بمجرد استقرارك على استراتيجية محددة ، اتركها لحالها ؛ فلا فائدة ترجى من التلكؤ ومحاولة تحسينها ؛ فليس من المحتمل أن تحسنها ، بل على الأرجح ستزيدها سواءاً . ليس هذا فقط ، بل قد تتحمل نفقات أو جزاءات إضافية إذا ما بدأت في تغيير الأمور بعد فترة بسيطة . يجب أن تعلم متى تترك الأمور وشأنها ، والأمر يشبه الحكمة " انظر بحذر إلى موطيء قدميك " . بالفعل انظر ، ثم انظر بتمعن . ثم ارسم خططك وخذ قراراتك ، ثم دعها كما هي ، لا تفسدها. إن النظر هنا يعني موازنة الاحتمالات المختلفة ، والبحث عن النصح وتدبر المزايا والعيوب ، أما الوثب فهو تنفيذ لتلك المعلومات . لكن بمجرد أن تأخذ قرار اوثب ، عليك بتنفيذه . بمجرد أن ترسم الخطة ، وتحدد هدفك واستراتيجيتك ومقاصدك وطموحاتك ، التزم بها وابدأ التنفيذ .
من السهل في هذه المرحلة أن يفزع الإنسان ؛ فكلنا نخاف من البطالة والفقر والمآزق المالية والتخلف عن الركب والوقوع أرضاً والوقوع في الدين . ولقد مررت أنا نفسي بهذه المشاعر : فبمجرد وضع الخطة شملتني مشاعر الخوف وجعلتني أتمسك بوظيفتي لسنوات لأنني لم
أكن مؤمناً بقدرتي على البقاء خارجها ، لكن بمجرد خروجي منها ، عشت بخير . كلنا قادر على ذلك .
إن الخطط مثلها مثل السمك الصغير فهي تحتاج لوقت حتى تنضج ؛ فبمجرد وضعها في المقلاة دعها وشأنها وإلا ستفكك . لا تقلبها مراراً إلا سوف تتفكك لقطع صغيرة . لا تتلكأ وتتردد أو تغير رأيك ثم تغيره مجدداً . إذا ما تلكأت هكذا فسوف ينتهي بك الأمر بتحقيق أقل القليل ، والأسوأ من هذا هو أنك ستضيع المزيد من المال محاولاً تصحيح الأمور . إن العديد من الاستثمارات طويلة الأجل والتلكؤ يعني أنك ستدفع أكثر أو لن تجني الارباح كاملة .
من الطبيعي أن تراقب الأمور ، وتراقب السوق كلية ، لكن التزم بالاستراتيجية الخاصة بك ، وبعد أن تبذل كل ما عليك ، اترك الأمور لحالها . فقط لا تفزع ولا تتلكأ .