اعلم أن هناك قاعدة شهيرة تقول بأن ذلك الذي يملك أكثر مجموعة من الأوراق عند نهاية اللعبة، يكون هو الرابح، لكن اعلم أنك لن تأخذ معك مالك بعد مماتك، ولن تستطيع شراء أي شيء به – فلا توجد تذاكر لدخول الجنة، ولا متع تشتريها بمالك، ولا رخصة تعفيك من دخول النار، فعندما تموت، ستكون وحيداً، بدون مالك، تماماً كما جئت لهذه الدنيا، وهكذا سيضيع كل مجهودك سدى. اللهم إلا إذا فعلت شيئاً صالحاً بمالك عندما كانت عندك القدرة لفعل هذا، وبالطبع لن تنتظر حتى تبلغ من الهرم مبلغاً عظيماً لتبدأ في فعل الخيرات، أليس كذلك؟
إن عدم القدرة على التخلص من الثروة يعرف بــ "قيود الثروة" – وهي تعني أنك تكون متعلقاً للغاية بمالك لدرج أنك ترغب أن لو اصطحبته معك إلى الآخرة، وهي فكرة مريعة بكل تأكيد. بالطبع يمكنك ترك المال لأبنائك، لكن كان ينبغي عليك أن تنفق معظمه في أعمال الخير من قبل، وإلا ستترك خلفك أعباء ضريبية على ورثتك كذلك.
ومهما قررت أن تفعل، فقط اعمل بهذه النصيحة – لا يوجد ما يسئ في هذه الأحوال أكثر من وصية لم يتم التفكير فيها جيداً والكثير من الضرائب بعد مماتك.
ويمكنك بالطبع توفير عناء ضرائب التركات بعد وفاتك وذلك بأن تحسب المقدار الذي سيقدر على تركتك بالتقريب، ثم تقوم بعمل وثيقة تأمين شامل على الحياة لتغطي هذه الضرائب. لكن لابد أن يتم ذكر هذه الوثيقة في الوصية المعتمدة، وذلك حتى يتم تنفيذها ضمن بنود الوصية – لكن احذر بالله عليك من وضع أي شيء بهذه الوصية لأنك لو أسأت استخدامها فسوف تسوء الأمور – كما أن القواعد القانونية والتشريعات تتغير باستمرار على سبيل المثال:
التغيرات الأخيرة في الموازنة والتغيرات في الشرائح الضريبية على معدلات الفائدة والأرباح للأصول المذكورة في الوصايا.
إنني لست بمستشار مالي (باستثناء المستوى السلوكي – ولهذا فأنت بحاجة إلى متخصص يمدك بأدق التفاصيل الخاصة بالاستثمار)، لكن من الحكمة الاعتناء بكل هذه الأمور والتفاصيل قبل وفاتك، وبالطبع بمقدورك أن تترك الكثير من مالك لزوجتك، وبهذا لن تدفع
عليه ضريبة تركات [1]، لكن هكذا ستدفع ضرائب التركات الخاصة بها عندما تموت هي الأخرى، فالأمر بمثابة تأخير وليس إلغاء، ويمكنك وضع وصية تنص فيها على عدم حصول الزوج أو الزوج على جزء من التركة – لكن أكرر مجدداً أن وضع الوصية عملية تتطلب منك الحذر الكثير.
كنت أقرأ كتاباً عن " الدلاى لاما" منذ يومين، والذي يتلقى مصروفاً يومياً 38 قرشاً ويملك رداءين – واحداً يلبسه وآخر يغسله – ووسيلة الترفيه الوحيدة لديه هي ارتداء سوار للساعة من حين لآخر (وإنني أتساءل ما إذا ما كان يرتدي سواراً جلدياً من الأساس)، ومع ذلك فهو الأب الروحي لدولة بأكملها – على الرغم من نفيه ، كم هذا مناسب لكتابي!
[1] ويعفى الزوج/ الزوجة – ولابد أن يكون الزوج شريكاً لزوجته، أو العكس وإذا ما كان أحدهما يقيم خارج المملكة المتحدة فيقتصر الإعفاء على 55000 جنبه فقط.