدمك. ما إن تحرز قدراً كافياً من التقدم في مهارة الذكاء العاطفي التي اخترتها في الجزء الأول من خطة العمل الخاصة بك، ادخل على الانترنت، وقم بأداء اختبار تقييم الذكاء العاطفي مرة أخرى، ثم قم باستكمال الجزء الثاني من خطة العمل.