لكي تكون هيئتك وسیماؤك متوافقتين مع طبيعتك كشخصية قوية تعطى الأوامر لدرجة أن الناس تفسح لك الطريق بمجرد معرفتهم بشخصك؛ لكي تكتسب هذه الهيئة لست في حاجة لأن يكون طولك ست أقدام أو أن تبني جسمك کریاضی محترف ، لكن طريقك إلى ذلك هو إظهار صفات شخصيتك والتي تتسم بها ، إنني أعرف شخصأ يبلغ طوله أقل من خمس أقدام وست بوصات ، ذلك هو الشخص الذي بني الامبراطورية المالية في الكمبيوتر بالعمل الشاق المضني ، وأعلم أن مرؤوسيه يحترمونه ويعجبون به رغم تمام علمي بأن أغلب الذين يعملون في مؤسسته أطول منه .
أنا نفسي يبلغ طولی خمس أقدام وسبع بوصات ، وقد كان لدي منذ أن بلغت الثالثة والعشرين ، الكثير من المرؤوسين الذين كنت أشرف عليهم والذين كانوا أطول مني وأقوی منی جسمانية ، ورغم ذلك فإني لم ألمح مطلقا، ولو بشكل طفيف، أي إشارة لعدم طاعة أوامرى . إنني دائما أجد تعاونا تاما ودعمأ کاملا من هؤلاء الذين أقوم بالإشراف عليهم وأمرهم وأتحكم في تصرفاتهم .
إنني أرى أيضا رجالا أقوياء البنية يهزمون ويفرون من المعركة ، في حين يبقى الرجال قصار القامة ، ضئيلو الحجم في ساحة المعركة يقاتلون العدو وبشجاعة . إن القوة تنبع من داخل الإنسان وتعتبر أساسا مسالة عقلانية وليست نابعة من بناء أو تقوية العضلات .
بالتاكيد هناك صفات جسدية محددة يمكنك تنميتها لمساعدتك لإبراز قوة شخصيتك مثل النظرة الثاقبة الثابتة ، ونغمة صوتك التي تدل على الثقة التامة بنفسك وتوقع الطاعة الفورية ، بالإضافة لذلك هناك الاتجاه الصارم الذي يتسم بالبعد عن التوافه والذي يجعل الآخرين يؤمنون بأنك الرجل المناسب في المكان المناسب.
فريد أولسون ، رأسمالي قيادي في مدينتنا وشخصية محترمة جدة هناك ، هذا الرجل يقول : ( إذا أظهرت ثقتك بنفسك وتصرفت دائما على هذا الأساس ، فإنه من المستحيل أن تفشل ، وسيستمد الناس الثقة من شخصك . إن مظهرك الجسدي وهيئتك لابد وأن يعكسا ثقتك بنفسك ، حتى ولو لم تكن تشعر في الواقع بذلك أحيانا ، لكنك بتحكمك في صوتك وإشاراتك ، ستكون قادرة على ممارسة تأثیر ثابت على رفقائك وزملائك بنفس درجة تأثيرك على التابعين لك) .
(إن الناس دائما يحترمون بشكل عظيم ذلك القائد الذي يبقى هادی الأعصاب وسط الأزمة)، هكذا يقول فريد ، والذي يواصل حديثه قائلا : (لكن الناس تتخلى عن الشخص مهما كان ، عندما يبدو مذعورا عند ظهور أية بادرة لأي خطأ).
أنت أيضا بإمكانك تعزيز ثقة الناس بك عندما تواجه موقفا صعبا بأعصاب باردة وتفكير هادي ، وباقتراحك منهجة إيجابية لحل الأزمة ، ستبدو وكأنك تحمل كل عبء الازمة على كاهلك ، وستمنح مرؤوسيك إحساسا يدعوهم لعدم القلق وسيدعم موقفك تفكيرهم بأنه لا يليق أن يشعروا بأن هناك مشكلة مهما كان حجمها ، لأنك قادر على حلها .
عندئذ يثق من حولك في قوتك وشجاعتك وقدرتك على دفع الأمور في الاتجاه الصحيح ، وستكون قادرة على إبراز قوة شخصيتك لدرجة أنهم سيسارعون إلى طاعة أوامرك وتوجيهاتك على نحو سليم .