يا إلهي ، هناك الكثير من الناس في عالمنا هذا يريدون وينتظرون أن يمنحوك نصائهم او خبراتهم أو إرشاداتهم و معلوماتهم المالية . عظيم ــ لكن اعلم منذ البداية أنه يجب أن تكون حذراً بشأن ممن ستأخذ النصح منهم ؛ وذلك إذا أردت الحفاظ على ثروتك .
هناك نوعان من الناس يمكنك اللجوء إليهما إذا ما احتجت إلى نصائح أو إرشادات أو توجيهات أو ماشابه . النوع الاول ، هم المحترفون المهرة الذين يعطونك عقد تأمين وحماية يمكنك أن تقاضيهم بموجبه ــ لكن بالطبع ستدفع لهم الكثير أولاً ــ في حالة ما إذا كانت المعلومات التي سيمنحونها لك خاطئة أو غير سليمة أو سيئة بدرجة خطيرة ، وإذا ما تعهدوا بتقديم النصح والإرشادات لك ، عليك التأكد من وجود شرط تأمين مكتوب بهذا ؛ وذلك حتى يدفعوا لك إذا ما كانت نصيحتهم خاطئة ، وهذا كفيل بجعلهم حريصين على مصلحتك .
فهؤلاء الناس الذين تدفع لهم أتعابهم تخول لهم الحديث معك بشأن ماتفعله بنقودك .
أما النوع الثاني فهم الأثرياء من الناس . استمع إليهم جيداً ، اللهم إلا إذا كانوا قد ربحوا أموالهم هذه من تذاكر اليانصيب أو ورثوها أو سرقوا مصرفاً للحصول عليها أو تاجروا في المخدرات ( في الواقع قد
تستحق مهارات هؤلاء الناس النظر بعين الجديه بغض النظر عن انعدام أمانتها أو شرفها ) .
هذان هما النوعان الوحيدان المتاحان أمامك . أما الأنواع غير المتاحة أمامك فهي : الأصدقاء والعائلة والمعارف المقربون ( حتى وإن كان لديهم بعض المال) والبرامج التلفزيونية والإنترنت ورجال البنوك .
لابد أن تحرص على أن تأتيك النصيحة من شخص يحمل مؤهلات علمية معترفاً بها ، أو عضو في منظمة محترمة ــ وهذا يشمل نوادي الأثرياء احرص على أن تتأكد أنهم يعرفون مايفعلون . لقد قال مليونير المنسوجات " جو هايمان" إن أفضل ثلاثة بنوك من حيث الامانة (1) بنوك الأثرياء (2) بنوك المشعوذين (3) بنوك التجار .
ومن واقع خبرتي هناك نوعان من الناصحين : (أ) هؤلاء الذين يساعدونك على التوقف عن أن تبدو أحمق ، و (ب) أولئك الذين يقولون لك إنك تصرفت بحماقة بعد أن تقدم عليها ، وبالطبع أنت ترغب في النوعية الأولى من الناصحين ، لكنك ستقابل الكثيرين ممن ينتمون للفئة (ب) .
ومن ناحية النصيحة المالية الاحترافية . هناك نوعان آخران هما : (أ) هؤلاء الذين يتعاملون في أموالك . و(ب) أولئك الذين يحاولون أن يبيعوا لك منتجاتهم . وعليك تجنب النوع (ب) كما تتجنب الطاعون . ولابد أن يكون المستشار المالي الذي تستخدمه مستقلا ً ، أي لايكون مجبراً على حصر خياراتك الاستثمارية بين مجموعة البدائل التي تقدمها الشركة التي يعمل بها لحسابها . إن الأمر هنا يشبه الفارق بين شرائك سترة ذات مقاس موحد والتي تلائمك بصورة طيبة ــ وبين أن تُصنع لك سترة خصيصاً لتلائم احتياجاتك .
عليك أيضاً الاتفاق على دفع مقابل النصيحة المالية على صورة مبلغ أتعاب ثابت ــ وليس على هيئة نسبة من الأرباح التي ستجنيها من الاستثمارات التي سيربحها لك المستشار المالي ؛ فمن المغري أن تسير في طريق العمولات ؛ حيث يبدو لك هذا وكأنه ضمان أنك ستحصل على نصائح أكثر قيمة ( لكن المستشار المالي يحصل على أتعابه من الشركات التي باعت لك الخطط الاستثمارية ) ، وقد يبدو هذا من الظاهر شيئاً جيداً ( رائع ـ هناك من سيدفع للمستشار بدلاً مني ! ) لكن هذا لايعني تقديم أفضل النصائح . إنك بحاجة إلى نصيحة محايدة تقدم لك والتي تلائم ظروفك تماماً ، وأن تدفع مقابل هذه النصيحة هو السبيل الأمثل لضمان الحصول عليها . ولا تنجرف لشراء العديد من الخطط الاستثمارية من شركات تقدم لك أفضل العمولات