يتعلق بهذا
إن التخاطب غير الشفهى أقل تضليلا من لغة الكلمات . إننا نجد أن الكذب باستخدام الكلمات أسهل بكثير من الكذب باستخدام أجسادنا . على سبيل المثال هل حاولت أبدا إبقاء يديك ثابتتين وعدم العض على شفتيك أو عدم قضم أظافر أصابعك أو عدم التنهد بعمق عندما تشعر بالقلق أو العصبية الشديدة تجاه شیء ما؟ مستحيل ، أليس كذلك ؟ لكن واحدة من السمات التي ذكرناها ستنطبق عليك بلا شك ، ليس مهمة هنا الكلام الذي ربما تنطق به؛ لأن جسدك سينبی الآخرين بما تشعر به بالفعل.
عندما يتحدث معك شخص ما ، خاصة في موضوع ما تشعر تجاهه بقليل من الشك أو الريبة ؛ فإنك عادة ما تنظر متعمدا إلى الوجه الآخر لهذا الشخص لترى إذا ما كانت تعبيرات وجهه تمشي بالفعل مع ما يقوله . بعدئذ تصغي لنغمة صوته لترى ما إذا كان بإمكانك اكتشاف أي معان مخفية ، ثم تصغى بالفعل في النهاية لكلمات الشخص الذي يحدثك، وحتى إذا كانت كلمات الشخص الذي يحدث تدل على السخرية أو التشاؤم فإنك ستقبلها بلا شك على سبيل الدعابة إذا كانت تعبيرات وجهه تدل على المرح والسعادة .
على سبيل المثال ، يعرف أطفالي دائما أنه عندما أناديهم به (روبرت) بدلا من (بوب)، و (لورانس لی) ، بدلا منه (لاری)، و (تیریزا لین) بدلا من (تيريزا) وبصوت أعلى من صوتي العادي ، يدركون عندئذ أنهم قد فعلوا شيئا ما خطأ، وأن هناك حوارا جسديا على وشك أن يدور بيني وبينهم . إنك تستخدم التخاطب غیر الشفهي ، ليس فقط عندما تستخدم الإشارات ولكن أيضا عندما تغير طبقة ونغمة وقوة صوتك.
إذا كنت تعتقد أن التخاطب غير الشفهي أو لغة الجسد ليست ذات أهمية بالنسبة لعملية فهم السلوك ، فتذكر أن الدراسات تشير إلى أن 90% من معاني أي رسالة ، تنقل على نحو غير شفهي ؛ لذلك فإنه سيصبح من المهم للغاية ليس فقط معرفة كيف تستخدم بنفسك لغة الجسد لتبرز قوة شخصيتك ولكن من المهم أيضا أن تكون لديك القدرة على قراءة إشارات جسد الشخص الآخر .