إن إتقان عقد الصفققات مهارة مهمة، وكذلك إتقان مهارات البيع – وهما لا يعنيان نفس الشيء دوماً، فأحياناً ما تبيع أشياء خارج نطاق الصفقات. وأهم شيء ينبغي عليك أن تكون قادراً على تسويقه وعرضه للناس في هذه الحياة هو أنت نفسك.

إن عملية البيع هي الأساس الذي تعتمد عليه عملية تحقيق الثراء. وأياً كان ما تفعله لتحقق لنفسك الثراء، فلا بد أن يتضمن عملية بيع : بيع لمهاراتك، لأشياء، لأفكار. لا يمكنك كسب المال دون عملية البيع، فالبيع هو أساس تكوين الثراء، وكل غني يعلم هذه الحقيقة، وكل فقير يجهلها.

في العالم المثالي ينبغي أن تكون قادراً على:

  • بيع مهاراتك وقدراتك وسماتك (كل لحظة في اليوم).
  • بيع أي شيء حتى وانت نائم.
  • البيع في بلاد أنت لم تزرها فقط بل لم تسمع عنها من قبل.
  • البيع عن طريق الآخرين أو عن طريق مندوب يبيع باسمك.
  • بيع أشياء يمكن إنتاجها بثمن زهيد ويعود عليك بيعها بعائد مرتفع.
  • بيع أشياء يصنعها آخرون ويمولونها من أجلك.
  • أشياء توجد في كل منزل.
  • أشياء يمكن تخزينها ونقلها وتتبعها بسهولة.

والقائمة طويلة لا نهاية لها، لكن الناس يخطئون حين يحاولون بيع أشياء لا يرغب فيها أحد، إلا إذا كنت مثل "داميان هيرست" تصنع لحوم القرش المملحة. الآن ها هو سوق لم يسبق لي أن فكرت فيه.

ولا تظن أن عملية البيع مقصورة فقط على مندوبي المبيعات المهندمين ذوي السترات اللامعة والكلام المعسول، فكل مرة يظهر فيها "ريتشارد برانسون" على التلفاز منشغلاً في التحليق بمنطاده فهو يقوم بعملية بيع، حيث يسوق لعلامته التجارية. رجل ماهر، وعملية بيع ماهرة.

يعجبني ذلك الشاب الواعي "اليكس تيو" والذي بدأ حياته الجامعية مؤخراً. لقد أراد أن يصبح مليونيراً، وأدرك أنه لو كان لديه مليون شيء يرغب فيه الناس وباع الواحد منها بجنيه واحد لأصبح مليونيراً، ثم أدرك أن شاشة صفحة الانترنت تحتوي على مليون نقطة ضوئية (بيكسل)، ثم شرع في بيع كل نقطة منها مقابل نقطة متجاورة لتكفي مساحة الإعلان (وبالتالي يتكلف 400 جنيه)، لكنه باع نصفها أثناء فترة الأعياد والباقي خلال سنته الدراسية الأولى بالجامعة . فكرة فاشلة؟ لا أظن ذلك. يمكنك أن ترى النتيجة بنفسك على موقع http;//www.milliondollarhomepage.com ، وأجل، لقد ساندته في مشروعه هذا واشتريت منه مساحة للإعلان عن أعمال مقابل 400 جنيه إيماناً مني بأن مثل هذا الشاب بحاجة للتشجيع مقابل أصالة فكرته ومهاراته وإبداعه.