أي أشياء تعدهم بالمال الكثير وبأقل مجهود ؛ فعلى اية حال . ما الذي عليهم فعله أكثر من بيع مرشحات المياه لبعض الأصدقاء والأقارب ؟ وظنوا جميعاً أن الأمر سهل . ترى أين كان هؤلاء الناس الذين انضموا لهذه الخطط . ووضعوا فيها كل مدخراتهم على وعد بأرباح طائلة ؟ غريب . لا أستطيع ان أجد واحداً منهم .
ربما تمكن القليل منهم من بيع بعض تلك المرشحات وآذوا بعض أحبائهم في غمار ذلك . ربما استطاع القليل من الناس تحقيق بعض المكاسب في بداية هذا الأمر . لكن تلك الخطط الهرمية لايمكن ضمان استمرار نجاحها . وستنهار فور وصولها لنقطة محددة ؛ لأنه لا يوجد عدد كاف من الناس على هذا الكوكب ليكفي هذا الكم من الوعود .
ويعجبني ماقاله " وودي ألان " : " عجباً للأحمق وماله ــ كيف تَأَتي أن اجتمعا معاً في المقام الاول ؟ "[1].
حينما كنت طفلاً ، أتذكر أنني قرأت عن بعض الحيل التي جعلتني افكر كيف ان الناس ينساقون وراء فكرة الثراء السريع . أول هذه الحيل كانت عن مبيد للحشرات ؛ حيث ترسل له خمسة جنيهات ( ربما كانت جنيهات او دولارات ) لشراء ذلك المبيد والذي يضمن لك التخلص من كافة حشرات المنزل سواء كانت براغيث أو صراصير أو حتى فئران ... إلخ . وكان ما تتلقاه هو عبارة عن قطعتين من الخشب ملحقاً بهما تعليمات بأن ماعليك فعله هو وضع الحشرة على القطعة ( أ) ثم الضرب عليها بقوة باستخدام القطعة (ب) . بلا مزاح ! ولقد جنى أصحاب هذه الفكرة مبالغ كبيرة من الناس قبل أن يتم القبض عليهم . ربما حان وقت تجربة هذه الحيلة مجدداً . والحيلة الثانية كانت عبارة عن وعد بالحصول على مامقدار ياردة من الحرير ، وذلك خلال أزمة الحرير مقابل مبلغ صغير آخر ( لاحظ كيف أن المبالغ الصغيرة هي التي تغري الناس بالدفع ) وكان ما تحصل عليه هو ياردة بالفعل ، لكن عبارة عن خيط من الحرير ؛ فهم لم يحددوا عرض الياردة في إعلانهم .
والآن ربما تظن أنك على قدر من الذكاء يمنعك من الانخداع بهذه الحيل الواضحة . حقاً ؟ حسناً ، ليست كلها بهذا الوضوح الذي تظنه وإلا لما انخدع فيها اناس اذكياء آخرون كذلك . لا توجد هناك أبداً ما يسمى بخطة سريعة لتحقيق الثراء . هيا كرر ورائي : لا توجد .
[1] قد لايكون " وودي ألان " بالطبع ــ يعزي إليه العديد من المقولات ، خاصة تلك المتعلقة بالمال وانه . ولقد قال " وودي ألان " . واكيد أنه هو القائل هذه المرة : " إن المال أفضل من الفقر لأسباب مالية فقط " .